يطرح غياب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في الرياض تساؤلات حول الجهة التي تمسك فعلا بزمام الأمور في اليمن. بينما يبدو أحمد صالح، النجل البكر للرئيس، رقما قويا. وبحسب الدستور، يفترض أن يتسلم زمام السلطة في غياب الرئيس نائبه عبد ربه منصور هادي، إلا أن أي قرار رسمي لم يصدر لنقل الصلاحيات إليه مؤقتا. والتقى هادي، أمس الأحد، السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين وبحث معه الأوضاع في البلاد، بحسب وكالة الأنباء اليمنية التي ما زالت تشير إليه بثقة "نائب الرئيس". وكان صالح أصيب بجروح في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل السبت إلى الرياض لتلقي العلاج. وذكر مصدر مقرب من الرئاسة أن عبد ربه منصور هادي لم ينتقل إلى القصر الرئاسي، بينما أحمد علي عبدالله صالح، رئيس الحرس الجمهوري، موجود في القصر. ولطالما اتهمت المعارضة صالح بالسعي إلى توريث السلطة لنجله احمد، حتى قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام في يناير الماضي. وقال الأكاديمي سامي دورليان المتخصص في شؤون اليمن والذي يدرس العلوم السياسية في جامعة ايكس ان بروفانس الفرنسية إن "نائب الرئيس لا يمكن أن يكون رجل المرحلة". وأضاف "إذا ترك صالح السلطة، فان عبد ربه منصور ليس هو من سيتسلم بل أن السلطة ستؤول إلى أبناء وأبناء إخوة الرئيس الذين يسيطرون على أجهزة الأمن". فإلى جانب احمد علي عبدالله صالح الذي يقود الحرس الجمهوري، يتولى أبناء إخوة الرئيس مناصب أساسية في المنظومة الأمنية. فيحيى يقود الأمن المركزي وقوى مكافحة الإرهاب، وطارق يقود الحرس الخاص وعمار يشغل منصب وكيل أول قوات الأمن القومي. وأكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان لوكالة فرانس برس أن المعارضة مستعدة للتعاون مع عبد ربه منصور إلا أنه اعتبر انه لن يكون من السهل أن يسلم أبناء صالح وأقاربه السلطة إليه، ودعا إلى إجبار هؤلاء على تسليم السلطة. وذكر محلل سياسي يمني طلب عدم كشف اسمه أن نائب الرئيس الذي يتحدر من جنوب البلاد على عكس صالح الذي يأتي من الشمال، "ليس له أي وزن سياسي" وهو "شخصية شكلية". واعتبر المحلل أن "هناك حاليا رجلين قويين في اليمن هما احمد علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر" اللواء المنشق الذي كان يعد في السابق من أهم أركان النظام. فالأول يستمد نفوذه من والده والآخر يحظى بدعم المعارضة. وكان الأحمر انشق عن صالح وأعلن دعمه ل"ثورة الشباب السلمية" في مارس بينما تسيطر قواته حاليا على أجزاء واسعة من العاصمة اليمنية. وبحسب المحلل، "وحدها السعودية قادرة على أن تؤدي دور الحكم بين الطرفين". من جهته، أكد المتحدث باسم الحزب الحاكم في اليمن طارق الشامي لقناة العربية أن صالح "سيعود في الأيام المقبلة" إلى اليمن. إلا أن المعارضة أكدت أنها ستعمل "بكل قوتها" لمنع عودته فيما نزل عشرات الآلاف في الشوارع للاحتفال بمغادرة صالح معتبرين أنها تشكل "سقوطا للنظام".