استفاق الشاب عبد الملك كعادته كل صباح، فتناول الإفطار ثم غادر المنزل القريب من مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ليلتحق بعمله حيث يشتغل موظفا بأكاديمية المملكة المغربية. عندما اقترب من شارع الجيش الملكي، صادف مرور الموكب الملكي المتوجه من الإقامة الملكية إلى القصر الملكي، فأبصر السيارة الملكية تحفها دراجات الخفر الملكي و تتبعها عربة من الدرك الملكي وفرقة من الحرس الملكي. فتح مذياع سيارته ليستمع لنشرة الأخبار التي تتصدرها الأنشطة الملكية، فعلم أن خطابا ملكيا ساميا سوف يذاع مساء ذلك اليوم، وأن الديوان الملكي يتأهب لقدوم ضيوف الملك الكبار، وأن مدينة صفرو و في غمرة احتفالها بموسم حب الملوك، تستعد بدورها لزيارة ملكية حيث أن والي جلالة الملك على جهة فاس بولمان وعامل جلالة الملك على إقليمصفرو يسهران على تنفيذ التعليمات الملكية لإنجاز الأوراش الملكية الكبرى. واصل عبد الملك طريقه فمر أمام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ثم المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب حتى اقترب من مدخل الكولف الملكي. استمرت نشرة الأخبار، حيث أعلنت وزارة القصور الملكية – وهي وزارة بدون وزير – عن استقبال ملكي حظي به أعضاء المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء. من جهة أخرى أشرف الحاجب الملكي، مرفوقا ببعض مستشاري الملك و مدير الخزانة الملكية و مؤرخ المملكة، بتسليم هبة ملكية كريمة لبعض أشياخ الزوايا الصوفية التي تحتفل بموسمها السنوي تحت الرعاية الملكية السامية ، فعبر أعضاء تلك الطريقة عن امتنانهم للعطف الملكي الذي شملهم والالتفاتة الملكية التي شرفتهم. على صعيد آخر ترأس صاحب السمو الملكي مراسيم تدشين المقر الجديد لشركة الخطوط الجوية الملكية فوشح المدير العام بوسام ملكي وحث الإدارة العامة على استلهام الطاقة والتعبئة من الإرادة الملكية وعلى المضي قدما لإنجاز الرؤية الملكية السديدة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي خدمة لرعايا جلالة الملك والسياح الزائرين لمملكته السعيدة. أما وزير الخارجية في حكومة جلالة الملك فقد أشرف على تنصيب سفراء جلالة الملك الجدد فهنأهم على الثقة الملكية وسلمهم الظهائر الملكية و ذكرهم بالسياسة الملكية في ميدان الديبلوماسية وكذا الرسائل الملكية لرؤساء الدول التي سيمثلون فيها جلالة الملك. من جهته عقد وزير العدل والحريات اجتماعا مع ممثلين عن المهن القضائية كوكيل الملك والمفوض الملكي وذلك لدراسة سبل تنفيذ الأحكام الصادرة باسم جلالة الملك وسعيا لحفظ حقوق المتقاضين أمام محاكم المملكة و تبسيط مسطرة العفو الملكي. و أخيرا فإن مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية انهمك منذ مدة في تنفيذ الأمر الملكي القاضي بإنجاز دراستين مستفيضتين الأولى حول السيناريوهات الكفيلة بإنجاز الرغبة الملكية لهيكلة البلاط الملكي وترسيخ المكانة المركزية للمؤسسة الملكية واحترام الصلاحيات الملكية، والثانية حول تطوير الحكامة الجيدة لدى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية و البحرية الملكية. وصل الشاب عبد الملك إلى مكتبه فوجد زملاءه يقرؤون الجرائد، انتبه للعناوين الكبيرة على الصفحات الأولى فقرأ على إحداها: غضبة ملكية تطيح بوالي الأمن، وعلى الأخرى : كيف تضاعفت الثروة الملكية خمس مرات خلال عشر سنوات؟. أدخل يده في جيبه فوجد ورقة واحدة من عشرين درهما و بضعة أقراص من الأسبيرين. تناول واحدا منها مع جرعة من ماء "عين سلطان"، وتنفس بعمق ليستنشق الأكسجين الملكي و هو يردد : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.