أكد السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، اليوم الثلاثاء، أن المغرب شكل، خلال المحرقة، "ملجأ آمنا لليهود المغاربة، وأرضا لاستقبال اليهود المضطهدين في أوروبا". وقال السيد أزولاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارته لمعسكر أوشويتز بمعية العديد من الشخصيات من العالم العربي الإسلامي، إنه "يمكن للمغرب أن يفتخر بكون الملك الراحل محمد الخامس أراد وعرف كيف يقاوم محاولات" الإدارة الفرنسية آنذاك "تطبيق قوانين فيشي على اليهود المغاربة". وتنظم هذه الزيارة، التي تتزامن مع الذكرى ال66 لتحرير معسكر أوشويتز من قبل الجيش الأحمر، بمباردة من مشروع علاء الدين، الذي يعد مبادرة دولية تعمل من أجل تحقيق المصالحة بين اليهود والمسلمين من خلال التعليم، ومعرفة التاريخ، والحوار والاحترام المتبادل، وذلك بشراكة مع منظمة (اليونسكو) وعمدية باريس. من جهة أخرى، أعرب السيد أزولاي عن "فخره الكبير" لكون المغرب أضحى صوته مسموعا ويحظى بالاحترام" في هذا الصدد، مذكرا في هذا السياق بأنه في "الوقت الذي كانت فيه الوحشية غربية وأوروبية إبان العهد النازي، برزت بالمغرب وببلدان أخرى من الفضاء العربي- الإسلامي مؤشرات للحداثة وإشارات إنسانية كانت تفتقد إليها باقي المنطقة". واعتبر السيد أزولاي، وهو أحد مؤسسي مشروع علاء الدين، أنه "ينبغي مكافحة الانزلاقات الحالية للإسلاموفوبيا في أوروبا بحزم وبنفس العزم الذي تتم به مواجهة معاداة السامية". وخلص إلى أنه "لا يمكن الحديث عن مواجهة لمعاداة السامية دون مقاومة للإسلاموفوبيا". وبالإضافة إلى السيد أزولاي، شاركت في هذه الرحلة العديد من الشخصيات المغربية، خصوصا السفيرة الممثلة الدائمة للمغرب لدى اليونسكو السيدة عزيزة بناني، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد إدريس اليزمي، وعمد مدن الدارالبيضاء والرباط وفاس ومكناس، على التوالي السادة محمد ساجد، وفتح الله ولعل،و وعبد الحميد شباط، وأحمد هلال. كما شارك في هذه الرحلة مفكرون من أمثال الفيلسوف والمختص في الفكر الإسلامي عبده الفيلالي الأنصاري، والشاعر عبد اللطيف اللعبي، والمحلل السياسي محمد الطوزي، والجامعي جامع بيضا، ومدير المكتبة الوطنية إدريس خروز، ومدير مهرجان فاس فوزي الصقلي. وتهدف هذه الرحلة، التي تضم 150 شخصية إسلامية ومسيحية ويهودية، والتي تقودها المديرة العامة لليونسكو السيدة إرينا بوكوفا، وعمدة باريس، إلى التذكير بالعواقب الوخيمة للنازية والفاشية، وكذا إلى دعوة رجال السياسة وعلماء الدين والمثقفين بجميع البلدان إلى العمل من أجل القضاء على الأشكال الجديدة للكراهية واللاتسامح. كما ضمت هذه الرحلة شخصيات دولية بارزة منها رؤساء دول سابقا، ومسؤولون برلمانيون، وممثلون لرؤساء دول مصر وباكستان وتركيا، وعمد 12 مدينة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.