في الصورة مصطفى بغداد تأجج فتيل الصراع مرة أخرى بين "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، وجملة من المطربين الشباب ممن تألقوا خلال المحطات السابقة ل"المهرجان الوطني للأغنية المغربية"، حيث طفت على سطح الأحداث من جديد، أسطوانة مُطالبة مجموعة من المطربين نقابة "مصطفى بغداد" بمبالغ مالية تقدر بالملايين، هذه الأخيرة كانت مرصودة للفائزين بالجوائز الثلاثة الأولى لمهرجانات الأغنية المغربية، مُهددين بإمكانية لجوئهم للمحاكم في حالة تشبث النقابة بحرمانهم من حقهم المشروع، مُطالبين في الوقت ذاته بضرورة إخضاع "نقابة بغداد" للرقابة المالية من قبل "المجلس الأعلى للحسابات". أخيرا، أفاضت نقطة نتائج "الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للأغنية المغربية"، كأس المشاكل التي راكمتها الدورات السابقة، حيث بمجرد إعلان لجنة التحكيم حجب الرتبة الأولى، أو ما يسمى ب"الجائزة الكبرى للمهرجان"، وترتيب ثلاثة متنافسين في الجائزة الثانية، تعالت أصوات مجموعة من الفعاليات الموسيقية والمهتمة بالقطاع الغنائي، مُنددة بالنتائج المُعلنة من طرف لجنة الدورة، مُعتبرة إياها مسا بالقيمة الفنية للمنتوج الغنائي الوطني، وتآمرا من طرف منظمي الدورة على مصير الأغنية المغربية، وهو ما حذا بالفائزين في الدورات السابقة إلى الجهر بمطالبة "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"بالمبالغ المالية التي كانت مرصودة للجوائز الثلاثة الأولى التي حصلوا عليها خلال المنافسات الغنائية الفارطة، مُوجهين أصابع الإتهام للنقيب "مصطفى بغداد"، يسائلونه عن مصير القيمة المالية التي خُصصت لجوائزهم السابقة والتي تقدر على حد تعبيرهم بالملايين، مؤكدين أن"النقابة" تمكنهم من تسلمها رغم مرور شوط من الزمن، مُشيرين في ذات السياق أن المسؤولين بالنقابة الحرة وفي مقدمتهم "مصطفى بغداد"، طلبوا من الفائزين بجوائز الدورات السابقة تسلم أظرفة فارغة أمام عدسات الكاميرا وفي حضور الجمهور المتتبع خلال حفلات اختتام تلاك المهرجانات. بل إن أصواتا من بينهم لوحت بإمكانية اللجوء للمحاكم المغربية لتصفية المشكل قضائيا، في حال تعذر وصولها إلى حل مُستعجل مع قيادة "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" بخصوص مُستحقاتها عن الجوائز التي فازت بها في المحطات السابقة، فيما طالبت أصوات أخرى بضرورة دخول المجلس الأعلى للحسابات على الخط، للوقوف على التجاوزات والخروقات التي عرفتها عمليات التسييرين المالي والإداري، أثناء تدبير شؤون هذه النقابات الفنية، التي عات بعض قيادييها فسادا في ميزانيتها المشكلة أصلا من المال العام الذي يخصم أساسا من جيوب دافعي الضرائب. وجدير بالذكر ان "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" دأبت بتنسيق مع جمعية "الأطلس الكبير" وبمعية مجموعة من الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين، على تنظيم دورات "المهرجان الوطني للأغنية المغربية" منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، وهي تظاهرة فنية يتم خلالها التنافس بين الإبداعات الوطنية في مجال الأغنية المغربية، تأسيسا على تحفيزات مالية يخصصها المهرجان للفائزين الثلاثة