كيف تنظر الفلسفة إلى فيروس كورونا؟ (2/1) أحمد رباص للجواب عن هذا السؤال، اقترح البداية بوجهة نظر ميشيل دوبوي الأستاذ في المعهد العالي للفلسفة في جامعة كاليفورنيا والمتخصص في أخلاقيات الطب الحيوي والعضو الاستشاري في اللجنة البلجيكية لأخلاقيات البيولوجيا. أبرز ميشيل دوبوي مؤخرا الصعوبة المحددة في التداول حول موضوع مثل المرض أو الوباء. في الواقع، هذا النوع من المناقشة يعارض حتما الحقائق – بداهة علمية – بالعديد من التمثلات التي تقدم بعدًا هامًا للذاتية الفردية والجماعية. لكن هذه التمثلات ليست “علمية”، لأنها تستند إلى الذاكرة الجماعية للحقائق التاريخية (الإنفلونزا الإسبانية والسارس في هذه الحالة)، وعلى ثقافة غربية تتميز بالعلم. لذلك نحن لسنا هنا في معارضة كلاسيكية بين الحقائق العلمية والتمثلات الذاتية، ولكننا نواجه “سيناريو” أكثر تعقيدًا. بالنسبة لميشيل دوبوي، يذكرنا بشكل غريب وباء كوفيد 19 الناتج عن فيروس كورونا بكوننا نشكل هيئة اجتماعية حميمية ومترابطة. إن وسط العدوى بالمرض – الهواء المشترك – يتحدى تمثلنا للمجتمع كمقابل للهيئات المستقلة والمنفصلة. في هذا الوضع، ندرك أننا كلنا معنيون بتهديدات الوباء إذ نتقاسمها خاصة وأن الجو يذكرنا بأننا جميعًا في نفس القارب وأننا لن نلتقي إلا معًا. وبالتالي فإن الرغبة في البقاء تستيقظ على شكل أولي في وعي المواطن، يقول نفس الفيلسوف. في هذا الإطار، طرح ميشيل دوبوي فرضية أكثر جرأة: إن الوباء بصدد تقويض نوع من “المعيار الرقمي” العالمي الذي يتم إنشاؤه. مع التطور الرقمي، سوف نفقد حقيقة أن العالم هو أولاً وقبل كل شيء ملموس وواقعي. يعيد الوباء الطبيعة إلى صميم اللعبة. يذكرنا بأننا، الأرواح المتغطرسة، يمكننا أن نموت”بغباء” بسبب الطبيعة. (يتبع)