منذ شهرين ووباء فيروس كورونا الجديد « كوفيد-19 » يؤرق سكان الكوكب، بعد أن اكتشف فيروسه لأول مرة في ووهان بالصين، وانتشر منها في جميع أنحاء العالم. ومع أنه من المبكر التنبؤ بنهاية هذه الأزمة فإن قياسها على مثيلات لها سابقة مثل إيبولا وسارس وإنفلونزا الخنازير يمكن أن يعطي صورة تقريبية عن نهاية هذا النوع من الأوبئة. وفي مقال بموقع « إل سي إي » شرح الباحث إتيان ديكرولي من المركز الفرنسي للبحث العلمي كيف كانت نهاية بعض الأزمات المشابهة للأزمة الحالية، منطلقا من كيفية انتشار سارس الذي كان أول وباء خطير في القرن ال21. سارس وقد تسبب وباء متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد « سارس » في عام 2003 في « أكثر من 8000 إصابة مات على إثرها نحو 800 شخص » في جميع أنحاء العالم، وقد تم احتواؤه -حسب إكرولي- عندما أغلقت الصين أسواق الحيوانات التي يعتقد أنه انتقل منها إلى البشر. غير أن مثل هذا الإجراء لم يكن كافيا، لأن سارس وإن كان ينتقل مثل كوفيد-19 بين البشر ولهما نفس الأعراض فإنه أقل منه عدوى، بالإضافة إلى أن نقله مرتبط بظهور الأعراض على المريض خلافا لكوفيد-19، وهذا ما مكن من إيقاف سلسلة انتقال العدوى. ولاحظ الباحث أن فيروس « سارس » كان مثل الفيروسات التنفسية الأخرى موسميا، « ظهر في فصل الشتاء وتوقف في أوائل الربيع ». ميرس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) تنشأ عن فيروس تاجي تم اكتشافه عام 2012 في العديد من دول الشرق الأوسط، وقد أصاب أكثر من 2500 شخص، ويقول معهد باستور « إنه يؤثر على الجهاز التنفسي، ومن أعراضه الحمى والسعال »، لكنه -حسب ديكرولي- « لا ينتقل بين البشر بسهولة » مثل الفيروس الحالي. وأوضح الباحث أن « الحالات المتفرقة الباقية من ميرس ناتجة عن انتقال العدوى من الإبل إلى الإنسان »، مشيرا إلى أن « العدوى بهذا الفيروس منخفضة، وبالتالي فإن سلسلة انتقال العدوى قصيرة للغاية ويتوقف بعدها ». إيبولا أما بالنسبة لإيبولا فإنه يؤدي إلى « ارتفاع درجة الحرارة ونزيف غالبا ما يكون قاتلا »، وقد تسبب وباء إيبولا رسميا في « أكثر من 11 ألف وفاة، ومات جراءه أكثر 25 مرة ممن ماتوا في الأزمات الماضية منذ 40 عاما »، ومع ذلك، تم احتواء هذا الوباء أيضا بسهولة نسبيا لأن عدوى إيبولا تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، وليس عن طريق الرذاذ مثل كوفيد-19. وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تدابير إضافية غير العزل، بحيث « كانت هناك حقنة بجسم مضاد يحارب الفيروس » كما يقول البحث، كما أن « مضادات الفيروسات كانت تحقن للأشخاص الذين هم على اتصال مع المرضى المصابين، وكان ذلك فعالا للغاية في مكافحة الوباء ». إنفلونزا الخنازير إتش1 إن1 ظهر وباء إنفلونزا الخنازير في المكسيك أواخر مارس/آذار 2009، وتم إطلاق إنذار من خطر انتشار الوباء على نطاق واسع في 11 يونيو/حزيران 2009، ورفع في 10 أغسطس/آب 2010. وفي البداية، قدرت منظمة الصحة الوفيات بحوالي 18,500، ولكن مراجعة نشرت في مجلة لانست عام 2012 رفعتها إلى ما بين 151 ألفا و575 ألفا. وقد تم احتواء المرض كما هو الحال مع الفيروسات السابقة، وقد أعد لإنفلونزا الخنازير لقاح. ومع أن كوفيد-19 يشبه الإنفلونزا الموسمية في بعض أعراضها فإن هذه الأخيرة تبقى مرتبطة بالطقس، وقد حدت منها اللقاحات والمناعة المكتسبة، ويتساءل الخبير: هل سيحذو كوفيد-19 حذو هذه الأوبئة ويختفي بصورة تدريجية هو الآخر؟