الأوائل، بهدف خلق أجواء حقيقية للمنافسة الشريفة المبنية على التحفيز، والرامية من جهة أخرى إلى الدفع في اتجاه تطوير المنتوج الغنائي الوطني، والسمو به إلى المراتب التي يستحقها داخل أجندة الأغنية على صعيد الوطن العربي. في ذات السياق أشارت الفنانة المغربية "فاتن هلال بك" الفائزة بالجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية لسنة 2006، الذي تنظمه "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" وجمعية "الأطلس الكبير"، أنها لم تتسلم القيمة المالية التي كانت مخصصة آنذاك للجائزة الأولى، التي فازت بها بمراكش، عن أدائها أغنية "حبيبي لما عاد" للمطرب المغربي الراحل "إسماعيل أحمد"، مُشيرة أنها لما طالبت بحقها وقتئذ، وعدها القائمون على إدارة المهرجان بإنجاز أغنية لفائدتها، إلا أنهم خلفوا وعدهم ولم ينجزوا الأغنية، كما لم يُسلموها المبلغ المالي، الذي كان محددا في 3 ملايين سنتيم، مُؤكدة في ذات الصدد أن منظمي المهرجان طلبوا منها خلال حفل اختتام دورة المهرجان تسلم ظرف فارغ على أساس أن به "شيكا" بمبلغ 3 ملايين قيمة الجائزة، بعد أن التزموا بتسليمها المبلغ في وقت لاحق، إلا أنهم استمروا في المراوغة مُعتمدين في ذلك على لغة التسويف. وحول تصريحات "مصطفى بغداد" ل"المشعل" أنها قد صرفت الشيك المتعلق بالجائزة إياها بتاريخ 31 ماي 2008 من بنك "مصرف المغرب" بمبلغ وقيمته 16 ألف درهم، أكدت " فاتن هلال بك" ل"المشعل"أن بغداد يتعمد خلط الأوراق لأن المبلغ الذي صرح به يتعلق بالجائزة الثانية عن الدورة 12 المنظمة سنة 2008، وليس بالجائزة الأولى عن سنة 2006، مؤكدة في ذات الصدد تمسكها بالمطالبة بحقها في 3 ملايين سنتيم عن الجائزة الأولى لعام 2006. وقد عبرت الفنانة "فاتن هلال بك" في تصريحها ل "المشعل" عن أسفها الشديد تجاه السلوكات التي تصدر عن جهات يفترض فيها الدفاع عن حقوق الفنانين وتشجيعهم وتحفيزهم أيضا على الخلق والإبداع، مُؤكدة أن هذه الأشكال من التلاعب تؤشر بكل وضوح على أن ممارسيها لا يصلحون البتة لتحمل المسؤولية أو لتمثيل الفنانين بالمرة، مضيفة أن جميع البلدان العربية تشجع مطربيها وتحفزهم ماديا ومعنويا باستثناء المغرب، ملمحة أن تواجد بعض الأشخاص في مراكز المسؤولية يسيء للأغنية المغربية على مجموعة من المستويات. في سياق متصل أفاد المطرب "وسام الشرع" الفائز بالجائزة الثالثة بمهرجان الأغنية المغربية في دورته لسنة 2006، المقامة بمراكش، عن أدائه أغنية "ماتاقش بيا" للمطرب "عبد الهادي بلخياط"، أنه لم يتسلم إلى حدود الساعة القيمة المالية المخصصة للجائزة التي فاز بها والمحددة في عشرة ألاف درهم، كما لم تنجز له الأغنية التي وُعد بها مقابل قيمة الجائزة. ورغم مُحاولاته المتواصلة مع إدارة "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، لم يتمكن "وسام " من الحصول على شيء، والغريب يضيف "الشرع" في تصريحه ل "المشعل" أن النقابة حرمته أيضا من المشاركة في التظاهرات الفنية التي تنظمها داخل أرض الوطن. في ذات الموضوع أكدت الفنانة "سلمى القرشي" الفائزة بالجائزة الأولى في مهرجان الأغنية الدينية، الذي نظمته "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" بالبيضاء