فرانس 24 التقت باصدقائه القدامى بكاميرا خفية محمد مراح 23 عاما قتل برصاص قوات خاصة فرنسية حاولت اعتقاله بعد قتله لسبعة أشخاص. المشتبه به ترعرع في إيزار إحدى ضواحي تولوز، وعاش طفولة صعبة. كيف تحول محمد إلى قاتل؟ تحقيق حول شخصية معقدة. الكل يعرفه في حيه لكن لا أحد يريد الحديث عنه. لقد التقينا بأصدقائه القدامى بكاميرا خفية. لمحاولة فهم شخصية محمد مراح، ذهبنا إلى حي "إيزار" في تولوز حيث ترعرع الشاب الذي صار يعرف ب "سفاح تولوز ومونتوبان" حيث كان يقضي أغلب أوقاته. يلتقي شباب الحي في ساحة صغيرة قرب محطة ميترو "تروا كوكي" حيث يوجد مقهى. في حي "إيزار" الكل يعرف بعضهم البعض وتربط العديد منهم علاقات عائلية. ومنذ مقتل محمد مراح، يخاف بعضهم من الحديث عما حصل. فور وصولنا إلى الحي، التف حولنا الناس. والتقينا شبابا وتجارا أكدوا لنا أنهم يعرفون محمد جيدا وأنهم تحت وقع الصدمة. ورغم إصرارنا لم نحصل إلا على إجابة واحدة "الحكاية انتهت"، ومع إلحاحنا تشددت اللهجة واضطررنا إلى مغادرة المكان. لكن أحد أقرباء محمد مراح قبل في نهاية المطاف إرشادنا إلى رجل لن نكشف عن هويته. هذا الرجل يعرف شباب "إيزار" رغم أنه أكبر منهم واستغل الفرصة منذ الحادثة لمحاولة المقايضة مع وسائل الإعلام مقابل الإدلاء بشهادته. والتقينا به لأول مرة بعيدا عن ساحة "إيزار" فأتى وحيدا واقترح علينا بعد خمس دقائق نسخة من بطاقة هوية محمد مراح مقابل خمسة آلاف يورو فرفضنا ذلك وطلبنا شهادته فقط. فرفض الحديث معنا لكن أكد لنا أنه بإمكانه إيجاد بعض من أصدقاء الشاب الذي بث الذعر في فرنسا. وفي اللقاء الثاني جاء الرجل صحبة شابين. وقال إنه مستعد للحديث أمام الكاميرا مقابل سبعة آلاف يورو وألح مؤكدا أن المزاد في ارتفاع منذ توافد الصحافيين إلى هنا. منذ مقتل محمد مراح، قامت في "إيزار" تجارة بكل معنى الكلمة. وفي اليوم التالي التقينا الرجل وصديقه، فأكدوا لنا للمرة الثالثة رفضهم الإدلاء بشهاداتهم دون مقابل مالي كما نسمعه في شريط الفيديو.