لقي 12 جنديا بجيش حكومة طبرق الليبية مصرعهم اليوم في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة بنغازي، التي تشهد منذ عدة أسابيع اشتباكات عنيفة بين قوات طبرق ومليشيات إسلامية موالية لحكومة طرابلس القديمة. وقال متحدث باسم قوات طبرق اليوم، إن الهجوم وقع الليلة الماضية عندما فجر انتحاري سيارة داخل منطقة مليئة بالمباني. وينتمي الضحايا إلى الكتيبة "210 مشاة" التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقيادة اللواء خليفة حفتر، رئيس الجيش النظامي التابع لبرلمان طبرق المعترف به دوليا. وأضاف المصدر أن الهجوم أدى إلى تدمير العديد من المدرعات وبعض سيارات نقل الأسلحة والقوات. ولم تتبن أي جماعة مسلحة مسئولية الهجوم حتى الآن. وأكد المتحدث العسكري أيضا أن أربعة جنود قتلوا وأصيب 20 آخرون في اشتباكات في محور قنفودة مع مليشيات "مجلس شورى ثوار بنغازي" الإسلامية. وأشار المتحدث أيضا إلى مقتل الطيار إدريس حامد العبيدي جراء سقوط طائرته خلال مهمة قتالية في بنغازي. ومنذ ثلاثة اسابيع تقصف قوات حفتر، التي حاصرت بنغازي في ماي 2014 ، حيي قاريونس وقنفوده حيث توجد عشرات الاسر المدنية المحصارة التي لم يتم التمكن من إجلائها. وتشهد ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 فوضى أمنية ومؤسسية ومواجهات بين مليشيات متناحرة في أنحاء مختلفة بالبلاد. وتتناحر ثلاثة أطراف على بسط نفوذها السياسي في ليبيا في الوقت الحالي وهي: برلمان في طبرق منتخب ومعترف به من جانب عدة دول، وحكومة معارضة في طرابلس تعتبرها الأممالمتحدة متمردة، وحكومة وفاق وطني لا يعترف بها أي من الطرفين السالف ذكرهما لكنها تحظى بدعم من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتستفيد من هذا الانقسام الجماعات الجهادية، ولا سيما تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تقدم في غضون عام من معقله في درنة (غربي ليبيا) صوب مدينتي بنغازي وسرت. وتدور في سرت منذ شهر معارك عنيفة بين القوات الجهادية المتمركزة في شوارعها منذ يونيو 2015 من جهة، وقوات التحالف الذي شكلته حكومة الوفاق الوطني لتحرير المدينة من جهة أخرى.