وقّع صحافيون في “لوموند” الفرنسية، يوم الثلاثاء، رسالة طالبوا فيها المالكين بضمان استقلالية سياستها التحريرية، خوفاً من سيطرة المستثمر التشيكي، دانييل كريتينسكي، على الصحيفة. ووقع أكثر من 460 صحافياً في “لوموند” على الرسالة التي نُشرت على صفحة كاملة في عدد اليوم، ودقوا ناقوس الخطر، محذرين من أن الصحيفة “للمرة الأولى في تاريخها، قد تُجبر على قبول مستثمر فيها من دون استشارة محرريها”. وطلب الصحافيون إشراكهم رسمياً في عملية الإشراف واتخاذ القرارات، ومنحهم حق نقض أي عملية استحواذ في الصحيفة. ووقع واحد من المستثمرين اللذين يسيطران على إجمالي الأسهم فيها، كزافييه نيل، على الاتفاقية هذه يوم الإثنين. ولا يزال عاملو “لوموند” ينتظرون توقيع المصرفي ماثيو بيغاسي وشريكه الجديد، المستثمر التشيكي دانييل كريتينسكي، قبل 17 سبتمبر الحالي، وهددوا باللجوء إلى القانون إذا لم يتم ذلك. وأشاروا إلى أن التوقيع على الاتفاقية يعدّ تمهيداً ل “بدء المناقشات لمعرفة النوايا الحقيقية لدانييل كريتينسكي. وستكون أيضاً علامة أولى على إدراك رجل الأعمال الصناعي فرادة مجموعة (لوموند)”. وكان دانييل كريتينسكي اشترى 10 في المائة من إجمالي أسهم “لوموند”، العام الماضي، بنحو 40 مليون يورو. وكان رجال الأعمال، كزافييه نيل وماثيو بيغاسي والراحل بيير بيرجي، أنقذوا الصحيفة عام 2010، باستثمار 110 ملايين يورو مقابل 75 في المائة من الأسهم، وتعهدوا بمشاركة السلطة مع موظفيها. لكن الصفقة بدأت بالتزعزع، العام الماضي، حين باع بيغاسي نصف حصته إلى كريتينسكي التي تمثل 27 في المائة من إجمالي “مجموعة لوموند” الإعلامية الفرنسية، وقيمتها 35 مليون يورو (38.6 مليون دولار أميركي)، ثم تضافرت جهودهما، وتحولا إلى شراء 20 في المائة من أسهم “لوموند”، ونصف قيمة حصة المهندس ماديسون كوكس التي ورثها من شركة بيير بيرجي (27 في المائة)، ما يعني أنهما سيتمتعان بالسيطرة الكاملة. وفي حال باع بيغاسي حصته إلى كريتينسكي، يصبح المسيطر الوحيد على “لوموند”. يواجه كريتينسكي مزاعم بأنه سيستغل الصحيفة في التملق للكرملين، خاصة أن مصالحه التجارية تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي المنقول عبر سلوفاكيا في خط أنابيب “يوستريم” Eustream التي اشترى فيها حصة نسبتها 49 في المائة مقابل 2.6 مليار يورو. ولمعت شهرته في فرنسا، العام الماضي، حين وافق على شراء مجلة “إل” Elle ومنشورات أخرى أقل شهرة تابعة للمجموعة الفرنسية “ليغاردير” Lagardère. واستحوذ على المجلة الفرنسية ذات الميول اليسارية “ماريان” Marianne، خلال الصيف الماضي. ويملك صحفاً عدة في جمهورية التشيك، أبرزها “بليسك” Blesk. يذكر أن “لوموند” تأسست عام 1944 بعد تحرير العاصمة باريس خلال الحرب العالمية الثانية.