سنة 2007، عن أغنية (عليه صلاة الله وسلامو) للمطربة الراحلة "أسمهان"، أنها لم تتسلم المبلغ المادي المُخصص للجائزة إياها، مُشيرة أنها لم تتمكن من الالتحاق بالنقابة لأجل التمرين على الأغنية التي أنجزتها لفائدتها. وأشارت "سلمى القرشي" في معرض تصريحها ل "المشعل" أنها شاركت في العديد من التظاهرات الفنية المغربية منها (برنامج "نجوم ونجوم" بالقناة الثانية) وحصلت على العديد من الجوائز المتقدمة في العديد من المناسبات المغربية، مؤكدة أنها لم تتسلم أي مبلغ من نقابة "بغداد" إثر فوزها بالجائزة الكبرى للأغنية الدينية. من جانبه أكد "يوسف الجريفي" الفائز بالجائزة الكبرى للدورة التاسعة لمهرجان الأغنية المغربية، عن مشاركته بأغنية "الأشواق" للراحل "محمد الحياني"، أنه لم يتسلم القيمة المالية المُخصصة للجائزة، كما لم تترجم الوُعود المُتعلقة بتكفل "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" مصاريف إنجاز الألبوم الغنائي الذي التزمت به، مُضيفا أن هذه الأشكال من الاستهتار تساهم بشكل كبير في تضييق الخناق على المُبدعين الشباب من الأجيال الصاعدة. وأشار "يوسف الجريفي" في تصريحه ل "المشعل" أنه شارك ضمن فعاليات مهرجان "الإسكندرية الدولي" بمصر باسم النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، وتمكن من الفوز بجائزة "أحسن أداء"، إلا أنه فوجئ على حد تعبيره عند عودته إلى أرض الوطن بالنقيب "مصطفى بغداد" يُطالبه باقتسام القيمة المالية للجائزة المحصل عليها بالإسكندرية، علما أن الجائزة كانت ل "أحسن أداء" وليست جائزة عن اللحن أو الكلمات، يؤكد يوسف الجريفي. بل إن الأمر لم ينته عند هذا الحد، حيث عمد النقيب "مصطفى بغداد" إلى رفع دعوى قضائية ضد المُطرب الشاب العائد من "مهرجان الإسكندرية الدولي"، مُطالبا إياه باقتسام مبلغ الجائزة يضيف الجريفي إلا أنه لم يفلح في ذلك، بالرغم من إلحاحه الذي مازال مُستمرا. وفي سياق مُتصل فإن "يوسف الجريفي" شارك في "مهرجان تونس" وحاز على الجائزة الكبرى، عن أدائه أغنية "يا بنت الناس" للمطرب عبد الهادي بلخياط، كما حظي بشرف المُشاركة في حفل ب "دار الأوبرا" المصرية، وشارك أيضا في العديد من البرامج التلفزيونية المغربية (أهل المغنى، ليلتي، السهر لكم، الخالدات، نجوم ونجوم، نغموتاي). هذا، وعبر "الجريفي" عن أسفه الشديد جراء مُمارسات بعض المحسوبين على مجال الأغنية المغربية، مُعتبرا تواجدهم في مراكز القرار بمثابة نغمة نشاز ضمن سيمفونية الأغنية المغربية. من جانبها أشارت المُطربة المغربية "حياة الإدريسي" أن انسحابها ومجموعة من المبدعين المغاربة من المكتب المسير ل "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، في التسعينات ، فرضته عدة اعتبارات أبرزها عدم التزام بعض القياديين بالمبادئ والأخلاقيات والقيم التي يتضمنها القانون الأساسي لذات النقابة، مُضيفة أن التواجد داخل المكتب القيادي آنذاك، جاء انطلاقا من القناعة بالدفاع عن المصالح المُشتركة للمبدعين وحمايتها، مع العمل بالموازاة مع ذلك على تنظيم القطاع وتحصينه بما يضمن حقوق الفاعلين فيه، لكن غياب هذه الرغبة أو بالأحرى انعدامها لدى بعض قياديي هذه النقابة، دفعنا مُجبرين إلى الانسحاب