رغم أن مصب واد اللوكوس بالمحيط الأطلسي و هو الممر المؤدي إلى مرسى العرائش لم يكن يساعد على الحركة الملاحية للسفن الكبرى، حتى داع صيت صعوبة مدخل ميناء العرائش و لقب ب " فم السبع " " BOCA DE LEON "، إلا أن الميناء عرف نشاطا تجاريا كبيرا عبر حقب التاريخ القديم، الحديث، وحتى المعاصر بوصفه مرسى فاس و " المغرب النافع ". في سنة 1912 شيدت الحكومة الألمانية منصة على الضفة اليسرى لوادي اللوكوس كانت بمثابة ميناء تجاري وقاعدة عسكرية بحرية، وفي عام 1924 تمت تهيئة المنصة عبر بناء 180 متر من أرصفة الصيد بعمق 4,50 أمتار و 240 متر من الارصفة المتراكمة لتلبية حاجيات المنطقة، ومنذ ذلك الحين ظل ميناء العرائش واحدا من أهم موانئ الصيد في المغرب. كانت السفن التجارية خلال فترة الحماية الإسبانية في النصف الأول للقرن العشرين تنتظر حركة المد البحري للدخول أو الخروج من الميناء، حيث كان واد اللوكوس يؤمن عمق 4 أمتار على الأقل في فترة البدر " الماريا الكبيرة " و 1.5 متر في فترة الهلال " الماريا الصغيرة "، فتكون فرصة الملاحة عند المد جيدة بينما تصبح عند الجزر أقل سهولة، أما في فترة الهلال أو "الماريا الصغيرة" يصبح المرور عبر الممر بالغ الصعوبة في المد، ومستحيلا عند الجزر. معدل حمولة السفن التجارية كانت 400 طن، من النوع الذي لا يتعدى في الغالب 55 متر في الطول، 5 إلى 6 أمتار في العرض، بعمق حوالي 3 أمتار. بلغ رصيف الميناء سنة 1931 حوالي 250 متر، تزوره سفن يقدر معدل عددها في السنة ب 350 سفينة، أي بما يعادل نسبة رسو سفينة واحدة كل يوم، و هو رقم كبير بكل المقاييس, و إذا أخدنا أرقام سنة 1931 على سبيل المثال سنجد أن إجمالي حركة الشحن المنتظمة القادمة من قادش " CADIZ " من المبادلات التجارية في مرسى العرائش بلغ، 44000 طن شكلت الواردات منها حصة الأسد 40600 طن, بينما صادراتنا كانت حوالي 3400 طن، جلها من الفلين و البيض، و قد كان مرسى العرائش آن ذاك نقطة التصدير الوحيدة وطنيا, مستفيدا من معدات و تجهيزات لوجيستيكية ألمانية كالرافعات البخارية و عددها 3 ثلاثة، إضافة إلى عجلات المصاعد التي تعمل بمحركات الديزل..