علمت جريدة "العمق" من مصادر خاصة أن مصالح وزارة الداخلية بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز تستعين بالصور الجوية لعملاق التكنولوجيا الأمريكية "جوجل" والتي تم التقاطها قبل الزلزال لتحديد البنايات التي ألحق بها الزلزال أضرارا واضحة. ويبدو أن لجوء الداخلية لصور "جوجل" فرضه انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم أصحابها أنها لمنازل تضررت من زلزال الحوز، وهو ما يمكن أن يشوش على عمل اللجان المكلفة بعملية الإحصاء. مصادر خاصة بجريدة العمق قالت إن هذه الخطوة ستمكن لجان الإحصاء من القيام بعملها بعيدا عن المتاجرين بمعاناة الساكنة والذين يحبون الاصطياد في المياه العكرة، وفق تعبيرها. ومنذ الإعلان عن برنامج إعادة إيواء المتضررين من زلزال الحوز انتشرت بشكل واسع صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مبانيا مهدمة بشكل كلي أو جزئي، يدعي أصحابها أنها انهارت بسبب الزلزال ويطالبون بالاستفادة من هذا البرنامج. وأمس الاثنين، انطلقت عملية إحصاء سكان المباني المتضررة من الزلزال في مختلف الجماعات والبلدات بإقليم الحوز. وتقوم لجان شكلت لهذا الغرض بإحصاء الأسر المعنية على مستوى جميع الجماعات التي تضررت من زلزال الحوز وذلك في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من الزلزال. ويأتي هذا البرنامج الذي كان موضوع تعليمات ملكية، امتدادا للتدابير التي أمر بها جلالة الملك والهادفة إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خصوصا من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال. وتهم النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي جلالة الملك والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية سامية، نحو 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم المتضررة. ويشمل البرنامج، من جهة، مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق الضرورية. من جهة أخرى ستمنح الدولة مساعدة استعجالية بقيمة 30000 درهم للأسر المعنية. جاء ذلك خلال ترؤس الملك محمد السادس، يوم 14 شتنبر 2023 بالقصر الملكي بالرباط، اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، والذي كان موضوع تعليمات ملكية خلال جلسة العمل التي ترأسها الملك يوم 9 شتنبر 2023. وفي هذا الصدد أثار الملك انتباه السلطات المختصة إلى أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والانصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية. ويتمثل البرنامج، من جهة أخرى، في اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي. ومن المقرر لهذا الغرض، تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا. كما شدد الملك على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.