في ظل الصراعات الوهمية التي يخوضها بعض السياسيين غداة الإستعداد للإنتخابات نجد البعض ممن يسعون للتزلف و التقرب من أصحاب الشكارات والأعيان سماسرة الانتخابات تطفو على السطح ظاهرة "الإنسان الكلب" هذا الذي يُكَشِّرُ عن أنيابه الحادّة، نابحا بصوتٍ مخيف، استعداداً لِشَنِّ هجوم ضد من يعتقد أنهم خصوم و منافسين لصاحبه/سيده، غير أن إيماءةً بسيطةً، منه تجعلُه ينقلب على عقبيه، في لمح البصر، لِيَتَمَسَحَ بقدميك، ويرخي ذيله، بينما لُعَابُه يتصبّب، مثلما تجعلُه إيماءةٌ نقيضةٌ، يَنْقَضُّ على أيٍ كان، ليفتك به، من دون أي مبرّر، سوى إدمانِهِ رؤيةَ علامات الرضى، والحبور، على وجه من يُطْعِمُه، ويسقيه، ويُوفّر له المأوى/سيده العظيم. لذلك نجده إنْ تجهم سيِّدُه تجهم هو الآخر، وإنْ انشرح ينشرح، فقد فُطِر، منذ خَلْقِه على أن يكون عبدا، أو لعله تربّى، عَقِبَ مولده، في بيئةٍ تستدعي منه طاعةً عمياء لا حدَّ لها، ولا قِيمَةَ فيها أسمى من قِيمةِ انصياعه لفعلِ ما يُؤْمَرُ به، خيراً كان أو شراً، كلما لوحت له اليدُ التي أَلْحَمَتْ كتفاه من فُتات موائدها، وأشحمت فخذاه على وثير فراشها. و لن يتوانى في ابداع وخلق صفات لا وجود لها بغية إلصاقها بسيده خاصة البطولية منها، إنه "الإنسان الكلب"، مع أن الكلبُ حيوانٌ شاعت حوله طيلة عصور فضيلةُ الوفاء، على نحو مضلّل، ينزع عنها شبهة التشابه، أو الإلتباس، في تاريخه، مع رذيلة العبودية، حتى إن مخلوقاً آخر يُدعى "الإنسان الكلب" استلهم التجربة الأزلية، أو لعله تأثر بها تدريجياً، من غير قصد، فما عاد يتوانى، في محطات انحطاطه، عن التذرّع بأنبل المُثل الأخلاقية، لا لينبح مكشّراً عن أنيابه فحسب، بل لينشب مخالبه في أجساد الآخرين، إن شمَّ الرضى على ما يفعل، في رائحة ولي نعمته.