شيد ما يعرف اليوم [باب المدينة] في بداية القرن 17 عند تسليم العرائش للاحتلال الإسباني سنة 1610، حيث دخل ضمن مشروع باوتيستا أنطونيلي الهندسي لتحصين المدينة، المشروع الذي نفذ بداية من سنة 1614 على يد الحاكم بيدرو رودريغيز دي سانتيستيبان الذي دشن به أعماله فكان اسمه حينها باب البادية Puerta del campo ، وكان بناؤه بالتزامن مع السور والخندق الرابطين بين حصن الفتح (البحر) San Antonio وحصن النصر (البر) Santa Maria لحماية المدينة من جهة البر. وفي سنة 1765 عند زيارة السلطان المجاهد سيدي محمد بن عبد الله لمدينة العرائش بعد العدوان البحري الفرنسي على المدينة في 25 يونيو من نفس العام، وبالتزامن مع الأوراش الكبرى التي شهدتها العرائش من قبيل بناء السوق الداخلي والمسجد الأعظم ودار السكة وفندق زلجو.. حظي الباب الذي كان معروفا حينها باسم باب البر Puerta de Tierra ببعض الإصلاحات والتعديلات حتى ينسجم مع النمط المعماري للمباني المجاورة. عرف هذا الباب أيضا بباب الخميس وذلك لكون ساحته الخارجية –ساحة التحرير حاليا- كانت سوقا أسبوعيا يُشَدُّ إليه الرحال كل يوم خميس، فعرف تداولا بين الناس بباب الخميس، أما اسم باب المدينة فهو حديث ومقترن بعهد الحماية الإسبانية في النصف الأول من القرن العشرين، وقد عرف تعديلات عصرية في نهاية الثلاثينات خاصة من الجهة المقابلة لساحة التحرير حيث تفنن المهندس خوسي لاروسيا في إنجاز مباني مشور الأقواس الذي بني على أنقاض الأسوار الدفاعية للقرن 17 والمعروف بباسيو دي يوبيا Pasillo de lluvia والذي يتوسطه باب المدينة بشكله الحديث المستوحى من التراث الإسلامي الاندلسي. مراجع: * د.إدريس شهبون. العرائش في تاريخ المغرب قبل عهد الحماية: جوانب من الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية. مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة تاريخ المغرب. ط 2014 * ج.المفضل التدلاوي. أضواء على ذاكرة العرائش. ط 2001 * D. Antonio Bravo Nieto. Posible catálogo de Arquitecturas de Larache