بعد مرور أزيد من سنة على زلزال 8 شتنبر، تواصل الأسر المتضررة عيشها في ظروف صعبة، داخل الخيام والدور الآيلة للسقوط، مع تفاقم معاناتها إثر التغيرات المناخية وقساوتها، وآخرها التساقطات في الأيام الماضية، كما تتوالى احتجاجات المتضررين للمطالبة برفع التهميش، وتوفير السكن الكريم. ويحل الشتاء الثاني على الأسر المتضررة من الزلزال والوضع على ما هو عليه، فبعد مرور سنة على إطلاق الوعود بتوفير كل أشكال الدعم وتسريع إعادة الإيواء، تسير هذه العملية بوتيرة جد بطيئة، فمن أصل أزيد من 50 ألف مسكن منهار جزئيا أو كليا، لم تتم إعادة بناء سوى 1000 مسكن، كما أن الانتقادات تحيط بعمليات تقديم الدعم للضحايا، وسط اتهامات بالفساد وسوء التدبير.
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للظروف الصعبة التي تعيشها بعض التجمعات الأسرية للمتضررين من الزلزال إثر التساقطات المطرية الأخيرة، داخل خيام مهترئة وفي بيئة جبلية تتميز بقساوة الطقس، وتنعدم فيها البنيات والخدمات الأساسية. وفي ظل هذه الظروف، تواصل الأسر المتضررة احتجاجاتها، للمطالبة برفع المعاناة والتهميش، والوفاء بالالتزامات والوعود التي قدمها المسؤولون للضحايا منذ اليوم الأول للزلزال، حيث شارك متضررون في الوقفة الوطنية التي جرى تنظيمها يوم السبت الماضي أمام البرلمان من طرف الجمعية المغربية لحماية المال العام. وكانت الوقفة فرصة للضحايا من أجل التنبيه من جديد إلى أوضاع المنطقة، وإلى إيصال صوتهم، والتأكيد على الإقصاء والحرمان الكبير للضحايا من الدعم المخصص للمتضررين، بالإضافة إلى تسليط الضوء من جديد على التلاعبات والخروقات والتأخر واللامبالاة التي تطبع عمل المسؤولين. وفي تارودانت، خرج العشرات من المتضررين، اليوم الاثنين، في وقفة احتجاجية أمام عمالة الإقليم للتنديد بالأوضاع التي يعيشون في ظلها، والمعاناة اليومية بعد أزيد من عام من الزلزال، واستنكار التجاهل والتسويف الذي تقابل به مطالبهم، مع التهديد بالاعتصام إلى لثلاثة أيام كشكل احتجاجي. ورفع المحتجون، نساء ورجالا، خلال الوقفة الجديدة، شعارات من قبيل "هذا عيب هذا عار ولادنا في خطر"، مع لافتات يطالبون من خلالها بحقهم في الدعم المباشر، ويشتكون فيها التهميش والإقصاء، إلى جانب المطالبة بتدخل ملكي لإنصافهم.