أقصى درجات الإهانة والاستهانة بأرواح قتلى ملعب تزيرت، ان يبيت العامل في منصبه، وأن يعود المجلس الجماعي لممارسة اختصاصاته، عامل بزيه العسكري واختصاصاته وسلطاته وما تحت إمرته من أجهزة ومصالح وإمكانات، يتكلم مع المكلومين والثكلى والأيتام، مهزوما ضعيفا، وبكل ما في نفسه من اتكالية وجبن وتردد لا يليق بالبدلة العسكرية التي كان يرتديها والمسؤولية الجسيمة التي يتحملها، بوصفه سلطة إقليمية من مهامها حماية الأرواح، وإنقاذها و درء الخطر عنها .. ما معنى أن لا يستعجل تقديم المساعدة لناس ربما كانوا يقاومون الموت تحت الوحل والماء الجارف، و يرجئ عملية البحث والإنقاذ إلى حين بزوغ ضوء النهار، ما معنى أن يطلب من أبناء الدوار "الرجولة " وهو يتحدث بلغة العسكري الهارب من المواجهة في عز الخطر القائم والداهم ….لماذا يتحدث بلغة مرجئة عن القضاء والقدر وعن "بقاو كيف نتوما، بدل ان يعزم ويصمم ويغامر ويبادر ويعبئ لحملة إنقاذ رغم الليل ووعورة المسالك ….. عار أن يتحمل مثل هؤلاء مسؤولية السهر على أمن و أرواح المواطنين، ويتقاضون أجورا وامتيازات خيالية، وعند الكوارث يتحولون إلى" نعامات " تنتظر مرور نتائج الكارثة و تنتظر مفعول الزمن في النسيان والتجاوز …. مؤلم ان يفتك بالقانون وبالبيئة ويسمح بالبناء في سرير النهر دون حسيب ولا رقيب ولا خائف على أرواح البشر. مؤلم أن تسند المهام الجسام، لمن لا غيرة له على و طنه، ويستطيب ان تنعم اردافه بكرسي ومنصب لا يستحقه .. مؤلم ان يخونوا الثقة التي وضعت فيهم من طرف الملك، وان يخونوا الأمانات الملقاة على عاتقهم وأن يحتقروا أبناء الشعب الطيبين المعزولين المقصيين المهمشين … عزاؤنا واحد، و حزننا وألمنا واحد .. وحلمنا واحد، ألا نرى في مؤسساتنا الترابية، والأمنية والقضائية والمنتخبة، وفي حكومتنا و أحزابنا… أناس بينهم وبين حب الوطن والإيمان بخدمته ما بين السماء و الأرض من مسافات.