أصدر الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الموالي لبرلمان طبرق أوامره لقواته اليوم بمهاجمة مدينة سرت معقل جهاديي تنظيم "داعش" في البلاد على ساحل البحر المتوسط، وفقا لما صرح به لوكالة (إفي) مصدر أمني من مدينة بنغازي الشرقية. وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن وحدات برية مما يعرف باسم (عملية الكرامة) تتخذ مواقع في الوقت الحالي على المدخل الشرقي للمدينة الواقعة تحت سيطرة فرع تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي (داعش) في ليبيا منذ فبراير 2016. كما أوضح مصدر أمني متواجد في منطقة قريبة من (سرت) لوكالة (إفي) أن طائرات مقاتلة، لم يفصح عن الدولة التابعة لها، قصفت على مدار اليوم مواقع عدة تابعة ل(داعش) في المدينة. وهاجمت هذه الطائرات عددا من المباني ضمن مجمع (واكادوكو) الذي يعد مقرا للمحكمة الإسلامية الأصولية، ومواقع أخرى للتنظيم الجهادي في المنطقة الشرقية من ضواحي سرت، بحسب المصدر. بينما أعلن الجهاديون حالة التعبئة العامة عبر وسائل الإعلام الموالية لهم وبدأوا في نقل وحدات من المدفعية والمشاة والفرسان إلى الأحياء الشرقية. وأضاف المصدر أن رتلا مكونا من 12 سيارة مزودة بمدافع وعربة مدرعة وسيارة إسعاف خرجت من سرت متجهة إلى منطقة أبو هادي. وأدت طبول الحرب التي يسمع وقعها الآن إلى محاولة سكان المدينة للفرار منها. كانت عملية تحرير سرت قد تم الإعلان عنها الجمعة الماضي بواسطة رئيس حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي المعين من قبل الأممالمتحدة فايز السراج الذي دعا كافة الميليشيات والمسئولين السياسيين للتوحد تحت علم البلاد. وأصبحت ليبيا تصنف كدولة فاشلة بعد أن غرقت في وحل الحرب الأهلية والفوضى منذ دعم المجتمع الدولي في 2011 عسكريا للاحتجاجات الشعبية ضد العقيد الراحل معمر القذافي. وتتناحر ثلاثة أطراف على بسط نفوذها السياسي في ليبيا وهي: برلمان معترف به في طبرق، وحكومة معارضة في طرابلس، وحكومة وحدة تفتقد للشرعية الشعبية. وتستفيد من هذا الانقسام الجماعات الموالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، التي عززت من سطوتها في خلال الأشهر الأخيرة واتخذت من سرت عاصمة للجهاديين.