يزداد الوضع السياسي والأمني في اليمن تعقيدا بين اتجاهي "بوصلتي" الحل والتصعيد التي يستعملها طرفا الأزمة من المتعاطفين مع السلطة والمناوئين لها لتجنيب البلاد مخاطرها المحتملة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. ففي وقت تحمل فيه المعارضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مسؤولية فشل مفاوضات نقل السلطة سلميا وعدم قبولها للمبادرات التي قدمها بهذا الخصوص تأتي المواقف التي خرجت بها اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في ختام دورتها الرابعة التي عقدت امس الأحد في رد فعل على مواقف المعارضة لتعيد الأمور إلى مربعها الأول. +++المعارضة تحمل معاوني الرئيس صالح مسؤولية فشل مفاوضات نقل السلطة+++ وقد اكد القيادي في المعارضة اليمنية محمد الصبري في تصريح لصحيفة "الرياض" السعودية نشرته اليوم الاثنين ان معاوني الرئيس اليمني واقاربه يتحملون المسؤولية لانهم يبحثون عن ضمانات بعدم الملاحقة القضائية وهي القضية التي ادت إلى تعثر المفاوضات. وقال " يريدون ضمانات ولا احد معنيا او لديه القدرة على تقديم هذه الضمانات, وحتى وان قدمت محليا فمن يضمن عدم إثارتها خارجيا ?". ومن جهته اعتبر حميد الاحمر الامين العام ل" اللجنة التحضيرية للحوار الوطني" في تصريحات صحفية ان الرئيس اليمني الذي" بات رحيله ضرورة "هو من تراجع عن اتفاق التزم بموجبه بنقل سلطاته إلى نائبه يوم الجمعة الماضي. +++الحزب الحاكم يدعو القوى والفعاليات السياسية اليمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية+++ وفي الجانب الاخر دعا الحزب الحاكم من خلال لجنته الدائمة القوى والفعاليات السياسية اليمنية إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية والترفع عن المشاريع الصغيرة واستشعار المسؤولية الوطنية وتفهم حجم المخاطر التي يمكن أن تقضي على وحدة البلاد وسلامة المجتمع. وأكدت اللجنة على ضرورة بقاء الرئيس على صالح في منصبه حتى نهاية فترته الدستورية فى 2013 , والإسراع بتشكيل حكومة يوكل اليها مهمة صياغة دستور جديد للبلاد يقوم على أساس نظام حكم برلماني يعتمد على حكم محلي كامل الصلاحيات وقانون انتخابي يتضمن القائمة النسبية استنادا الى مبادرة الرئيس اليمني واتفاق فبراير 2009 بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك. وأكد اعضاء اللجنة على ضرورة تنفيذ مبادرات الرئيس اليمني ولو من جانب واحد في حالة ما واصلت أحزاب اللقاء المشترك "تعنتها وتصلبها" والمضي قدماً نحو تنفيذ حزمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تضمنتها مبادراته باعتبارها أصبحت حاجة ملحة للخروج باليمن من أزمته الحالية. وقال الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام تأكيده خلال هذا الاجتماع ,ان المناوئين له لديهم فهم خاطيء للديمقراطية وانه كلما جاءت مطالبهم وتم تلبيتها ارتفع سقف المطالب مرة آخرى. وقال "عندما نلبي هذه المطالب, فان ذلك ليس من منطلق ضعف, وإنما لتجنب إقلاق أمن الوطن وإراقة الدماء وإزهاق الأنفس" , مؤكدا ان " من يجب رحيلهم هم المتآمرون على الوطن ". وكان الرئيس صالح قد اعلن في مقابلة لقناة العربية ليلة السبت انه مستعد لتسليم السلطة لكن بشكل مشرف وهاجم المعارضة محذرا من وقوع اعمال عنف ومشكك في قدرة معارضيه استلام السلطة التي يسعى إلى ان تسلم إلى أيادي امينة. كما اكد في تصريحات سابقة قبوله بانتقال سلمي وسلس وديمقراطي وحضاري للسلطة من خلال حوار في اطار الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة الوطن وتجنب سفك الدماء. واكد الرئيس اليمني اليوم خلال اجتماع مع مشايخ واعيان مديريتي أرحب ونهم في العاصمة اليمنية أن الجهود لازالت تبذل من أجل تجنيب اليمن الفتنة و اللجوء للحوار لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الوطن . +++فشل في مفاوضات الداخل وانباء عن وساطات لحل الازمة +++ وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد اجرى وفقا لتقارير اخبارية في الايام الاخيرة جولات من المفاوضات مع زعماء المعارضة المنضوية في تكتل " اللقاء المشترك" في منزل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من دون ان يتوصل الطرفان إلى اتفاق محدد في شان خيارات تسليم السلطة وادارة المرحلة الانتقالية. إلى ذلك تتواصل المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية تجنب اليمن اية مواجهات في ظل تمسك الرئيس صالح بالسلطة واصرار المعارضة والمعتصمين في الساحات العمومية بعدد من المحافظات اليمنية على رحيله عن السلطة. وأفادت مصادر رسمية ان ابو بكر القربي وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اليمنية التقى امس السفير السعودي بصنعاء وسلمه رسالة إلى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل " تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الراهنة على الساحة اليمنية". كما بحث المسؤول اليمني مع السفير الامريكي بصنعاء العلاقات الثنائية بين اليمن والولايات المتحدة ومجالات التعاون المشترك بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية اليمنية. +++تطورات ميدانية تزيد الوضع تأزما+++ ووسط هذه الأجواء تشهد الساحة اليمنية تطورات ميدانية على الصعيد الأمني خصوصا في جنوب البلاد التي شهدت بعض مدنها مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش ومسلحين أدت إلى مقتل عناصر من الجانبين المتناحرين وسط تضارب في الأنباء عن عدد الضحايا. ونقلت وكالة الانباء اليمنية امس عن مصدر أمني بمحافظة مأرب قوله إن نقطة تابعة لفرع الشرطة العسكرية بالمحافظة تعرضت فجر اليوم لهجوم إرهابي غادر وجبان نفذته عناصر تابعة لتنظيم القاعدة وبعض العناصر المساعدة لها من أبناء المنطقة مما اسفر عن" استشهاد ثلاثة ضباط وأربعة جنود, وجرح ثمانية آخرين من أفراد النقطة". والى ذلك اعلن اليوم بصنعاء عن تشكيل لجنة للتحقيق الفوري حول حادثة انفجار وحريق وقع بمصنع 7 أكتوبر للذخيرة بمديرية خنفر الذي كانت قد استولت عليه عناصر من تنظيم القاعدة والمتعاونين معهم يوم أمس والتي ذكرت انباء متطابقة انه اسفر عن مصرع ما لايقل عن سبعين شخصا واصابة عشرات اخرين. وقال مصدر مسؤول في المحافظة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم أن الحادث أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء الذين زجت بهم تلك العناصر الإرهابية إلى المصنع بغرض نهب محتوياته والعبث بها مما أدى إلى اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة في المصنع ونتج عن ذلك انفجارات كبيرة واندلاع حريق فيه وتدمير المصنع تدميرا كاملا. وأضاف المصدر أن موقع المصنع مازال محاصرا من قبل العناصر الإرهابية التي لم تسمح بدخول سيارات الإطفاء لإخماد الحريق في المصنع ولا لسيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات.