أعلن مصدر من الشرطة الفرنسية مقتل محمد مراح المشتبه به في ارتكاب جرائم «تولوز» و«مونتوبان» بجنوب غرب فرنسا بعد اشتباكات مع القوات الخاصة، مشيرا إلى إصابة 3 من عناصر الشرطة بجروح أحدهم «إصابته خطيرة». وسمع إطلاق نار كثيف وانفجارات طيلة خمس دقائق بالقرب من الشقة التي تحصن فيها محمد مراح منذ 32 ساعة. أعلن مصدر من الشرطة الفرنسية مقتل محمد مراح المشتبه به في ارتكاب جرائم «تولوز» و«مونتوبان» بجنوب غرب فرنسا بعد اشتباكات مع القوات الخاصة، مشيرا إلى إصابة 3 من عناصر الشرطة بجروح أحدهم «إصابته خطيرة». وسمع إطلاق نار كثيف وانفجارات طيلة خمس دقائق بالقرب من الشقة التي تحصن فيها محمد مراح منذ 32 ساعة. وقد قتل محمد مراح منفذ اعتداءات تولوز ومونتوبان، التي أوقعت سبعة قتلى بينهم ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال يهود في المنطقة، قبيل ظهر أمس الخميس حين قفز من نافذة شقته بعدما قاوم قوات الشرطة، حسب ما أفاد به وزير الداخلية كلود غيان. وقال غيان الذي كان بمدينة تولوز يتابع تطورات المحاصرة والمداهمة «حين تم إدخال وسيلة مراقبة (كاميرا أو مرآة) إلى الحمام خرج منه القاتل وهو يطلق النار بعنف شديد. أطلقت رشقات كثيرة وكثيفة وحاول عناصر الوحدة الخاصة في الشرطة بالطبع أن يحموا أنفسهم ويردوا» على النيران. وتابع أن محمد مراح الذي تبنى باسم القاعدة قتل سبعة اشخاص في ثلاثة هجمات وقعت في تولوز ومونتوبان «قفز من النافذة وبيده سلاح، وهو يواصل إطلاق النار وعثر عليه ميتا أرضا». وأوضح أن «أحد عناصر الشرطة «قال لي انه لم يشهد من قبل هجوما على هذا القدر من العنف»». وأوقع تبادل إطلاق النار جريحا في صفوف عنصر الشرطة فيما أصيب اثنان بحالة صدمة، بحسب مصادر الشرطة. ومحمد مراح الذي كان تحصن في حمام الشقة كان يحمل جعبة لم يعرف محتواها، بحسب المصادر. وكان غيان أكد مرة جديدة صباح أمس الخميس أن السلطات تسعى للقبض على منفذ الاعتداءات حيا لتتمكن من استجوابه ومقاضاته، لكنه أشار الى احتمال أن يكون ميتا إذ انه لم يقم بأي تحرك خلال الليل. ولفت الى ان محمد مراح الذي كان محاصرا منذ فجر الاربعاء في شقته، شدد موقفه اعتبارا من مساء الاربعاء ونقل عنه تأكيده أنه «يريد أن يموت والسلاح بيده»، عكس رغبته الأولى حيث «كان يقول أنه يريد الاستسلام لكنه غير رأيه. «نزيد الضغط عليه لحمله على تسليم نفسه».» وقد سبقت عملية المداهمة، التي عرفت حرب استنزاف بدأت فجر الاربعاء الماضي بين محمد مراح الشرطة وعناصر الوحدة الخاصة في الشرطة الفرنسية الذين حاصروه لحوالي 32 ساعة، اتصال محمد مراح بالمحطة التلفزية «فرانس 24» لتبنى اعتداءي «تولوز» و«مونتوبان». وتلقت إيبا كالوندو، رئيسة تحرير في فرانس 24، حوالي الواحدة من ليلة الأربعاء الماضية، مكالمة هاتفية من شخص تبنى اعتداءي «تولوز» و«مونتوبان.» كان الرجل هادئا، يتحدث الفرنسية بطلاقة، مستعملا بعض العبارات العربية». وقد قدم هذا الشخص جملة من المعلومات «معروفة فقط بالنسبة إليه وللشرطة»، تحدث عن عدد الرصاصات التي أطلقها، عن أنواع الأسلحة التي استعملها وعن آثار تركها على مسرح الجريمة. كما تحدث المشتبه به عن انتمائه إلى تنظيم «القاعدة» في فرنسا ، وأكد أن ما قام به لا يمثل سوى «البداية» ،مشيرا إلى اعتداءات «قريبة جدا» في باريس وليون ومرسيليا. هذا وقد وافق محمد مراح على التواصل مع عناصر الفرقة الخاصة، بعد مواجهات مسلحة معهم. وبدأت عندها مفاوضات طويلة وشاقة كشف فيها المشتبه به عن معلومات كثيرة فقال إنه تدرب في صفوف القاعدة وأنه «تحرك دائما وحيدا»، وتباهى بأنه «جعل فرنسا تركع». كما «لم يبد أي ندم» بل تمنى «لو أوقع المزيد من الضحايا». وقال غيان إن المشتبه به استهدف الاثنين المدرسة اليهودية، حيث قتل بدم بارد ثلاثة أطفال ورجلا بعدما عجز عن رصد هدف عسكري. وبرر تصرفه مبديا تعاطفه مع الفلسطينيين ومعارضته لالتزام فرنسا العسكري في افغانستان وحظر النقاب. وذكر المدعي العام أن الشاب كان من الجانحين الاحداث وقد أدين 15 مرة حين كان قاصرا، مشيرا الى أنه أبدى منذ الطفولة «شخصية عنيفة» و»سلوكا مضطربا» وقد طرد من الجيش الفرنسي، ثم جنح الى الراديكالية في الاوساط السلفية وقام برحلتين «بوسائله الخاصة» الى افغانستان وباكستان حيث معاقل تنظيم القاعدة. وكانت الحامية العسكرية لمونتوبان احتضنت بعد ظهر الاربعاء الماضي. مراسم تشيع رسمية وتكريم الجنود الثلاثة بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي ومرشحين اخرين للانتخابات الرئاسية في ابريل وماي، بينهم الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقال ساركوزي، الذي نوه بكفاءة الجنود الثلاثة في الدفاع عن فرنسا من بينهم المغربي الأصل عماد ابن زياتن، الذي من المقرر ان يدفن قبل نهاية الاسبوع بمدينة المضيق، أن منفذ الاعتداءات «كان يريد جعل الجمهورية تركع» ،لكنها «لم ترضخ» واصفا قتل العسكريين بأنه «تصفية ارهابية». وكان ساركوزي جمع قبل الظهر في باريس ممثلي الديانات الكبرى في فرنسا من بينهم المسلمون واليهود «لإثبات ان الارهاب لن يتمكن من ضرب وحدتنا الوطنية». ورفضت القيادات الدينية المسلمة واليهودية أي خلط بين الاسلام وهجمات تولوز ومونتوبان، وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موسوي إن «هذه الاعمال تتعارض تماما مع أسس هذه الديانة». وقتل محمد مراح سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان منذ 11 مارس، فقتل مظليا فرنسيا أولا في تولوز يدعى عماد بن زياتن، ثم مظليين آخرين في 15 مارس في مونتوبان هما عبد الشنوف ومحمد لجواد وأصيب ثالث بجروح خطرة. وهاجم محمد مراح الاثنين مدرسة يهودية في تولوز فقتل استاذ الديانة وابنيه والطفلة مريم مونسينيغو ابنة مدير المدرسة، وقد نقلت جثامين الضحايا الى اسرائيل، حيث تم دفنها الاربعاء.