منها جماعة حفاظا على ماء وجهنا، تقول "حياة الإدريسي". وفي معرض تصريحها ل "المشعل" أضافت "الإدريسي" أن العمل النقابي يجب أن تحكمه العديد من الضوابط أهمها نكران الذات والعمل على خدمة المصالح العليا للقطاع، للأسف تضيف أن عناصر من "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، خرجوا عن هذا الخط وباتوا يدافعون عن مصالحهم الشخصية وعن أقربائهم وأتباعهم من المنتمين والمنتسبين للقطاع، وعليه كان لا بد من الانسحاب باعتباره الحل الوحيد للخروج من هذا المطب، مُؤكدة في ذات السياق أن عددا من المُطربين المغاربة، استغلوا وقتها فضاء النقابة للظهور في المهرجانات والتظاهرات الفنية التي تنظمها، مشيرة أنها طيلة مُدة تواجدها بمكتب "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" لم تستفد ولو بفلس واحد من أنشطتها، لأنها كانت على حد تعبيرها تعتبر تواجدها بالمكتب واجهة نضالية للتضحية والدفاع عن الحقوق المشروعة للفنانين المغاربة. للأسف هذا الحس لم يطبع نفوس أغلب أعضاء المكتب المسير وقتها، تؤكد "حياة الإدريسي". مُشددة في ذات الصدد على ضرورة إخضاع النقابات الفنية للمراقبة المالية في تلميح منها ل "المجلس الأعلى للحسابات"، وضرورة تتبعه ومراقبته المتواصلة لعمليات الصرف المالي التي تنهجها هذه الإطارات النقابية التي تستفيد من إعانات ومنح الدولة، وتصرفها في أمور لا علاقة لها بالنقابة، مُلمحة في السياق ذاته أن بعض القياديين بالنقابات أصبحوا من ذوي الأملاك الخاصة على حساب الأموال العمومية. من جهتها أكدت المطربة "شامة المغربية" الفائزة بالجائز الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية، عن أدائها أغنية "الله عليها زيارة" للمطربة "غيثة بنت عبد السلام"، أنه تم النصب عليها من قبل " النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، وذلك إثر تلاعب عناصر من قيادتها بالقيمة المالية التي كانت مخصصة للجائزة التي فازت بها في دورة 2007 للأغنية المغربية، التي أقيمت بمراكش. مُؤكدة أنها عند إلحاحها على التزام النقابة الحرة تسليمها المبلغ المالي المخصص للجائزة، والمحدد في 3 ملايين سنتيم، وعدها السيد النقيب أن نقابته ستتكلف بإنجاز أغنية لفائدتها، كما ستمكنها من المُشاركة في جميع التظاهرات الفنية التي ستنظمها النقابة بما فيها المشاركات العربية، للأسف إن شيئا من هذا لم يترجم، تقول شامة المغربية. وأضافت المطربة "شامة" في معرض تصريحها ل "المشعل" أنها ما تزال مُتمسكة بحقها في الحُصول على المبلغ المالي الذي مازال بذمة نقابة "بغداد"، مُهددة باللجوء إلى القضاء في حال استمرار هذه الأخيرة في التماطل عن تسليمها المبلغ المالي المخصص للجائزة، مؤكدة أن النقيب "مصطفى بغداد" قال لها بالحرف "هديك 30 ألف درهم ماغديش نعطيوها ليك، ولكن غادي نديرو ليك بها أغنية، وغادي نصيفطوك للدولة المصرية، ونضمنوا ليك المشاركة في مهرجانات المغرب"، للأسف أنه لم يلتزم بإنجاز الأغنية التي وعد بها مقابل المبلغ إياه، وأن أيا من وعوده لم يتحقق، الشيء الذي دفعها إلى الجزم بأن "بغداد" نصب عليها، مُشيرة أن هناك مُطربين آخرين لم يتسلموا المبالغ المالية المُخصصة للجوائز التي حصلوا عليها