بقلم : فرتوتي عبدالسلام و استمسك باخر خيط لاح في الافق. و ادرك انها نهاية المطاف و ان عليه ان يعيد الحسابات و يستنهض ما تبقى من سباة ...ايه ايها الصمت المغلف بكثير من الكبرياء و الغرور ...كيف ان لاخر حلقة ان تنفصم و تدرك نهاية الخروج القديم ...هنا واصل الحفر في الذاكرة و الذكريات و لاح له في الافق سراب جديد ...نعم ...كان عليه ان ينصت المرة الاخيرة لصوت قادم من بعيد ...و لكن هيهات كيف تعود السمكة لمياهها و كيف للذئب ان تقبل ثوبته بعد فوات الاوان و سقوط الفريسة ...هنا و للحظات انصت لهذا الصوت الدفين المتصارع في دواخله ... كيف لي ان احجب صوت هذا المنادي للرجوع الى الثواب قبل العقاب ، كيف لي ان احجبه عن عيوني . وكيف لي ان اجانب هذه الدعوات الى صوت الحقيقة و الرافة بالمستضعفين ، الكادحين ، كيف لي ان اجمع بين هاتين الدعوتين ...و جاء جواب الشيخ المشبع بالحكمة و التجربة ان لا ضرر في الجمع بين المتناقضين ما دام الهذف واحد . انارة طريق العاجزين و الغافلين ...و لكنه وقف مستطيرا ...هذا اكبر من قدرتي و انا لي هذه القدرة للجمع بين المتناقضات ...و انا لي ان اقف حكما بين المتخاصمين و انا لي ان اجمع الادعياء على قصعة واحدة في يوم كئيب . و استفاق و قد هاله روع ما راى هذه المرة ...و اخذ يردد مع ذاته ...لابد من وقفة ...لابد من وقفة ...لا بد من وقفة ...و لم يوقفه احد في تفكيره ذاك ...حيث ظل يفكر طيلة تلك اللحظات.