بقلم عبد الحميد بريري لايصدق احد بوجود جزيرة تاريخية ارتبط اسمها بالمليحة GRACIOSA بالقرب من مدينة العرائش ،هذا الموقع لم يخلو من اهتمام المؤرخين المغاربة والاجانب منذ القديم ، نظرا لقيمته التاريخية ولموقعه الجذاب والمثير لللانتباه ، حتى كان له هذا الصدى المدوي في كتابات الاقدمين ، كالكاتب الشهير بلين الاكبر الذي عاش في القرن الأول الميلادي، حيت يصف الموقع الجغرافي للجزيرة بوجودها على مقربة من مصب نهر اللوكوس وانها منعزلة وتنخفض كثيرا من الاراضي المجاورة ، لكن مياه المد لاتغمرها وبها هيكل لهرقل ، لياتي ليون الافريقي الحسن الوزان ليحدد المسافة بين المحيط الاطلسي والجزيرة بنحو عشرة أميال وأن بها مدينة صغيرة قديمة هجرت في بداية الاحتلال البرتغالي ، وعلى ضفاف النهر سوى غابة والقليل من الأراضي الفلاحية . كما أشار الحسن الوزان الى الطمع البرتغالي في احتلالها سنة 1489 بالدخول اليها عبر النهر، ورام القائد البرتغالي الى بناء قلعة في الجزيرة. لكن محمد الشيخ الوطاسي والمجاهدين المغاربة فطنوا بهم وقاموا بمحاصرة الكتائب البرتغالية وهي لاتزال في بداية احتلالها وهم منهمكين في بناء الحصن فاستسلم البرتغاليون ووقعوا اتفاقا مع الملك المغربي بالرحيل دون اقتتال بعدما تم اغلاق النهر بجدوع الاشجار والسلل المملوءة بالاحجار لمنع اي دعم للمحاصرين من البحر عبر النهر ، وهذه المعركة هي التي تسمى بالمليحة ، واشار اليها احد الشعراءالمغاربة الذين شاركوا في المعركة الكراسني في قصيدته وجاءت الروم الى الجزيرة بكل اسطول وكل دخيرة ودخلوا في ودي أل كوس ذاقوا الهوان به بالنكوس هناك اذ ذاك أقاموا بلدا واسكنوا فيه الطغاة والعدا أما اليوم فان هذه الجزيرة مجهولة لدى العموم ولايعرفها الا المهتمون بتاريخ المغرب، فهي توجد على وادي لوكوس من بعد سد المنع، قرب ضريح سيدي مبارك بن عمران ، في اتجاه المياه العليا للواد ، كانت بها المعركة المذكورة لو انتصر فيها البرتغال لتغير مجرى تاريخ المغرب.