قالت جريدة (الأخبار) اللبنانية إن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي ينظم كل سنة بمدينة مراكش، ساهم إلى حد كبير في تجديد الفنون الشعبية المغربية، وفي النهوض بالتراث الفني العتيق بالمغرب والمحافظة عليه. وأضافت (الأخبار)، في مقال نشرته في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن هذا الحدث السنوي الضخم والعريق أكد إلى حد كبير نفسه موعدا ثابتا لمختلف فرق الفولكلور المغربي وذلك على مدى العقود الأربعة الماضية . وأشارت إلى أن منظمي المهرجان يطمحون من خلال هذه التظاهرة إلى إصدار نصوص قانونية تحمي الثقافة الشفوية والفنون اللامادية من التشويه والمسخ، والمحافظة على التراث والفنون الشعبية بما يحفظ للمغرب تعدده العرقي والثقافي وثراءه الفني والمعرفي. وتحدثت عن الأجواء الاحتفالية الحقيقية التي عاشتها مدينة مراكش في مناسبة الدورة 45 من المهرجان الذي يعتبر أعرق تظاهرة فنية ثقافية سياحية في المغرب تحتفي بالموروث الفني المغربي الغني والمتنوع وتستعرضه في قالب بديع من خلال حفلات فنية احتضنها - كعادته في كل عام - قصر البديع الأثري العائد إلى زمن السعديين، واستمرت الحفلات فيه على امتداد تسعة أيام (ما بين 16 و24 يوليوز الماضي). وذكرت بأن هذه الدورة افتتحت باستعراض للفرق الفولكلورية ، شارك فيه 500 فنان وراقص شعبي قدموا رقصاتهم وأهازيجهم في لوحات فنية مستوحاة من التراث الشعبي وجابت الفرق شارع محمد الخامس باتجاه ساحة جامع الفناء التي تعتبر قلب مراكش النابض معتبرا أنه إذا كان المهرجان الوطني للفنون الشعبية قد اختار شعارا لهذه الدورة "فسيفساء من التراث الموسيقي"، فإن حفلاته وسهراته قد استجابت فعلا لهذا الشعار. وأضاف أن جمهور المهرجان الذي يناهز عادة 350 ألف متفرج، وأغلبه من السياح الأجانب، تابع حفلات ل 21 فرقة فولكلورية من مختلف جهات المغرب : فرق بدوية أصيلة مثل فرقة "عبيد الرماة" والحصادة والعيطة الحوزية، وأخرى أمازيغية كفرق أحواش وأحيدوس، وأخرى زنجية كفرق كناوة، وصحراوية مثل الكدرة والركبة، وأخرى من الشمال ذات لون متوسطي أندلسي.