في جميع مهرجانات الأغنية المغربية السابقة. في ذات الصدد أشارت "شامة المغربية" أن "بغداد" طلب منها مبلغ (2 مليون سنتيم)، مقابل ضمان مُشاركتها في مهرجان ب "مصر"، مُستغربة في الوقت ذاته ومُتسائلة عن الدور الذي يُمكن أن تلعبه النقابة لتشجيع الطاقات المُبدعة وفي تحفيز المُطربين المغاربة، وأيضا في حماية المجال الفني وتنظيمه، مُلمحة إلى أن هذه الممارسات تضرب مصداقية "النقابات المغربية" في الصميم، وتُهدد بالتالي مُستقبل الأغنية المغربية، لأن إحباط الفائزين الأوائل في مهرجانات الأغنية المغربية، يحمل أكثر من معنى وأقوى من دلالة، ويُؤشر من جهة على أن تواجد بعض الأسماء في مواقع المسؤولية وسلطة القرار، يسيء للأغنية المغربية وللمجال الفني بالمملكة. مصطفى بغداد أمين عام "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" ل" المشعل" أنا بريء مما يزعم هؤلاء المطربون الشباب أكد النقيب "مصطفى بغداد" أن تصريحات المُطربين الشباب، المُتعلقة بعدم حُصولهم على المبالغ المالية التي كانت مُخصصة للجوائز المرتبطة بمهرجانات الأغنية المغربية، التي تنظمها "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة"، عارية تماما من المصداقية ولا أساس لها من الصحة، مشيرا في السياق ذاته أن ذمة النقابة بريئة على مجموعة من المستويات، مما يروج له هؤلاء المطربون، مُعتبرا إياهم يفتعلون الكذب والبهتان للتشويش على مصداقية النقابة. المعروف أن لكل مهرجان تنظمه "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" بلاغا خاصا به، يتحدد بموجبه ما إذا كان لجوائزه الأولى مبالغ مالية أم لا، وفي حالة تخصيص قيمة مالية للجوائز فإن الفائزين يتسلمون "الشيكات" مُباشرة خلال حفل الاختتام. وليست هناك حالات تثبت العكس، أما بالنسبة للمُطربة "فاتن هلال بك"، فهي حازت على الجائزة الثانية مُناصفة، وتسلمت "شيكا" بالمبلغ في حينه، صرفته بتاريخ (31 ماي 2008 من الوكالة البنكية "مصرف المغرب")، ولنا من الحُجج ما يثبت ذلك، علما أن لجنة التحكيم هي التي تسلم الجائزة مع اختتام كل دورة، إضافة إلى أن البلاغات الرسمية التي تُصدرها النقابة بهذا الخصوص تحدد المبالغ المرصودة لكل جائزة على حدة، وهناك من الدورات من لم تُخصص لجوائزها أي مبالغ مالية. المطربة "شامة المغربية" تُهدد باللجوء إلى القضاء ضد "النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة" بخصوص عدم توصلها بالقيمة المالية عن جائزتها الأولى بمهرجان الأغنية المغربية؟ من حقها أن تتوجه إلى القضاء، إذا ما كانت النقابة فعلا قد سلبتها حقها، لكن الحقيقة أن المُطربة "شامة المغربية" وعدتها النقابة بإرسالها للمشاركة في مهرجان "بوكرنين" بتونس، وقد تم ذلك بالفعل وتمكنت من الحصول على الجائزة الثالثة هناك، مما يعني أن النقابة لم تخلف الوعد معها. "شامة" تؤكد أن وعدكم لها تعلق بمهرجان "الإسكندرية الدولي" بمصر، وأنكم طلبتم منها أداء ما قيمته 20 ألف درهم، لأجل المُشاركة فيه، هل هذا صحيح؟ المشاركة في المهرجان بمصر تتطلب حسب الشروط "المصرية" أداء (200 دولار) كقيمة للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان، وأن ما طلبناه من "شامة" يرتبط بهذا الشرط فقط، وأتحدى أيا كان أن يدلي لنا بوثيقة طالبناه فيها بأداء مبالغ خارج هذا الشرط. إضافة إلى أن النقابة ترسل نسخا من الأغاني المعنية بتمثيل المغرب إلى إدارة المهرجان بمصر، وهناك تعمل الإدارة على اختيار الأغاني التي تراها مناسبة أو مستحقة للمشاركة، هذا إضافة إلى أن المطربين المغاربة مُطالبين بأداء 50 في المائة من قيمة تذكرة الطائرة. هذه الأمور تنظمها قوانين مُسطرة، لذلك فهي لا ترتبط بالمزاج أو الزبونية أو ما شابه. بالنسبة للمطربة "فاتن هلاك بك"؟ هلال بك" أخذت مبلغ الجائزة مقابل "شيك" وصرفته، ولنا من الأدلة ما يسد عين الشمس في هذا الباب، أما فيما يتعلق بالوعد الذي قطعته النقابة على عاتقها، بخصوص إنجاز أغنية ل "فاتن هلال بك"، فإن الأمر يرتبط فقط بالتراتبية، لأن هناك أسماء أخرى قبلها يجب أن تستفيد من هذه العملية، وحال الوصول إلى اسمها ضمن القائمة، فإنها ستستفيد كالآخرين. وقد أنجزنا في هذا الصدد العديد من الأغاني لمجموعة من المُبدعين من بينهم "يوسف الجريفي"، الذي شارك بالأغنية التي أنجزتها له النقابة ضمن فعاليات "مهرجان الإسكندرية الدولي"، وحاز هناك على الجائزة الثانية، إلا أنه للأسف "هرب بالفلوس" دون أن يُعطي الملحن وكاتب الكلمات نصيبهما من الجائزة. يوسف الجريفي صرح ل "المشعل" بأنه حاز على جائزة "أحسن أداء"، بعيدا عن اللحن والكلمات، مُؤكدا أن لا حق لهذين الأخيرين في مطالبته باقتسام مبلغ الجائزة معهم، ما هو ردكم؟ الحقيقة عكس هذا تماما، فهو حاز على الجائزة الثانية عن الأغنية لحنا وأداء وكلمات، أما جائزة "أحسن أداء" فهي منفصلة تماما عن المرتبة الثانية، وهذا ما تُؤكده البلاغات كما أن صفحات الانترنيت كفيلة بتوضيح الأمر أكثر. فنحن لا نفتعل الزوابع أو نختلق الأشياء من خيالنا، هذا أمر واقع ومُدون بالحجج والأدلة القاطعة. ماذا عن الأسماء الأخرى كسلمى القرشي ولبنى الأمراحي ونجية بغداد وعبد المطلب، الذين لم يتسلموا شيئا عن الجوائز التي فازوا بها؟ هؤلاء شاركوا في "مهرجان الأغنية الدينية"، وهذا المهرجان لا علاقة لجوائزه بأية قيمة مالية، فهو يمنح الحق للفائزين بإنجاز أغاني لفائدتهم فقط، مما يعني أن الظروف تختلف من مهرجان لآخر حسب البلاغات المرتبطة بكل منهم، وأن عملية إنجاز الأغاني للمطربين الفائزين تتطلب هي الأخرى شروطا خاصة بها، وتتحكم فيها أيضا عناصر أخرى لا يتسع المجال لذكرها في سطور، وفي مُستهلها الإبداع، وهذا الأخير لا يمكن تحديد سقفه الزمني. حدث مرة أن احتجت المطربة "نعيمة سميح" عن إدراجكم اسمها ضمن أجندة التكريمات المُتعلقة بمهرجان "الأغنية العربية"، دون أخذ الإذن منها، ما هي دوافع هذا الاحتجاج في نظركم؟ المطربة "نعيمة سميح" اتصلت بها شخصيا وأخبرتها بموضوع تكريمها ضمن إحدى دورات مهرجان "الأغنية العربية"، ووافقت على ذلك بحضور شهود، للأسف أنه لما تم الإعلان عن ذلك، اتصلت بنا "نعيمة" وأبدت احتجاجها وعدم مُوافقتها، فما كان من أمرنا إلا أن عقدنا اجتماعا عاجلا عقبته ندوة صحفية، تم الإعلان فيها عن تعويضها بالمطربة "سميرة بنت سعيد". حيث تم على الفور تغيير جميع المُلصقات والمطبوعات التي كانت تحمل اسم وصورة "نعيمة سميح" وعوضت باسم وصورة "سميرة بنت سعيدة".