افتتحت، مساء أمس السبت، بقصر البديع بمراكش الدورة ال`44 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية المنظمة تحت شعار " الأحلام والحقيقة في قصر البديع" . وتميز الحفل الافتتاحي لهذا المهرجان بتقديم لوحات فنية لمختلف الأهازيج ورقصات لعدد من الفرق الشعبية المشاركة، والتي أبانت عن احترافية في الأداء وتنسيق محكم في الحركات المعبرة عما تختزله المناطق المغربية من تراث مادي وشفوي استطاعت الأجيال المتعاقبة المحافظة عليه.
ويتمحور هذا العرض الفني حول قصة طفل يعتبر أصغر عضو بفرقة سيدي حماد أو موسى ( وهي فرقة تقدم عروضا بهلوانية)، يبلغ من العمر 11 سنة ويشارك لأول مرة في هذا الموسم الاحتفالي، مما جعله أكثر حماسا وحيوية ورغبة في ابراز مؤهلاته على الخشبة الشيء الذي أنهك قواه البدنية ليغوص بعدها في نوم عميق.
وفي حلمه، يرى هذا الطفل أن أعضاء فرقته رحلوا من دونه، ليعتزم بعد ذلك القيام برحلة للبحث عنهم، والتي قادته الى زيارة عدد من مناطق المغرب اطلع من خلالها على أهازيج وأغاني ورقصات كل منطقة على حدة، لكن بدون أن يجد ذويه.
وتستمر هذه الرحلة، الى أن يخترق سمعه صوت جميل ينبعث من ناي موسيقيي سيدي حماد أو موسى، ليستيقظ من نومه، ويجد نفسه بين ذويه الذين لازالوا في أداء مستمر لعرضهم، ثم يعود ليأخذ مكانه بينهم. ولكن رحلته هاته المثيرة الاعجاب، ستبقى مرسومة في ذهنه، كحلم جميل سيتحقق يوما ما.
واستمتع الجمهور الذي ملأ المدرجات التي نصبت بقصر البديع والتي تتسع ل2100 شخص، بهذه اللوحات الفنية التي استمرت لأزيد من ساعة ونصف والتي عكست بصدق تنوع الموروث الثقافي والفني للمملكة.
وهكذا، فبداخل هذا القصر، الذي يعد موقعا تاريخيا هاما، وعلى خشبة عرض أقيمت على مساحة 600 متر مربع، تعاقبت أزيد من 15 فرقة شعبية تمثل مختلف جهات المملكة لتقديم عروضها التي ألهبت حماس الجماهير وتجاوبت معها.
ومن بين الفرق الفلكلورية المشاركة في هذا المهرجان، "الغيطة" و" منكوشي" و"عيساوة" و" عبيدات الرمى" و" حاحا " و"الحوزي" و"أحيدوس " و" تازاويت " و" أحواش إمينتانوت " و" أحواش ورزازات " و" روكبة" و" أحواش تيسينت" و" هوارة" و" الفرسان" و "الدقة" و" كناوة " و" أولاد سيدي حماد أو موسى " و" الكدرة".
ويتضمن برنامج الدورة ال 44 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظمة الى غاية 25 يوليوز الجاري، تقديم عروض موازية بفضاءات عدد من الأحياء بمدينة مراكش من بينها المسيرة والمحاميد وسيدي يوسف بن علي والداوديات وباب دكالة وساحة الحارثي وباب إغلي، التي ستقام بها سهرات فنية تحييها عدد من الفرق الشعبية ومجموعة من فناني الجيل الجديد الذين ذاع صيتهم خاصة بين فئة الشباب.
ومن المنتظر أن يتابع العروض الفنية التي ستقام بساحة "باب إغلي" من 19 الى 22 يوليوز الجاري حوالي 40 ألف متفرج، حيث ستعرف برمجة فنية غنية ومتنوعة تظهر مدى تنوع التراث الموسيقي الوطني من فن أمازيغي وحساني والراي والشعبي والأر بوب (الفن الشعبي الخاص بالجيل الجديد) .
ومن بين مجموعات الفنانين الشباب والفرق الموسيقية المشاركة في فقرات هذا المهرجان " سامي راي" و" درب لفنك" و" مجموعة طارق لاميرات" و" الفناير" و"جبارة" و" موانسة" و" أوركسترا طهور" و" مجموعة بسمة" و" تكادة" و" مك فلان" و"رشيدة طلال" و" نحاس" و" هل المكان" و" تشينويت".
ومن جهة أخرى، وعلى إيقاعات الآلات الموسيقية والأهازيج ورقصات الفرق الشعبية المشاركة في المهرجان، نظم مساء أمس الجمعة استعراض فني كبير انطلق من ساحة الحرية وجاب شارع محمد الخامس قبل أن يصل الى قصر البديع.
ويحظى هذا المهرجان، الذي تشارك فيه 30 فرقة شعبية تضم ما يقارب من 780 فنانا، بتغطية إعلامية مهمة تتمثل في عدد الصحافيين المعتمدين الذين وصل عددهم الى حوالي 150 صحافيا يمثلون منابر اعلامية وطنية ودولية مختلفة.