الرئيس اليمني بالسعودية للعلاج ونائبه يتولى مهام الرئاسة لم يكن صالح يتخيل أنه سيخرج من اليمن محملاً على سرير العلاج، بعد أن أسقطت الجماهير الغاضبة الجزء الأكبر من شرعيته، واعتصمت لأزيد من 100 يوم في الساحات والميادين تدعوه للرحيل الفوري. وفيما نقل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى السعودية لتلقي العلاج إثر إصابته بعد القص الذي تعرض له قصر الرئاسة في صنعاء، أعلن البيت الأبيض أن كبير مساعدي الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان تحدث أول أمس السبت مع عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني. وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور عن الإدلاء بأي تفاصيل بشأن الاتصال بين برينان والحكومة اليمنية، لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير في إدارة أوباما قوله إن واشنطن تعتقد بأن هادي «ينظر إليه بشكل إيجابي جدا داخل اليمن». وفي غضون ذلك، قالت مصادر مقربة من قصر الرئاسة، إن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد تولى المسؤوليات الرئاسية من الرئيس علي عبد الله صالح، إثر سفر الأخير إلى السعودية للعلاج من إصابة في الرأس، وصفت بأنها طفيفة، لحقت به نتيجة هجوم على القصر الرئاسي يوم الجمعة الماضي، إلا أن مصدراً سعودياً قال إن حالته الطبية أسوأ مما كان يعتقد. وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية عبده جنادي لشبكة «سي ان ان» الأميركية إن المهام الرئاسية في اليمن نقلت إلى هادي منذ منتصف ليل السبت. وكانت التقارير قد تضاربت، مساء أول أمس السبت، حول نقل الرئيس اليمني، إلى السعودية للعلاج نتيجة الهجوم الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المسؤولين في الحكومة اليمنية. وكان اوباما قد تحدث هاتفيا مع هادي للاطمئنان على صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وترتيب نقل الصلاحيات لهادي عقب مغادرة صالح إلى السعودية لتلقي العلاج. كما اجتمع هادي، الذي يتولى صلاحيات ومهام الرئيس، مع القادة العسكريين وأبناء الرئيس صالح. هذا وأكد مصدر رسمي، أن اجتماعا عقد الليلة قبل الماضية ضم عبد ربه منصور مع أبناء وإخوة وأبناء إخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية في اليمن، دون أن يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع. وذكر المصدر أن الاجتماع ضم نائب الرئيس مع اخوي الرئيس علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح قائد القوات الجوية. إلى ذلك، يرى مراقبون أن اتصالات دولية وإقليمية منصور هادي نائب الرئيس اليمني أعطت إشارات واضحة إلى أن هناك خطوات دولية حثيثة تسعى لملء الفراغ السياسي، وأن هادي قد يكون محل توافق داخلي وخارجي، خصوصا أن توليه مهام الرئيس يأتي موافقا للدستور اليمني رغم جدل حول الكيفية. وفي مقابل ذلك، احتفل الشباب الذي يقود الثورة في اليمن بمغادرة الرئيس اليمني علي صالح إلى السعودية، معتبرين أن مغادرته تعتبر بمثابة «سقوط للنظام». وهتف الشباب بساحة الاعتصام في صنعاء « حرية حرية اليوم عيد الحرية» في إشارة إلى رحيل صالح، في حين هتف آخرون «خلاص سقط النظام، وآخرون اليوم يمن جديد.