يسعى الجيل المزداد في إسرائيل، من آباء مغاربة، إلى اكتشاف هويته المفقودة، باعتبارها كنزا لا يوجد سوى خارج الدولة العبرية، وفق ماذكرت صحيفة “هارتز” الإسرائيلية، حيث أكدت أن الأجداد كافحوا ضد المحو الثقافي الذي تعرضوا له منذ وصولهم إلى إسرائيل أول مرة. تنتمي خن المالح إلى الجيل الثاني من المغاربة الذين ولدوا وترعرعوا في إسرائيل، لكنها اكتشفت هويتها الحقيقية عند أول زيارة لها للمغرب، حسب ما صرحت به ل”هارتز” قائلة، “في بعض الأحين أعتقد أن حياتي كلها كانت تتهيأ لأجل المغرب..كنا نعرف جميعا أننا مغاربة لكن كانت هذه حقيقة جافة”. وكشفت المالح أن الآباء الذين ولدوا في إسرائيل أو قدموا إليها وهم صغار جدا، لا يكادون يتذكرون أي شيء، “لم يتمكنوا حتى من تركيب جملة بلهجة عربية مغربية دون تشويهها بلهجة إسرائيلية” تضييف المتحدثة. وترفض خن المالح التعميم، “لكن هذه الممارسات اليومية من قبل الآباء أدت على تلاشي الهوية المغربية في وجداننا، وتم حصرها فقط في الفلكلور والمطبخ وبعض العبارات المتداولة بكثرة في الأفلام الكوميدية التلفزيونية” على حد تعبير المتحدثة، “على الرغم من هذه المظاهر المحدودة، إلا أنها أبقت الماضي المغربي حيا بيننا، وأمكننا بالتالي تعريف أنفسنا على أننا مغاربة”. كما يعلم معظم الإسرائيليين، فإن اليهود المغاربة ألقوا بالضواحي ليعيشوا في “مدن الأشباح”. ويحكي سيمونا الحرار الذي ينجدر من أشدود الإسرائيلية، بينما يملك ويدير مطعما في بركسيل، يحكي قائلا: “عندما كنت في إسرائيل، كما تعلمون، كانت كلمة مغربي أو مغربية وصفا قذرا في بعض الأحيان”. إكتشف الحرار، مثل العديد من أعضاء الجيل المولودين في إسرائيل لأبوين مزدادين في المغرب ، كنز هويته المفقودة ومزاياها، خارج إسرائيل فقط. الشيء نفسه ينطبق على الفنانة نيطع القيام. حيث اختارت الغناء بالدارجة المغربية، لان هناك أربعون مليون شخص يتحدث هذه اللغة في جميع أنحاء العالم. كما تتحدى نطع القيام الواقع السياسي الإسرائيلي، الذي يعتبر العرب هم العدو الأول، “لذلك يرغموننا على قتل العروبة بداخلنا، وأي مزايا للهوية غير الغربية” تضيف الفنانة المغربية الإسرائيلية متحدثة عن قصة العداء المطلق. وأشارت إلى أن محو الماضي كان أهم شروط تأسيس الدولة العربية، ولازال ذلك مستمرا. تضيف نطع القيام “لا يطلب منا أن نحذف ذكرى الشتات فحسب، بل أي ذكرى تتغذى عليها الروح الوطنية المقدسة ووحدة الشعب المغربي” في السنوات الأخيرة ، تجرأ المثقفون والفنانون والناشطون السياسيون على تحدي ممارسات المحو الثقافي “حيث تزعم الرواية الإسرائيلية التقليدية أن هذه الأماكن (أوطان الأجداد) التي تنتمي إلى الماضي لم تعد ذات صلة بنا” حسب ذات المتحدثة ، “على الأكثر ، ستجد تعبيرات الماضي في “الفولكلور الشعبي” أو الدراسات الأكاديمية أو المعارض التي عفا عليها الزمن…لكن موطئ القدم الحقيقي في الحياة اليومية، في الفن واللغة وهويتنا، ومن نحن بالتحديد؟ غير موجود.”