نظمت عشرات الأسر المتضررة من زلزال الحوز، أمس الاثنين، مسيرة احتجاجية على الأقدام من أمزميز نحو مراكش، استمرت لساعات وقطعت عدة كيلومترات، قبل أن يتم توقيفها من طرف السلطات. ونظمت الساكنة مسيرتها من أجل الوصول إلى ولاية مراكش، للمطالبة برفع التهميش عنها، واستنكار عدم توصلها بالدعم الممنوح للأسر المتضررة من الزلزال رغم مرور ثلاثة أشهر. وأوضحت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة مراكشآسفي أن الساكنة لم تقدم على هذه الخطوة الاحتجاجية إلا بعد استنفادها للعديد من الإجراءات، من قبيل التسجيل المتكرر في الموقع المخصص، وتقديم ملتمسات وشكايات، لكن دون أي نتائج. وانتفض المشاركون في المسيرة في وجه المعاناة التي يعيشونها، مؤكدين أنهم لا يزالون مشردين في الخلاء وفي خيم لا تقيهم صعوبة الظروف المناخية، ولا توفر لهم أي حماية، وأنهم يعيشون الجوع والحاجة. وندد المحتجون بعدم الاستجابة لصرخاتهم المتكررة ومطالبهم البسيطة، مؤكدين أن المسؤولين لم يطبقوا التوجيهات الملكية الخاصة بالنهوض بأوضاع المتضررين من الزلزال، وأنهم لا ينصتون لشكاويهم، وأن أطفالهم ونساءهم وشيوخم في ظروف مزرية منذ الزلزال. وقال المشاركون في المسيرة إن المسؤولين ومنذ أسابيع وهم يقدمون الوعود الفارغة، ويؤكدون للمتضررين أنهم سيتوصلون بالدعم، لكن شيئا من هذه الوعود لم يتم الوفاء به، داعين لتدخل ملكي من أجل وقف هذه المآسي. كما تشتكي الساكنة المتضررة من الزلزال من شبهات الفساد والمحاباة التي تحوم حول تقديم الدعم، حيث يستفيد من لا يستحق بسبب قربه من بعض أعوان السلطة على حساب الأسر المحتاجة والتي تعاني في صمت، وتنتظر دون جدوى. ولا تزال الأصوات تتعالى من طرف العديد من الهيئات مطالبة بالنهوض بأوضاع المتضررين من الزلزال، خاصة في الظروف المناخية الحالية، والبرد القارس، وتوفير منازل وأماكن إيواء تحمي الضحايا وتحفظ كرامتهم، وعدم تركهم مشردين. وقبل أيام، جدد الائتلاف المدني من أجل الجبل التعبير عن قلقه إزاء وضعية ساكنة المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال، والتي لازالت تعيش في ظروف مزرية، لاسيما على إثر موجة البرد الشديد وانخفاض درجة الحرارة التي تعرفها البلاد مؤخرا، وكذلك جراء التساقطات الأخيرة التي عرفتها هذه المناطق. وشدد الائتلاف على ضرورة التسريع في عملية تنزيل البرنامج الوطني لتعويض وإيواء المتضررين وإعادة إعمار المناطق المتضررة، وإيجاد حلول ناجعة ومستعجلة لإنهاء معاناة الأهالي بتلك المناطق. ورغم هذه الاحتجاجات والمطالب والصرخات والنداءات المتكررة، تعتبر الحكومة أنها نجحت في تدبير ملف ضحايا الزلزال. وقال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أمس الاثنين، خلال اجتماع المجلس الحكومي، إن الحكومة نجحت في تحويل التحديات إلى فرص من خلال السهر على عملية إعادة إعمار الأقاليم المتضررة من الزلزال، وكذا تحقيق التنمية فيها. وقال إن الحكومة تمكنت من تدبير هذه الأزمة، بالسرعة والفعالية اللازمتين، تماشيا مع التوجيهات الملكية، حيث أظهرت البلاد قدرة كبيرة على التعافي السريع ومواجهة مختلف التحديات، وهو ما شكل محط إشادة دولية واسعة. وعلى عكس تصريح أخنوش، تستمر المطالب للحكومة بالتدخل المستعجل لوضع حد لمعاناة المتضررين من الزلزال بتوفير ظروف ايواء تضمن الحد الأدنى من الكرامة الانسانية، مع التسريع في عملية إعادة إيوائهم بشكل قار وتمكينهم من شروط العيش الكريم.