نظم اتحاد النقابات الفنية أول أمس الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الدار البيضاء للاحتجاج على إقصائه من برنامج المهرجان الصيفي لمدينة الدار البيضاء، وأصدرت النقابة المغربية للمهن الموسيقية بيانا شديد اللهجة استنكرت فيه تصريحات منظمي المهرجان وأدانتفسح المجال أمام الأجناس الموسيقية الدخيلة على حياة الشعب المغربي، واعتبر البيان أن التصريحات المشار إليها من قبل بعض المسؤولين في اللجنة المشرفة على المهرجان تشكلإساءة علنية ومقصودة لفنانينا وتراثنا الموسيقي الوطني ولألوانه ورموزه، وأضاف البيان أن النقابة المغربية للمهن الموسيقيةتستنكر التوجه الرامي إلى تغريب الحياة الموسيقية المغربية خاصة والثقافية عامة وإشاعة التفسخ وضرب القيم الأخلاقية بالإباحية والتطاول. وقد أثار نبأ حضور مغنية تدعىهيفاء وهبي إلى المهرجان موجة استنكار واسعة أعادت التذكير بسابقة نانسي عجرم في مدينة مراكش قبل شهرين، وحسب العديد من المؤشرات فإن المهرجان مرشح ليشهد مواجهات حادة خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث ستعقد مقاطعة سيدي البرنوصي التي يتردد أنه سيقام بها حفل المطربة اللبنانية دورة في الأسابيع القادمة لإبداء الرأي في الموضوع، وقد عبر مصدر من المقاطعة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية عن رفضه لهذا المشروع والذي اتخد القرار فيه من قبل جهات عليا بالمدينة ويتجاوز الجماعة الحضرية نفسها. ولم تحسم اللجنة الثقافية للجماعة الحضرية للدار البيضاء في البرنامج النهائي للمهرجان حتى الآن، ويتوقع أن يكون الاجتماع الذي ستعقده غدا الجمعة عاصفا خاصة في ظل تصاعد احتجاج الفنانين المغاربة على الإقصاء الذي استهدفهم، وموضوع المطربة اللبنانية التي يريد المنظمون أن تكونستار المهرجان، وكان هشام عبقري منسق المهرجان قد أعلن في تصريحات صحافية أن اختيار المطربة اللبنانية بني على نتائج استطلاع قام به منظمو المهرجان في أوساط الشباب المغاربة وكذا عدد الأقراص المدمجة التي تباع من أغانيها، سحب قوله. وفي اتصال هاتفي لالتجديدبالفنان عبد الهادي بلخياط قال إنه يفضل أن يبقى بعيدا عن هذه القضية، لكنه عبر عن شعوره بالمرارة من تعرض الفنانين المغاربة والفن المغربي الأصيل للإقصاء والتهميش، معتبرا أن الفنان المغربيلم ينل التقدير الذي يستحقه ولم يعط له نصيبه. أما الفنان الكوميدي حسن الفذ فقد طالب بالحوار وليس الفتنة. وقال حسن النفالي رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون الذي يضم عددا من الجمعيات الفنية والثقافية المغربية، أن هذا الأخير طالب بعقد لقاء مع ولاية الدار البيضاء لمناقشة القضايا المتعلقة بالمهرجان ومطالب الائتلاف، وقال النفالي إن مهرجان البيضاء يقام بتوظيف المال العام وهذا المال العام يجب أن يكون مرشدا في إطار الجهات التي تستعمله ومن طرف الجهة المنظمة للمهرجان، وزاد قائلا بأن هذه الأموال الخصصة لتنظيم المهرجان يجب أن يوجهجزء منها إلى تشغيل اليد العاملة المغربية في شؤون الفندقة والإضاءة والتنظيم وما يتعلق بالنواحي التقنية للمهرجان، وكذا للفنانين المغاربة، واستنكر النفالي التصريحات التي جاءت على لسان بعض أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان التي وصفها بأنهالم تكن مسؤولة على أساس أنهم أهانوا الفنان المغربي وعبثوا بكرامته بحيث نعثهم البعض بالأمية الفنية وهناك من قال إن ما سيقوم به المهرجان سيكون بمثابة ثورة في الفن والموسيقى المغربية، وقال النفالينحن لسنا ضد الألوان الفنية الشبابية ولكن نقول بأن هذه موضة تظهر بين الفينة والأخرى ويبقى الفن الأصيل المغربي هو الأصل. وتعليقا على حضور المغنية اللبنانيةإليسا قال النفالي إن المطلوب هو أن يكون هناك إطار قانوني ينظم استقبال الفنانين الأجانب بالمغرب لكي لا يبقى المجال مفتوحا بدون ضوابط، وحتى لا يستمردخول الفنانين الأجانب إلى المغرب واستفادتهم من الأموال الضخمة بدون أداء ضرائب عليها كما هو الحال في عدد من الدلو الأوروبية والعربية مثل مصر والأردن ولبنان وسوريا حيث يفرض على الفنان أداء ضرائب، وطالب النفالي الأحزاب السياسية والفرق النيابية بالتدخل من أجل إيجاد مثل هذا الإطار القانوني. وفي السياق ذاته اعتبر الفنان محمد الملاخ، عضو الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن تنظيم المهرجان أسند إلى أشخاص غير احترافيين، مشددا على أن الثقافة والفن مجالان حيويان يقتضيان تخطيطا رصينا والاشتغال طيلة السنة و عدم الاقتصار على سبعة أيام أو فصل الصيف. أما عبد اللطيف الزين النائب الأول لاتحاد النقابات الفنية أنه تم إقصاء الفنانين المهنيين المغاربة، وأنه كان يجب على الأقل التشاور مع الهيآت النقابية الفنية االممثلة بالمغرب واعتبر أن ولاية الدارالبيضاء استقدمت أشخاصا فشلوا في تجارب سابقة بالصويرة ومراكش ووضعتهم على رأس اللجنة التنظيمية ، وأن المغرب بات قبلة لأنشطة ومهرجانات دخيلة على الجسم المغربي المتشبع بالثقافة الأصيلة. ادريس الكنبوري- سعيد الدهري