قال عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، إن هناك أحكاما كثيرة تلتصق "بالبام" تحكمها المصالح والصراعات، وهذه الأحكام بحسبه خلقت تناقضات ساهمت بشكل كبير فيما كان يعانيه الحزب من ضعف سياسي وإيديولوجي وخطابي. وأضاف وهبي الذي حل ضيفا أمس الأربعاء، على طلبة جامعة "محمد بنعبد الله" بفاس، "أنه منذ المؤتمر الوطني الرابع للحزب وضع قياديو الحزب نصب أعينهم سؤالين من نحن وماذا نريد، وركزا على البحث عن ما يجمعهم ويغضون الطرف عن الذي يختلفون حوله". وأكد وهبي أن "البام" لم يأتي ليحارب أحدا، مضيفا "تجمعنا بحزب العدالة والتنمية الثوابت لكننا نختلف في التصور وإدارة الشأن العام، هدفنا تكريس الديمقراطية وتقويتها والاستناد عليه". وأشار وهبي أنه إذا صوت الشعب المغربي لصالح حزب "العدالة والتنمية" سيكون "البام" أول المهنئين لأنه يؤمن بالديمقراطية. وأكد أن همه الأساسي منذ توليه مسؤولية رئاسة "البام"، هو إبعاد الحزب عن السلطة، موضحا أنه إذا كان قد استطاع إقناع العالم بأن حزبه ابتعد عن السلطة، فإن همه الأساسي الآن هو إقناع أعضاء الحزب الذين انخرطوا فيه إبان مرحلة التأسيس بممارسة السياسية دون الاقتراب من السلطة. وأبرز وهبي أن تقرير لجنة النموذج التنموي أكد أن المغرب يعاني اختلالات متعددة، ترجع بالأساس إلى عدة عوامل لا تقل إحداها أهمية عن الأخرى. ولفت إلى أن هذه الاختلالات الاستراتيجية التي تعود إلى ضعف الانسجام والتنسيق بين مختلف المسيرين، والاختلالات المؤسساتية الناجمة عن غموض نظام المسؤوليات، والاختلالات التنفيذية الناتجة عن ثغرات ونواقص على مستوى التنسيق بين منفذي السياسات العمومية، والاختلالات الثقافية المرتبطة بتوجس المسؤولين ورفضهم للمساعدة والاختلالات المرتبطة بقلة الكفاءات البشرية. وأوضح أن أكبر ضحية للاختيارات التنموية خلال العشر سنوات الأخيرة، هي الطبقة الوسطى،لأنها تتدحرج نحو الفقر على الرغم من أنها تشكل أساس الاستقرار السياسي. وشدد وهبي في ذات اللقاء على ضرورة محاربة العزوف السياسي، ورفع المشاركة السياسية والتفكير في الآليات الضرورية لذلك، والتي ستمكن من رفع منسوب العمل السياسي وترسيخ الديمقراطية.