منذ جلسة العمل الأولى التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس، عقب الزلزال المدمر، الذي ضرب إقليمالحوز، و المناطق المجاورة بات جليا أن صحة المواطنين، و الضحايا أولوية ملكية، ستتاكد أكثر بعد الجلستين الثانية و الثالثة. التوجيهات الملكية في جلسة العمل الأولى، انصبت على عملية إنقاذ الضحايا، و مواصلة كافة أعمال الإنقاذ بشكل عاجل على الصعید المیداني، حيث أعطى تعليماته بنشر القوات المسلحة الملكیة، بشكل مستعجل، وسائل بشریة ولوجیستیة مھمة، جویة وبریة، وكذا وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق للبحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي میداني. كما أعطى تعليماته، أيضا للتكفل بالأشخاص في وضعیة صعبة، خصوصا الیتامى والأشخاص في وضعیة هشة، فضلا عن التكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية. العناية الملكية الموصولة برعاياها ستتضح، أيضا خلال اجتماع عمل ترأسه جلالة الملك يوم 14 شتنبر الجاري؛ و الذي خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من الزلزال. وقد تضمنت تعليمات جلالة الملك، إطلاق مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت للساكنة المتضررة، خصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق الضرورية. كما أعطى الجالس على العرش، تعليماته قصد منح مساعدة استعجالية بقيمة 30000 درهم للأسر المعنية، و تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا. و الأكثر من ذلك، شدد جلالة الملك، على أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة أن تكون الاستجابة قوية، سريعة، واستباقية مع احترام كرامة الساكنة، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم. و قصد انتشالهم من هذه المحنة وحمايتهم من جميع المخاطر وجميع أشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها للأسف بعد هذه الكارثة الطبيعية، أعلن جلالة الملك محمد السادس، عن التكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا بدون موارد، و أعطى أوامره بإحصاء هؤلاء الأطفال ومنحهم صفة مكفولي الأمة. و دعا الحكومة من أجل اعتماد مسطرة المصادقة على مشروع القانون اللازم لهذا الغرض، وذلك في أقرب الآجال. إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال، لايريدها جلالة الملك مسألة تقف عند حدود إعادة بناء المساكن المدمرة، أو ترميم أخرى، بل وضع جلالته لبنات برنامج، مدروس، مندمج، وطموح يهدف إلى تقديم جواب قوي، منسجم، سريع، وإرادي. رغبة ملكية أكيدة تتجلى، من خلال المبلغ المرصود لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، و الذي تقدر ميزانيته التوقعية الإجمالية ب 120 مليار درهم، على مدى خمس سنوات، و تغطي الصيغة الأولى من البرنامج المندمج ومتعدد القطاعات الذي قدم بين يدي جلالة الملك الستة أقاليم والعمالة المتأثرة بالزلزال (مراكش، الحوز، تارودانت، شيشاوة، أزيلال، وورزازات)، مستهدفة ساكنة تبلغ 4,2 مليون نسمة. برنامج طموح يشرف عليه جلالة الملك محمد السادس، شخصيا، و يتمحور حول أربعة مكونات أساسية: إعادة إيواء السكان المتضررين، إعادة بناء المساكن وإعادة تأهيل البنيات التحتية؛ فك العزلة وتأهيل المجالات الترابية، و تسريع امتصاص العجز الاجتماعي، خاصة في المناطق الجبلية المتأثرة بالزلزال؛ إلى جانب تشجيع الأنشطة الاقتصادية والشغل، وكذا تثمين المبادرات المحلية.