قال سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية، اليوم الثلاثاء بالبرلمان، إن هناك مجهودا مبذولا للنهوض بالتعليم في العالم القروي، حيث لم يعد يوجد اليوم تجمع بشري لا توجد به فرعية تعليمية. وأشار أمزازي إلى أنه من بين 11 ألف و500 مؤسسة تعليمية، توجد 6309 منها بالعالم القروي، وهو ما يشكل نسبة 55 في المائة، كما توجد أزيد من 13 ألف فرعية في مناطق منعزلة، تضم قسما أو قسمين. ورغم أنه لا يزال هناك فرعيات وبناء مفكك بالعالم القروي، إلا أن الأساسي، حسب الوزير، هو وجود أستاذ مع التلاميذ، مسجلا أن نسبة التمدرس اليوم تجاوزت 99.5 في المائة، ولا سيما على المستوى القروي. وأكد أمزازي وجود أربعة مشاريع تهم العالم القروي في إطار تنزيل القانون الإطار تهم التعليم الأولي وتوسيع العرض المدرسي، والدعم الاجتماعي، ومدارس الفرصة الثانية. وبخصوص إشكالية البناء المفكك التي لا تزال موجودة بالعالم القروي، فقد أشار أمزازي إلى الإشكال المادي، فتعويض حجرة من البناء المفكك، بحجرة مبنية يتطلب 150 ألف درهم، مشيرا إلى أن الوزارة ترصد حوالي 700 مليون درهم سنويا في تعويض المفكك. ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى القضاء على البناء المفكك في سنة 2022 إلا أن الوزير أكد أن الأمر غير ممكن، ويتطلب رصد ميزانية مهمة، ما يجعل الرؤية الحالية تحدد سنة 2024 من أجل القضاء عليه. وبخصوص وجود الفرعيات بدل المدارس الجماعاتية، فقد أشار الوزير إلى أنه لا يمكن إنشاء مدارس جماعاتية دون نقل مدرسي، لأن الأطفال الصغار لا يمكن أن يكونوا في داخليات، قبل مستوى الخامسة ابتدائي، وأي مشروع في هذا الصدد لا بد من توفير الظروف لإنجاحه. وفضلا عن النقل المدرسي، يلزم حسب الوزير، توفير موقع مناسب يتجاوب مع عدد من المعايير، ولا سيما عدد التلاميذ، فلا يمكن فتح مدرسة جماعاتية ل 60 تلميذا مثلا، وكلفتها المالية تصل إلى 13 مليون درهم، على اعتبار أنها تتوفر على جميع مواصفات المدرسة الابتدائية، إضافة إلى الداخلية والمطعم والمنشآت الرياضية وسكنيات الأساتذة. وفي موضوع الهدر المدرسي، أكد الوزير تسجيل تراجع في جميع المستويات التعليمية، بما في ذلك العالم القروي، إلا أنه ورغم كل ما يبذل للحد من الظاهرة، فعدد الأطفال المنقطعين عن التمدرس يبلغ اليوم 320 ألفا. وللحد من الظاهرة أشار الوزير إلى وجود عدد من المشاريع منها "تيسير" والمطاعم والداخليات، وغيرها من المشاريع، التي توجد أساسا بالعالم القروي، مشيرا إلى أن الهدر ليس له عائق واحد هو السوسيو اقتصادي، وإنما هناك مشاكل أخرى مرتبطة بالثقافة.