حددت المحكمة الابتدائية في مراكش، ييوم 23 غشت الجاري موعدا لثاني جلسة لمحاكمة السيدة جميلة سعدان الملقبة ب"أم بألف رجل" والتي بثت فيديو على قناتها الخاصة على اليوتوب تحدثت فيه عن ممارسات تتعلق بالدعارة الراقية وأعمال "القوادة" المنتشرة بين مراكش وأكادير، فيما يُتابع ابنها في حالة سراح. وعلم موقع "لكم" أن النيابة العامة في مراكش وجهت رسميا صك الاتهام لجميلة سعدان، ويتعلق الأمر بتهم:"إهانة مؤسسات منظمة والقيام بتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف المساس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير". وتم اعتقال السيدة المذكورة يوم السبت الماضي، رفقة ابنها العشريني الذي كان مكلفا بالتصوير والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم عرضهما على انظار النيابة العامة، ليتم إيداع الموقوفة السجن في انتظار محاكمتها، ومتابعة ابنها في حالة سراح بعد أدائه كفالة. وتحدثت السيدة في شريط الفيديو عبر قناتها على اليوتوب "أم بألف رجل" عن 8161 شخصا يُمارسون القوادة بين مراكش وأكادير، ووصفت مناطق معينة في مراكش وشخصيات ذكرتهم بالاسم بأنها أقاموا مشاريع تم تمويلها بأموال الاتجار في الفتيات وأخرى بالمناطق ال"محصنة" تمارس فيها "الدعارة"، واثار اعتقالها تعاطف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات حقوقية. ومن جهة أخرى خرج إبن السيدة المذكورة عبر شريط فيديو أمس الخميس، للتنديد بسوء المعاملة لأمه في جميع مراحل التحقيق، وقال إنهم يعتمدون عدم ادخال الأكل الذي كان يجلبه لوالدته، وقال إن وضعها الصحي بدا متدهورا. وروت السيدة المذكورة في شريط الفيديو أن إحدى الشخصيات المعروفة في مراكش تمارس القوادة المنظمة، وتجلب فتيات كخادمات وتجبرهن على العمل 24 ساعة على 24 ساعة بشكل مستمر، وتفرض عليهن عدم الكلام أو الحديث عن تسريب ما يُشاهدنه في فيلات زبائنها أشخاص خليجيين، وتابعت: "يتم إجبارهن على السكوت لأنهن يشاهدن أقبح مناظر الدعارة، وأكثر من الوصف الذي صوره المخرج السينمائي المغربي نبيل عيوش في فيلمه (الزين اللي فيك)". وعبرت حركة "خميسة" عن إدانتها لاعتقال سيدة بمراكش، الملقبة ب"أم بألف رجل"، مستغربة من عدم فتح تحقيق حول التصريحات التي أدلت بها السيدة في الشريط المذكور، وعوض ذلك حركت النيابة العامة الدعوى الجنائية في مواجهتها، ومن ثم اعتقالها ومتابعتها بتهم السب والقذف والمس بالمؤسسات، فضلا عن متابعة ابنها في حالة سراح بتهمة التصوير. واعتبرت الحركة أن الاعتقال بأنه انتقامي، بعدما كشفت المتحدثة عن شبكات الاتجار بالبشر، مشيرة إلى أن هذه المتابعة هي ترهيب وتخويف لكل من فكر في فضح الفساد. وعبرت "خميسة" عن تخوفها من تزايد المتابعات والاعتقالات بسبب حرية الرأي والتعبير، خصوصا إذا تعلق الأمر بملف من ملفات الفساد. وأثار اعتقال هذه السيدة التي كانت تتحدث بحرقة واضحة تعاطف عدد من ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات حقوقية، وبلغ عدد مشاهدات الفيديو منذ أن وضع على قناة يوتيوب يوم 27 يوليوز الماضي، أكثر من 100 ألف مشاهدة.