أكد فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان "أن استغرابه يزداد يوما بعد يوم من إصرار عبد الإله بنكيران، على النظر إلى جماعته بما يخالف حقيقتها ومبادئها وتصوراتها التي يعرفها هو وإخوانه في العدالة والتنمية قبل غيرهم"، مضيفا، كون "الانتفاضات القوية في المحيط العربي وفرت كل أجواء وشروط التفجير، لكن العدل والإحسان استمرت في الالتزام بخيارها الرافض للعنف" و ذلك ردا على ما ورد من تصريحات لعبد الالاه بنكيران بجريدة الشرق الأوسط اللندنية، حيث اتهم فيها جماعة العدل والإحسان "بالركوب على الأحداث التي تعرفها البلاد" و "حذرها من اللعب بالنار". وبخصوص أحداث تازة، قال أرسلان في حوار نشرته يومية "أخبار اليوم المغربية" اليوم الجمعة، أن "السبب المباشر في ما وقع في تازة ويقع في أماكن أخرى، وحدث مثله وأكثر منه قبل الحكومة الحالية ومرشح للتصاعد في المستقبل، هو نتيجة طبيعية لسياسة بيع الأوهام للناس منذ أزيد من نصف قرن وهي نفسها التي نراها اليوم، وعندما ينتفض الناس بعدما يدركون أنهم أمام الوهم ولا شيء غير الوهم يواجهون بالقمع الشرس وبتعليق الفشل الرسمي على جهات معينة مثلما شهدنا في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا".
قبل أن يضيف "هذا فيه احتقار ومزيد من الاستفزاز للناس الذين ينتفضون بكل تلقائية بكل فئاتهم وحيثياتهم وأعمارهم من أجل قضايا حقيقية وواقع غاية في البؤس والتردي يعترف به الجميع"، مشيرا "تابعنا تصريحات بعض برلمانيي العدالة والتنمية في تازة يتحدثون بوضوح عن الواقع المرير في المدينة وعن الأسلوب الأمني الخاطئ في معالجة الوضع الذي على الأستاذ ابن كيران أن يجيب عنه مباشرة دون تعليق العجز على شماعة العدل والإحسان التي إن كانت موجودة في كل المناطق والقطاعات والقضايا بإيجابية وفعالية فذلك من صميم واجبها اتجاه الشعب وليس كما يريد لها البعض أن تنزوي أو تتبخر". وعندما سأل أرسلان عن تطبيع العلاقة مع حكومة بنكيران رد بالقول "ليست لنا مشاكل لا مع الحكومات السابقة ولا الحكومة الحالية لسبب بسيط هو اعتبارنا أن الحكومات في المغرب ليست هي التي تحكم إنما هي أداة تنفيذ في يد الجهات الحاكمة حقيقة، وكل تصرفات الحكومات اتجاهنا سواء في اتجاه التصعيد أو المهادنة فهو لا يخرج عن هذه الوظيفة التنفيذية"، وبخصوص سؤال حول ما إذا ختار حزب بنكيران استهداف جماعة العدل والإحسان بعد حزب "البام"، قال أرسلان "أربأ بالإخوة في العدالة والتنمية أن يقبلوا لعب دور الأداة في مواجهتنا لصالح جهات أخرى معلومة".
و في رده عن موقف الجماعة من التحركات الاجتماعية التي تعرفها البلاد وعلى وجه الخصوص الأحداث التي تعرفها تازة حاليا؟ وكيف في نظرهم يفترض التعامل مع ما يقع؟ قال أرسلان "ما وقع في مدينة تازة نتيجة طبيعية للسياسات المتبعة في المغرب منذ عشرات السنين، وما حدث في تازة يحدث بشكل أو بآخر في كثير من المدن المغربية، وهو مرشح للتصاعد إن لم يتم التعامل معه بإرادة القطع مع سياسات وعقليات لم تعد مجدية مع الربيع العربي ونهج تغييرات حقيقية في جوهر الحكم عوض ترقيعات في القشور للإلهاء مع الإبقاء على أركان الاستبداد مستحكمة في كل مفاصل وشؤون الشعب".