تحية سيدي حماد عصيد، نعم حماد عصيد وليس احمد عصيد، لأنه لا يوجد لدينا في المغرب احمد، بل حماد او حمد بتسكين الحروف الثلاث، وبما انك سوسي قح فانت بلا شك حماد، ولا شك انك ستفرح بهذا التصحيح لاسمك، والفرحة ستتضاعف لكرهك كل ما هو عربي وجراتك حتى على صاحب الاسم الذي تحمله، كمثل الحمار يحمل اسفارا، واذاكانالعكسفأمازيغيتكمشكوكفيهاتلك الشكوك تبدا من الدفاع عنها بأفكار احادية لا يوافق عليها الامازيغ الاحرار، بدءا بالرسم المراد ابتكاره للغة، رسم تيفيناغ الذي اشك انك تتقنه، وان اتقنته فلمن ستكتب به وحتى الامازيغ لا يعرفونه وغريب عنهم، ثم الشك يزداد بقذفك في كل مناسبة للإسلام ومبادئه التي تضعها دائما محل انتقاص وانتقاد غير موضوعي، مع العلم ان الاسلام هو دين الامازيغ، ومن يدافع عن الامازيغ يدافع عن دينهم ايضا، ويصبح الشك يقينا حين تعمل السيد حماد خادما مخلصا مسخرا قلمه وبعض معارفه في خدمة اجندة من حيث علمت او جهلت.. نعم حماد عصيد، اقرا لك بعض مقالاتك فلا ارى الموضوعية في تحليلاتك، فتخلط بين الدين والدنيا وانت علماني، تخلط بين العرب والاسلام وانت مسلم كما اظن، وتخلط بين الامم والشعوب وانت مغربي، تتشدق بالغرب والحرية التي وصل اليها، وتقذف المسلمين وانت منهم، غرورك ان الغرب تقدم وكآنك منهم، وحرقتك ان الامازيغ كالعرب متخلفون والسبب حسب فهمك الاسلام والعرب، تبحث عن الحرية لمجتمعاتنا المتخلفة في صنوف كتب الغرب، الى درجة ان كتاب الاسلام لا يوجد في مكتبتك، ووضعت الفكر في سلة واحدة، وانت المنادي بالحرية والعقل، فاختلاف الناس طبيعة انسانية وسنة حياتية، فلست الوحيد الذي لديه عقل يفهم كل شيء، وان لم تستطيع ان تستوعب بعقلك الواعي معنى الدين والاسلام، فليس ان الاخرين اغبى، فقد تكون انت الغبي، وقد يكون عقلك انت المسؤول عن تخلف الناس العرب والمسلمين، بفهمك لذلك، حينها انت المسؤول عن مأساة الوطن والامازيغ، بل والعرب، وفشلهم، لان الفشل يبدا من داخل الانسان، وانت جزء من المجتمع المعاق في نظرك باعتناقه الاسلام، الا اذا كنت من السويد، ولا اعتقد ان لديهم اسما باسمك الا مهاجرا مضطرا من الوطن، نعم حماد عصيد، انت المسؤول عن بعض التخلف، لتوجيهك السهام لذاتك واحتقارها، احتقار اهلك ولغة وطنك ودينك وناسك لمجرد انهم رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا، طبعا لك حرية التفكير والتعبير غير منقوصة، وللناس حريتهم في رفض طروحاتك الشاذة، ولا ادعوك هنا الى التراجع عن طروحاتك فذلك عقلك واجتهادك، لاني اعلم ان عقلك الباطن يناقضها تماما، حين ترى الناس تتجه الى المساجد كل جمعة فقد تتبعهم طاعة لعقلك الباطن، وتذبح خروفك يوم العيد للذة اللحم وطواعية لاهلك وعقلك اللاواعي، وبلا شك تصوم رمضان، فعار ان تأكل نهارا امام اطفالك والناس من حولك، ارايت سيدي حماد، انت تفعل اشياء عقلك غير مقتنع بها، كذلك تكتب، وكذلك تفكر وسيبقى الصراع بين عقليك الى ان ينهزم احدهما، نعم حماد عصيد، انا لا اكرهك بل احترمك لادميتك، ومن انتمائك، فانا مثلك ابن تلك الارض الجميلة سوس، ومثلك خرجت منها مبكرا لأتعلم، ومثلك ما زلت اتعلم، ولكن يزعجني شيء في كتاباتك، فانا اشعر انك تتحدث بلساني وتقول ما لا اقوله وتدعي علي ما لا اؤمن به انا الامازيغي الحر من سوس، فعفوا ورجاء تحدث باسمك فقط، فانا لا اريد لغتك المعيارية، ولا دينك العلمانية، بل انا مسلم موحد، كذا عن قناعة وكذا كان اجدادي الامازيغ الذين لم يكن لهم كونغريس ولا معهد، بل كانوا يحرثون الارض ويقومون لصلاة الفجر، نعم كانت لهم حقوق وقوانين، نعم هضمت غالبا من السلطة، لكن لم يتخلوا عن ايمانهم احتجاجا بل تشبتوا بدينهم وبارضهم، وقاوموا ضد الجبروت والظلم وضد الاستعمار حاملين كتابهم، قرانهم، واسسوا مدارسا لعلومه فتفوقوا، ولولا حبهم للإسلام ما كان ذلك، نعم حماد عصيد، التخلف التقني والمجتمعي نعيشه في مجتمعاتنا الاسلامية، لكن هل الاسلام السبب، طبعا وابدا لا، لان التخلف موجود اكثر في بلدان غير اسلامية في افريقيا وامريكا الجنوبية وحتى اوربا، والتقدم التقني موجود حتى في بلدان اسلامية، فانت علماني فلما تخلط الدنيا وتقدمها بالدين، اتدري سيدي حماد من المسؤول عن التخلف، انه غربك الذي تدين به، انسيت الحروب الاستعمارية، التي بطش فيها اشد البطش ونهب الثروات، وبنى مجده على جثث الناس، واليوم تنادي بندائهم عن حقوق الانسان الكونية، وهم من هضموا تلك الحقوق المدنية منها والسياسية، وتتحدث عن حريتهم وديموقراطيتهم، فاين الحرية في ان يفرضوا على الاخر رايهم الاحادي بنظام عالمي واحد، واين ديموقراطيتهم بالقفز على ارادة الشعوب، فاحتلوا الارض وعاثوا فيها فسادا، ونشروا الفوضى التي نراها في العالم الاسلامي مستخدمين عقول بعض بني جلدتنا ممن يريدون الشهرة والمال، ولا اظنك منهم، احسانا للظن بالأخوة، نعم حماد عصيد، تتحدث عن الحقوق وتناضل من اجلها، جميل ذاك، وارفع قبعتي التي لا اعتمرها تقديرا، فأرجوك ضع في اجندتك النضالية حقوقي كأمازيغي حر، وكمسلم موحد لله، وكوطني محب لبلده المغرب المتعدد الثقافات، ضعها في برنامجك النضالي، وناضل ضد الظلم والفساد الاخلاقي والسياسي والحزبي والنقابي والحقوقي، ناضل من اجل الانسان الامازيغي المحاصر بالثلوج في الجبال، ناضل من اجل حياة كريمة للناس مهما كانت عقائدهم وتفكيرهم ومستوى تقدمهم، وناضل وناضل، ومجالات النضال متعددة بتعدد اوجه التخلف والظلم، عوض النضال من اجل الغرب وضد الاسلام والاهل والوطن.. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.