26 أبريل, 2018 - 11:53:00 قال مصدران ليبيان وثالث مصري، إن خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق (شرق ليبيا)، يوجد بالقاهرة حالياً، وسيغادر الخميس 26 أبريل 2018، إلى بنغازي (شرق ليبيا). وأوضح أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، في مداخلة هاتفية مع فضائية مصرية، الأربعاء 25 أبريل 2018: "نحن بالقاهرة في زيارة خاطفة، وسنعلن عن جوانبها كافة غداً (الخميس)؛ نظراً إلى أهميتها". وأشار المسماري إلى الإعلان عن مفاجأةٍ الخميس، متحفظاً حيال الكشف عن تفاصيلها. من جانبه، قال مصدر مصري مطلع على اللقاءات الليبية، ل"الأناضول"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن حفتر يوجد بالقاهرة لإجراء مشاورات مع الجانب المصري، وسيغادر الخميس إلى بنغازي، متحفظاً على ذكر تفاصيل أكثر. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الخاصة عن عضو لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس نواب طبرق، طارق الجروشي، قوله إن "حفتر وصل إلى القاهرة للقاء عدد من المسؤولين المصريين، المشير يتمتع بصحة جيدة وسيعود إلى بنغازي خلال ساعات"، مشيراً إلى لقاء حفتر، الثلاثاء 24 أبريل 2018، بالقاهرة مسؤولاً عسكرياً ليبياً (لم يسمه). وأكد "الجروشى" أن قائد سلاح الجو الليبي، اللواء صقر الجروشي، التقى في القاهرة القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر، موضحاً أنهم تناولوا وجبة العشاء معاً الثلاثاء. ولم يصدر أي تعليق من حفتر أو السلطات المصرية بخصوص أنباء وجوده بالقاهرة أو موعد وصوله حتى الساعة 20:12 ت.غ، غير أن تقارير محلية كانت تشير إلى وصول حفتر الثلاثاء. وتعرَّض حفتر لوعكة صحية مؤخراً، ونُقل في 11 أبريل 2018، إلى المستشفى التعليمي العسكري بيرسي، في مدينة كلامار بالضاحية الغربية للعاصمة الفرنسية باريس. وكشف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عن تحسُّن الحالة الصحية لخليفة حفتر، وفق ما نقله موقع "إذاعة فرنسا الدولية". ومنذ مطلع أبريل/نيسان 2018، لم يظهر حفتر علناً، حين أعلن قرب ما سماه "تحرير مدينة درنة (شرق)" من سيطرة قوات "مجلس شوري مجاهدي درنة"، وذلك عبر مقطع مصور بُث من مشارف المدينة. وتسبب "غياب" خليفة حفتر عن المشهدين العسكري والسياسي بليبيا، في نقاش على مستويات عدة بشأن مستقبل البلاد، هل هي في طريقها للتوحد؟ أم لمزيد من الانقسام والتفتت؟ إذ اختلف المحللون بشأن تداعيات غياب "أهم" الشخصيات التي لعبت دوراً في الصراع الليبي، على الوضع الداخلي، وفقاً للاستقطابات المحلية والإقليمية والدولية التي تلعب دوراً في مسارات الأزمة الليبية، وكذلك الانقسامات السياسية. وتسود المشهد الليبي عموماً، حالةٌ من الانقسام المجتمعي على خلفيات سياسية وقبلية بعد 7 سنوات من غياب العقيد معمر القذافي، والإطاحة به في ثورة 17 فبراير 2011، التي لا تزال القوى الأساسية المتمسكة بثوابتها تصارع للخروج من أزمة شائكة، عنوانها السعي لسيطرة قوى فاعلة متنافرة على البلاد باستخدام الوسائل العسكرية، بعد فشل حكومات عدة في إرساء أسس الحوار الداخلي، في ظل غياب مسار سياسي واضح يرسم العلاقة بين مختلف القوى الليبية الفاعلة. ويتصارع جانبان على النفوذ والشرعية في ليبيا؛ الأول حكومة الوفاق في طرابلس (غرب)، المسنودة بالمجلس الأعلى للدولة (تشريعي استشاري)، والثاني القوات التي يقودها خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق). ومنذ أشهر، ترعى القاهرة اجتماعات ليبية للوصول إلى توافق ليبي-ليبي للأزمة المستمرة منذ سنوات.
وتعيش ليبيا أزمة سياسية تتمثل بوجود 3 حكومات متصارعة؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما "الوفاق الوطني" و"الإنقاذ"، إضافة إلى "المؤقتة" بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن برلمان طبرق.