قال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة "العدل والإحسان إن استغرابه يزداد يوما بعد يوم من إصرار عبد الإله بنكيران، على النظر إلى جماعته بما يخالف حقيقتها ومبادئها وتصوراتها التي يعرفها هو وإخوانه في "العدالة والتنمية" قبل غيرهم، على حد قول أرسلان. وكان أرسلان يرد على تصريحات لبنكيران، اتهم فيها جماعة "العدل والإحسان" بالركوب على الأحداث التي تعرفها البلاد، عندما قال "يعلم الجميع أن وجود جماعة العدل والإحسان في أي مناسبات وحركات يشكل صمام أمان ضد كل أشكال العنف، وتأكد هذا أكثر طيلة الشهور الماضية من ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في المغرب المتزامنة مع الانتفاضات القوية في المحيط العربي التي وفرت كل أجواء وشروط التفجير لكن العدل والإحسان استمرت في الالتزام بخيارها الرافض للعنف". وبخصوص أحداث تازة الأخيرة قال أرسلان في حوار مع "أخبار اليوم"، "أما السبب المباشر في ما وقع في تازة ويقع في أماكن أخرى، وحدث مثله وأكثر منه قبل الحكومة الحالية ومرشح للتصاعد في المستقبل، هو نتيجة طبيعية لسياسة بيع الأوهام للناس منذ أزيد من نصف قرن وهي نفسها التي نراها اليوم، وعندما ينتفض الناس بعدما يدركون أنهم أمام الوهم ولا شيء غير الوهم يواجهون بالقمع الشرس وبتعليق الفشل الرسمي على جهات معينة مثلما شهدنا في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا". قبل أن يضيف "هذا فيه احتقار ومزيد من الاستفزاز للناس الذين ينتفضون بكل تلقائية بكل فئاتهم وحيثياتهم وأعمارهم من أجل قضايا حقيقية وواقع غاية في البؤس والتردي يعترف به الجميع". وأضح أرسلان أنه تابع تصريحات بعض برلمانيي "العدالة والتنمية" في تازة وهم يتحدثون بوضوح عن الواقع المرير في المدينة وعن الأسلوب الأمني الخاطئ في معالجة الوضع. وقال "هذا الذي على الأستاذ ابن كيران أن يجيب عنه مباشرة دون تعليق العجز على شماعة العدل والإحسان التي إن كانت موجودة في كل المناطق والقطاعات والقضايا بإيجابية وفعالية فذلك من صميم واجبها اتجاه الشعب وليس كما يريد لها البعض أن تنزوي أو تتبخر". وعندما سأل أرسلان عن تطبيع العلاقة مع حكومة بنكيران رد بالقول "ليست لنا مشاكل لا مع الحكومات السابقة ولا الحكومة الحالية لسبب بسيط هو اعتبارنا أن الحكومات في المغرب ليست هي التي تحكم إنما هي أداة تنفيذ في يد الجهات الحاكمة حقيقة. وكل تصرفات الحكومات اتجاهنا سواء في اتجاه التصعيد أو المهادنة فهو لا يخرج عن هذه الوظيفة التنفيذية". وبخصوص سؤال حول ما إذا ختار حزب بنكيران استهداف جماعة "العدل والإحسان"، قال أرسلان "أربأ بالإخوة في العدالة والتنمية أن يقبلوا لعب دور الأداة في مواجهتنا لصالح جهات أخرى معلومة". --- تعليق الصورة: فتح الله أرسلان