بقلم : فرتوتي عبدالسلام هذا اليوم بالذات كان ذا طعم خاص ، فالجو كان هادئا ، و يبعث على الاستجمام . اراد ان يستبق الزمن ليخصص بعض الوقت لهذا الغرض. كان ذلك يسعفه احيانا ، احيانا يجد نفسه في حالة من التوتر، و هذا ما كان يدفعه الى الاستسلام لما يقع. استمعت الى هذا الكلام على عجل ، و ظننت ان بامكاني الاستمرار مع توالي الايام . و لكن هيهات ، فاليوم الذي تمر عليه يكون قد صار في خبر كان ، و كل الايام حين عدها ، لا تعدو ان تكون لظة صغيرة في مسبار الزمن الطويل ، و لكن الى اين تنتهي هذه الاحلام المنتظمة ؟ هذا الذي غمرني بنوع من الفهم الغامض لهذه العبارات . و نظرت الى ما دفعني الى ان اكون قاب قوسين او ادنى من الرجوع الى كل الامكانات الواردة لحظة واحدة . هذا الذي كان في كل مرة امرا واردا في كل ان . سمعت هذا الضجيج في اخر لحظة ، و ظننت اني اتساءل مع ذاتي : في اي طريق انا الان ؟ و الى اين تسير قافلتي ؟ كان لابد من ان انتظر قليلا ، فالكلام معروف ، و النهاية المنتظرة اراها بين عيني او اكاد اراها ، هكذا ظللت طوال اليوم . بقيت الى غاية هذا اليوم ، اشعر ببعض التعب ، كانت لحظات ثقيلة و انا احاول ان استرجع بعض اللياقة ، و الى تلك اللحظات كان كل شيء واضحا . و كان جليا ان الامور بدات تاخذ منحى اخر حتى الان.