بدا يتحسس جسده باستقلالية عن الفضاء، يرتب مشاعره، أفكاره السابقة مع بنات الحي، يبحث في الجسد المنفلت عن مشاعر اللقاء، أعضاء متبقية من الزمن الفينيقي تعاتبه على الارتباك والارتباط، شفتاه تكره القبل وتعشق ارتشاف السجائر وامتصاص إفرازات الوجنتين المنهكتين على ضفاف الأطلسي ..في لحظة من النمو اختلطت عليه مشاعر الحب والكراهية، رغبة الحياة والموت على سرير لذة الوجه الجميل، ترتعش تفاصيل اليدين من اليسار إلى القدمين، من اليمين إلى الشفتين..لحظة عشق لأعضاء جسد متعب تنكرت له كل القبل، وسلام بالقفازات ومنديلا مبللا ببخار التقاء النهر بالأطلسي..جسد منهك في انتظار مسؤولا كبيرا يتودد بركته وتحريره من عقد الانتظارية واحياجات العائلة؟؟؟ قبل الموت بلحظات والجو في منتصف الصيف وزرقة البحر، وصل الموكب وصفارات الإنذار المبكر، جسد يرتعش من ارتفاع درجات الصقيع، فقد كل حواسه .. تأمل المسؤول الكبير في قدمي الجسد الغريب متوجها بالسؤال لمرافقه الأيمن : ” من هذا يا مخبري؟؟؟ ” بابتسامة جيل الأنوار أجابه في صمت مريب : ” إنه هو ذاك يا سيدي عاشق الجسد والسجائر والوجه الجميل ” ..جسد استجمع أنفاسه، وأقسم إلا أن يكون بهيكل جديد مستورد بطلب خطي من بقايا نيرون..النار والماء، قليل من المرهم و أمتار من الضمادات لعلاج عضلة التقاء الحب والكره، الحياة والموت..هدية صديق الجسد المتعب، تعرف عليه في لحظة إغماء استمرت زمنا منسيا في الصفحة الخامسة من الخبز الحافي.. من أنت؟؟ سؤال تجدد بعد اللقاء الثاني، فقد كل حواسه و بعضا من حركاته، تمطط تحت أشعة الشمس وانكمش أسابيعا في ظلمة الليل..تفجرت غريزة الحب الجارف القاتل ..تاه الجسد بين القبلات واللمسات وعشق منتصف الليل، أخذه التعب عند باب صيدلية الحراسة ليرتشف عبق ونسيم وعبير كل الأدوية، متوددا ضبط دقات قلبه المنفلت بين يديه .. من أنت ؟؟ أسئلة ستضل ترافقه والمرآة في يده اليسرى، سقطت الوردة الهدية بمناسبة الاحتفال برأس السنة، بل بباقي أعضاء جسد السنة.. غريب أمر هذا الجسد بغرابة الحب الممزوج بالكره وقلب فقد نبضاته من السؤال الأول. الانتخابات باللائحة، لا جسد أمامه، لا جسد وراءه…