رسالة بنكيران إلى معاليه وزير الداخلية ادريس البصري
رسالة بنكيران إلى معاليه وزير الداخلية آنذاك إدريس البصري ( اللهم ارحمه ،انت الراحم وانت القادر وانت الفعال لما تريد) حزب العدالة والتنمية المغربي كان مجرد جمعية تتكون من أصدقاء يقال عنهم أصدقاء من أجل الدعوة الإسلامية والنهي عن المنكر والنصائح العامة . حقيقة الجمعيات الإسلامية التي تدخل من باب الدعوة السلفية وتخرج من باب البرلمان والسياسة ، سنة الحياة في الأرض فجميعنا لنا طموحات ورغبات وأهداف ومبادئ غير أنني دائما ما أؤكد على أن صاحب المقهى الذي له شعبية كبيرة مع كل فئة الشعب ؛ هناك من يريد شاي وآخر يريد قهوة والكثير من يشرب القهوة مع الحليب . تلفاز المقهى أحياناً ؟ أخبار الجزيرة العربية و تارة ترى الإذاعة والتلفزيون المغربي لمحبي اللهجات المختلفة على وزن افلام مدبلجة مثل قناة 2M ، حتى كرة القدم المحلية والعالمية فا " ابتلينا " الابتلاء بالجزيرة الرياضية ، قد تجد داخل المقهى أناسا يذهبون للمساجد حين يرفع الآذان ( حي على الصلاة) ومنهم الكثير ؛ . غير أن صاحب محل الجمعية الإسلامية لا يترك لك الحرية والعدالة فيما تريد ؟ لأنه يلزم عليك أشياء كثيرة والغريب من هذا أنه لا يعمل بها ؛ قد تكون هناك مبارة لكرة القدم ينتقل من محله إلى (حي) آخر من أجل المشاهدة . تتحول أفكار الجمعية منفتحة تماماً لأنه يرى صاحب المقهى أنعم الله عليه بما له ؛ وهنا يبدأ الوجه الآخر ،يبدأ صاحب الدعوة الإسلامية إلى التفكير ليلا نهارا والتخطيط لأجل الوصول لما يريد . هذا ما رأيناه في أرشيف جمعية (العدالة والتنمية ) الذي بين ليلة وضحاها أصبح حزبا سياسيا . حيث كان نصيبه في الدنيا خير من نصيبه في الآخرة . أناس همهم الدنيا لاغير . أمين احرشيون -برشلونة
من أرشيف "شرف بنكيران" الرسالة التي بعثها بنكيران الى ادريس البصري المؤرخة في 17 مارس 1986 بالرباط : “السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعد، يسرني أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي وما نرجو اللّه أن ينعم به علينا من خير على يدكم واللّه المستعان. وزيادة في التوضيح، معالي الوزير، فإني سأقسم هذه الرسالة إلى قسمين أولهما عن الشبيبة باعتبارها الجمعية الأولى التي عملنا في إطارها وثانيهما عن جمعية الجماعة الإسلامية. نشاط هذه الجمعية يقوم على دعوة الناس عامة والشباب خاصة إلى الإلتزام بالإسلام باعتباره شاملا لحياة الإنسان والمجتمع من حيث العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات، ووجدت هذه الدعوة في تلك الأيام إقبالا كبيرا من الشباب وخصوصا بعد أن تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري في الثانويات والجامعات ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين عامة وأقبلوا على جمعية الشبيبة الإسلامية في كل أطراف البلاد، فعمد رئيس الجمعية إلى تنظيم هؤلاء الشباب في مجموعات يلتقي أفرادها بانتظام يتدارسون القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبعض كتب الثقافة الإسلامية المتوفرة في المكتبات. واستمر نمو هذه الجمعية مطردا إلى أن وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر، وذكر أثناء النظر في هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم عبد الكريم مطيع الذي كان قد غادر البلاد بينما تم اعتقال إبراهيم كمال وكان ذلك في أواخر دجنبر 1975. انتسبت إلى الشبيبة الإسلامية سنة 1976 ووجدت أعضاءها والحق يقال على حسن التزام بالإسلام واقتناع بأنه ليس دين المسجد فقط بل يشمل كل مواقف الحياة، وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي إلى الفساد وخصوصا في صفوف الطلبة. معالي الوزير، إن كثيرا من الشباب تهفو قلوبهم إلى الانتساب إلى جمعيتنا والعمل في إطارها المعتدل السليم إن شاء اللّه، ولكن ما وقع علينا من حظر من طرف السلطات المحلية في صيف 1984 وتوقيف أنشطتنا العامة في مركز الجمعية يحول دون التحاقهم بنا مما يؤدي ببعضهم إلى الانحراف والتطرف، وإننا نأمل أن تتداركنا عناية اللّه على يدكم فيسمح لنا من جديد بممارسة نشاطنا والاستمرار في القيام بواجبنا في الدعوة. ومن الواجب في رأينا أن يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي لما فيه خير بلادنا. أما النزاع والشقاق فلا يستفيد منه إلا أعداء الدين وأعداء الوطن. وإن الشباب المتدين لما أكرمه اللّه به من ورع وصلاح حسب ما نعلمه عنه مؤهل لخدمة دينه وبلده أفضل الخدمات، وأن أفضل وسيلة في نظرنا لقطع طريق على من يريد سوءا ببلدنا ومقدساته هي فتح المجال أمام الدعاة المخلصين الذين يعتبرون أن من واجبهم إرشاد الشباب وتقويم أي انحراف يغذيه أصحاب الأغراض والأهواء. إننا معالي الوزير، سنكون مسرورين وشاكرين لكم صنيعكم إذا خصصتم جزءا من وقتكم لاستقبالنا والتعرف علينا، وذلك سيساعدنا بإذن اللّه على مزيد من التفهم والوضوح، واللّه نسأل أن يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما يحبه”. الخادم المطيع و الداعي لكم بالصلاح و التوفيق في كل حين عبد الإله بنكيران”