تسببت الثلوج والتساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها جماعة إيتزر التابعة لإقليم ميدلت، في مآسي إنسانية لما يناهز 200 أسرة تقطن بحي إغرم القديم، بعدما أضحت تعيش اليوم مشردة بدون مأوى جراء انهيار منازلها المبنية من التراب. فقد أكدت مصادر من المنطقة، أن معاناة الضحايا ازدادت سوءا في السنوات الأخيرة بعد توالي الانهيارات بالحي وتهالك منازل أضحت آيلة للسقوط في أي لحظة، مما جعل المنكوبين يقتحمون نهاية الأسبوع المنصرم مقر جماعة إيتزر، حيث نظموا اعتصاما هناك بعدما قاموا ببناء الخيام، مطالبين الجماعة بإيوائهم بشكل مستعجل وإيجاد حل لمأساتهم. وأضافت المصادر ذاتها، بأن تاريخ المشكل يعود لسنة 2006 عندما انهارت مجموعة من المنازل فوق رؤوس السكان مخلفة ضحايا وإصابات، وهو الشيء الذي جعل بعض المتضررين يقومون بمغادرة منازلهم واقتحام سوق كان في طور البناء بالجماعة، مازال بعضهم يعيش فيه لحد الآن في وضعية إنسانية مزرية بدون ماء ولا كهرباء ولا قنوات للصرف الصحي، فيما فضل البعض الآخر العودة إلى بيته رغم اقتراب انهياره بسبب الحياة «البئيسة» في السوق. المنكوبون الذين لم يتحملوا الوضع طالبوا الجماعة بتعجيل استفادتهم من مشروع إعادة الإسكان وهو المشروع الذي استفادت منه حوالي 70 أسرة، بعدما قامت بدفع مبلغ 30 ألف درهم، هذا المبلغ تؤكد مصادرنا أن باقي المتضررين لا يستطيعون تأديته، لأن الغالبية العظمى منهم معوزون لا يتجاوز دخلهم في اليوم 30 درهما. وقالت إن ملف إعادة إيوائهم يعرف تعثرات منذ سنة 2010 موضحة أن ما أثار غضب الضحايا هو جواب الجماعة المتمثل في قيامها بترميم تلك المنازل المتهالكة الآيلة للسقوط، بدل قيامها بتسريع وتيرة استفادة المتضررين من السكن، علما تضيف المصادر نفسها، أن جماعة إيتزر هي جماعة غنية تفوق ميزانيتها مليار سنتيم، بالنظر للمداخيل التي تجنيها من الموارد الغابوية، ورغم ذلك هناك تلاعبات بمصير الأسر التي تبيت في العراء بدون مأوى في ظل الظروف الجوية الصعبة التي تعرفها المنطقة. وتطالب الأسر المنكوبة بتفعيل مشروع إعادة إسكان قاطني حي إغرم القديم مع احترام مقتضيات التعمير رافضة ما وصفته ب»الحل الترقيعي» الذي اقترحته الجماعة، مهددة بعد قمع اعتصامها بتنظيم وقفات احتجاجية والانخراط في برنامج نضالي دفاعا عن حقها المشروع في السكن.