قال أندري أزولاي، المستشار الملكي، إن المغرب شكل خلال المحرقة "ملجأ آمنا لليهود المغاربة وأرضا لاستقبال اليهود المضطهدين في أوروبا". وأضاف أزولاي، بمناسبة زيارته لمعسكر أوشويتز بمعية العديد من الشخصيات من العالم العربي الإسلامي الثلاثاء 1 فبراير 2011، أنه "يمكن للمغرب أن يفتخر بكون الملك الراحل محمد الخامس أراد وعرف كيف يقاوم محاولات الإدارة الفرنسية، آنذاك، تطبيق قوانين فيشي على اليهود المغاربة". وتنظم هذه الزيارة، التي تتزامن مع الذكرى ال66 لتحرير معسكر أوشويتز من قبل الجيش الأحمر، بمبادرة من مشروع علاء الدين، الذي يعد مبادرة دولية تعمل من أجل تحقيق المصالحة بين اليهود والمسلمين من خلال التعليم، ومعرفة التاريخ، والحوار والاحترام المتبادل، وذلك بشراكة مع منظمة (اليونسكو) وعمدية باريس. وأعرب أزولاي، الذي كان يتحدث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن "فخره الكبير" لكون المغرب أضحى صوته مسموعا ويحظى بالاحترام في هذا الصدد"، مذكرا في هذا السياق بأنه في "الوقت الذي كانت فيه الوحشية غربية وأوروبية إبان العهد النازي، برزت بالمغرب وببلدان أخرى من الفضاء العربي- الإسلامي مؤشرات للحداثة وإشارات إنسانية كانت تفتقد إليها باقي المنطقة". واعتبر أزولاي، وهو أحد مؤسسي مشروع علاء الدين، أنه "ينبغي مكافحة الانزلاقات الحالية للإسلاموفوبيا في أوروبا بحزم وبنفس العزم الذي تتم به مواجهة معاداة السامية". وخلص إلى أنه "لا يمكن الحديث عن مواجهة لمعاداة السامية دون مقاومة للإسلاموفوبيا". يشار إلى أنه شاركت في هذه الرحلة العديد من الشخصيات المغربية، خصوصا السفيرة الممثلة الدائمة للمغرب لدى اليونسكو عزيزة بناني، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليزمي، وعمداء مدن الدارالبيضاء والرباط وفاس ومكناس، على التوالي محمد ساجد وفتح الله ولعلو وعبد الحميد شباط وأحمد هلال. كما شارك في هذه الرحلة مفكرون من أمثال الفيلسوف والمختص في الفكر الإسلامي عبده الفيلالي الأنصاري، والشاعر عبد اللطيف اللعبي، والمحلل السياسي محمد الطوزي، والجامعي جامع بيضا، ومدير المكتبة الوطنية إدريس خروز، ومدير مهرجان فاس فوزي الصقلي. وتهدف هذه الرحلة، التي تضم 150 شخصية إسلامية ومسيحية ويهودية والتي تقودها المديرة العامة لليونسكو إرينا بوكوفا، وعمدة باريس، إلى التذكير بالعواقب الوخيمة للنازية والفاشية، وكذا إلى دعوة رجال السياسة وعلماء الدين والمثقفين بجميع البلدان إلى العمل من أجل القضاء على الأشكال الجديدة للكراهية واللاتسامح. كما ضمت هذه الرحلة شخصيات دولية بارزة منها رؤساء دول سابقا، ومسؤولون برلمانيون، وممثلون لرؤساء دول مصر وباكستان وتركيا، وعمداء 12 مدينة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. *و م ع