"العلم"تنشر وثيقة سرية وجهها بنكيران للبصري ويقول: إننا نأمل أن تتداركنا عناية الله على* يدك*. وثيقة سرية تمكنت من التسرب من أرشيف جمعية الجماعة الاسلامية تتمثل في* رسالة كان قد وجهها الأستاذ عبد الاله بنكيران إلى وزير الداخلية الشهير الراحل إدريس البصري،* وهي* رسالة عادية تندرج في* سياق الجهود التي* كان* يبذلها مسؤولو الجماعة آنذاك لرفع الحظر عن الجمعية،* وفي* هذه الرسالة العادية* يبدي* الأستاذ بنكيران استعداداً* للتعاون لما فيه صالح البلاد*. * ننشر فيما* يلي* نص الرسالة السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعد، * يسرني* أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي* وما نرجو اللّه أن* ينعم به علينا من خير على* يدكم واللّه المستعان*. وزيادة في* التوضيح،* معالي* الوزير،* فإني* سأقسم هذه الرسالة إلى قسمين أولهما عن الشبيبة باعتبارها الجمعية الأولى التي* عملنا في* إطارها وثانيهما عن جمعية الجماعة الإسلامية*. نشاط هذه الجمعية* يقوم على دعوة الناس عامة والشباب خاصة إلى الإلتزام بالإسلام باعتباره شاملا لحياة الإنسان والمجتمع من حيث العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات،* ووجدت هذه الدعوة في* تلك الأيام إقبالا كبيرا من الشباب وخصوصا بعد أن تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري* في* الثانويات والجامعات ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين عامة وأقبلوا على* جمعية الشبيبة الإسلامية في* كل أطراف البلاد،* فعمد رئيس الجمعية إلى تنظيم هؤلاء الشباب في* مجموعات* يلتقي* أفرادها بانتظام* يتدارسون القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم وبعض كتب الثقافة الإسلامية المتوفرة في* المكتبات*. واستمر نمو هذه الجمعية مطردا إلى أن وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر،* وذكر أثناء النظر في* هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم* عبد الكريم مطيع الذي* كان قد* غادر البلاد بينما ثم اعتقال إبراهيم كمال وكان ذلك في* أواخر دجنبر* 1975*. انتسبت إلى الشبيبة الإسلامية سنة* 1976* ووجدت أعضاءها* والحق* يقال على حسن التزام بالإسلام واقتناع* بأنه ليس دين المسجد فقط بل* يشمل كل مواقف الحياة،* وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي* إلى الفساد وخصوصا في* صفوف الطلبة*. معالي* الوزير،* إن كثيرا من الشباب تهفو قلوبهم إلى الانتساب إلى جمعيتنا والعمل في* إطارها المعتدل السليم إن شاء اللّه،* ولكن* ما وقع علينا من حظر من طرف السلطات المحلية في* صيف* 1984* وتوقيف أنشطتنا العامة في* مركز الجمعية* يحول دون التحاقهم بنا مما* يؤدي* ببعضهم إلى الانحراف والتطرف،* وإننا نأمل أن تتداركنا عناية اللّه على* يدكم فيسمح لنا من جديد بممارسة نشاطنا والاستمرار في* القيام بواجبنا في* الدعوة*. ومن الواجب في* رأينا أن* يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي* لما فيه خير بلادنا*. أما النزاع والشقاق فلا* يستفيد منه إلا أعداء الدين وأعداء الوطن*. وإن الشباب المتدين لما أكرمه اللّه به من ورع وصلاح حسب ما نعلمه عنه مؤهل لخدمة دينه وبلده أفضل الخدمات،* وأن أفضل وسيلة في* نظرنا لقطع طريق على من* يريد سوءا ببلدنا ومقدساته هي* فتح المجال أمام الدعاة المخلصين الذين* يعتبرون أن من واجبهم إرشاد الشباب وتقويم أي* انحراف* يغذيه أصحاب الأغراض والأهواء*. * إننا معالي* الوزير،* سنكون مسرورين وشاكرين لكم صنيعكم إذا خصصتم جزءا من وقتكم لاستقبالنا والتعرف علينا،* وذلك سيساعدنا بإذن اللّه على مزيد من التفهم والوضوح،* واللّه نسأل أن* يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما* يحبه*.«