أمرت النيابة العامة في مراكش، بداية الأسبوع الجاري بإيداع سيدة في عقدها الرابع السجن المحلي الوداية ،واحالة ملفها على التحقيق، مباشرة بعدما نشرت شريط فيديو بث على موقع "اليوتوب" تتحدث فيه عن "أوكار الدعارة الراقية"، وتتهم وسطاء وسماسرة عقار و"مستثمرين" في قطاع السياحة الجنسية بكل من مراكش وأكادير ب "القوادة" و"الاتجار في البشر". وحسب مصدر مطلع من مراكش فقد تم اعتقال السيدة يوم السبت الماضي، رفقة ابنها العشريني الذي كان مكلفا بالتصوير والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم عرضهما على انظار النيابة العامة، ليتم إيداع الموقوفة السجن في انتظار محاكمتها، ومتابعة ابنها في حالة سراح بعد أدائه كفالة. وتحدثت السيدة في شريط الفيديو عبر قناتها على اليوتوب "أم بألف رجل" عن 8161 شخصا يُمارسون القوادة بين مراكش وأكادير، ووصفت مناطق معينة في مراكش وشخصيات ذكرتهم بالاسم بأنها عبارة عن مشاريع تم تمويلها بأموال الاتجار في الفتيات وأخرى بالمناطق ال"محصنة" تمارس فيها "الدعارة". وأثار اعتقال هذه السيدة التي كانت تتحدث بحرقة واضحة تعاطف عدد من ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات حقوقية، وبلغ عدد مشاهدات الفيديو منذ أن وضع على قناة يوتيوب يوم 27 يوليوز الماضي، أكثر من 100 ألف مشاهدة. ومن جهة أخرى خرج إبن السيدة المذكورة عبر شريط فيديو أمس الخميس، لتنديد بسوء المعاملة لأمه في جميع مراحل التحقيق، وقال إنهم يعتمدون عدم ادخال الأكل الأكل الذي كان يجلبه لوالدته، وقال إن وضعها الصحي بدا متدهورا. وعلم موقع "لكم" من مصادر محلية في مراكش، أن النيابة العامة تُلاحق السيدة المذكورة بتهمة إهانة المقدسات، بعدما ورد في نفس الشريط اسم الملك محمد السادس وشقيقه الأمير رشيد. وتساءل الناشط الحقوقي خالد البكاري، بقوله: "ألم يكن منطق العدالة ومحاربة الفساد والجريمة المنظمة، يقتضي أولا مباشرة تحقيق في الوقائع التي ذكرتها تلك السيدة، وحمايتها ثانيا باعتبارها من المبلغين عن جرائم فساد؟، وبعد ذلك إذا تبين أن ادعاءاتها غير صحيحة يمكن ترتيب الأثر القانوني؟". وأضاف البكاري في تدوينة على حسابه على الفيسبوك: "أما المسارعة باعتقالها دون فتح تحقيق في الوقائع التي نشرتها، واستدعاء الأشخاص الذين ذكرتهم، والبحث في مصادر ثرواتهم، وغيرها من الإجراءات التي يمكن أن تقود لمحاربة مافيات القوادة والاتجار في البشر، فيجعل هذه المتابعة ترهيبا لكل من يجرؤ على فضح جرائم الفساد". وروت السيدة المذكورة في شريط الفيديو إن إحدى الشخصيات المعروفة في مراكش تمارس القوادة المنظمة، وتجلب فتيات كخادمات وتجبرهن على العمل 24 ساعة على 24 ساعة بشكل مستمر في فيلات يتم تأجيرها لسياح خليجيين، وتفرض عليهن عدم الكلام أو الحديث عما يُشاهدنه في تلك الإقامات من ممارسات جنسية شادة.، وتابعت "يتم إجبارهن على السكوت لأنهن يشاهدن أقبح مناظر الدعارة، وأكثر من الوصف الذي صوره المخرج السينمائي المغربي نبيل عيوش في فيلمه (الزين اللي فيك)".