27 ماي, 2016 - 01:14:00 أثار وثائقي القناة الفرنسية الثالثة، " الحياة السرية للملك محمد السادس" الذي بثته أمس الخميس 26 ماي الجاري، ردود أفعال مختلفة وجدل واسع في أوساط الصحافة المغربية، وكذا بين النشطاء المغاربة وصحافيين وأساتذة جامعيين، موجهين ملاحظات وانتقادات للوثائقي الفرنسي، بينما هناك من اعتبر أن الوثائقي لم يكشف غير ما هو معروف لدى أبسط متابع لما يجري في الساحة السياسية بالمغرب، كما أن هناك من رأى أن ثروة الأمير مولاي هشام هي أيضا موضوع اهتمام المغاربة، قبل أن يوجه هذا الأخير نقده ووجهة نظره للديمقراطية في البلاد، من جهة أخرى هناك من رأى أن الملك فاعل أساسي وبالتالي توجيه النقد له شيء طبيعي". العدل والإحسان تنتقد عدم اشراك وجهة نظرها انتقد عمر أحرشان عضو الدائرة السياسية لجماعة "العدل والإحسان" عدم إشراك وجهة نظر جماعة العدل والإحسان في وثائقي القناة الفرنسية حول ثروة الملك محمد السادس، باعتبارها تنظيم إسلامي معارض للنظام الحالي، قائلا في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع "الفيسبوك" " تفاجأت بتغيب لأي رأي من معارضين إسلاميين وكأنهم غير موجودين، معتبرا ذلك تجاهلا غير مبرر، وذكر أحرشان بما جاء في مذكرة عبد السلام ياسين "إلى من يهمه الأمر" التي وجهها للملك أشهرا بعد توليه العرش ونبهه فيها إلى مخاطر الجمع بين السلطة والثروة، مطالبا الملك، كعربون لحسن نيته، إبرجاع مال الشعب للشعب. وتساءل أحرشان لماذا غيب معدو البرنامج هذا الرأي؟ هل هو جهل أم تجاهل؟، مضيفا هل هذا يعني أن فرنسا تريد تصفية حسابها مع المخزن؟، مستدركا قوله "لكن بمقدار معين "قرصة أذن فقط" لا تتجاوزها إلى حد تقديم خدمة للمعارضة في البلاد؟". وأشار أحرشان، أن هذا لا يعني أن التحقيق غير مفيد، ولكن كنا ننتظر أكثر، مضيفا انه يمكن للتحقيق أن يحوز مصداقية أكثر لو انفتح أكثر على كل الفاعلين وكل المعطيات". التقرير سقط أخلاقيا عبر اعتماده على صحفية متابعة بالرشوة علق أنس بنضريف رئيس تحرير بإذاعة هولندا الدولية، على الجانب الفني والأخلاقي لتقرير القناة الفرنسية، معتبرا ما بثته قناة فرانس3 ليس فيلما وثائقيا ولا مثالا لصحافة الاستقصاء، مشيرا إلى أنه مجرد تقرير طويل يضم مقابلات مع شخصيات، وهو من أسهل الأجناس الصحفية المصورة"، حسب قوله. وأضاف بنضريف، أن هذا النوع من التقارير يلجأ إليه الصحفي حين يفتقد إلى الصور وإلى الوثائق، مشيرا إلى وجود أخطاء فادحة في الترجمة، إضافة لوجود مقطع يظهر مدينة في الأردن أو فلسطين على أنه في المغرب". وتحدث الصحفي المغربي، على خطأ أخر يتعلق بالاعتماد على صحفية متابعة بالرشوة كمستشارة في إعداد التقرير، ومن حيث الأسئلة المطروحة حول المؤسسة الملكية قال أنس بنضريف " اعتقد أنها مطروحة بقوة، باعتبار أن الملك فاعل أساسي لذلك يجب ينتقد كما أنه ليس ملاك، وأن لا أحد يستطيع أن ينكر أن الملك يجمع بين السلطة والمال". ثروة مولاي هشام الذي تحدث عن الديمقراطية..هي الأخرى تهمنا الأستاذ بجامعة محمد الخامس أكدال، محمد الناجي، والذي عُرف بأبحاثه في التاريخ الاقتصادي وعلم الاجتماع القروي، قال إن "الأمير الأحمر" ويقصد "مولاي هشام" ابن عم الملك محمد السادس الذي أجرت القناة الفرنسية مقابلة معه هو الأخر، لم يتحدث عن المال والأعمال، واقتصر على الحديث عن الديمقراطية، قائلا "بينما هو الأخر ثروته تهمنا". مشيرا إلى أن أغلب ما جاء في تصريحات المحللين لم تأتي بجديد، قائلا في هذا الصدد " إن هذه التصريحات تبقى مجرد كلام تلفزي" مشيرا أنه من الأحسن أن نرى خطب هؤلاء المحللين في كتب جادة وليس في حوارات تم إجراؤها في الصالونات.