تعززت الساحة الثقافية بالجنوب الشرقي عموما، وإقليم تنغير على الخصوص بإصدار مؤلف حكائي سردي عنوانه : أورق من تودغى : نصوص حكائية للمؤلف: زايد جرو ، والكتاب يتضمن نصوصا سردية، يتداخل فيها الأدبي والأنتربولوجي والسيكولوجي والسوسيولوجي. و يرمي المؤلف إلى : * حفظ الذاكرة الفردية لمجموعة من الشخوص التي تركت بصماتها في التاريخ الشعبي المغربي ، والتي طالها النسيان وأراد الكاتب رد الاعتبار لها، ولو بالقليل عبر الخيال الاسترجاعي. * نصوص تربوية تُبين المصير المحزن والمأساوي، لبعض المتعلمين الذين ينقطعون عن الدراسة، رغبة في الضفة الأخرى ، فكان سفرهم بلا وجهة ، ودربهم انتهى دون تخطيط استراتيجي مسبق، فبدأ التأسف على فقدان الصف الدراسي لكن بعد فوات الأوان. * نصوص تُبين الجد والكد لرجل تعليم ،أفنى عمره في أداء الواجب التربوي لينتهي به المطاف، وسط الزحام داخل المدينة ، وراتبه ينتهي في الطريق قبل وصول البيت فتتضاعف معاناته يوما بعد يوم، وهذه الصورة المستحضرة عبر الحكي تتقاطع مع معاناة الشعراء المحدثين بالمدينة والاغتراب في شعر الحداثة . * نصوص تحفظ الذاكرة الجماعية، لها علاقة بالقصور القديمة في الجنوب الشرقي . * نصوص يتداخل فيها الموروث الثقافي الأمازيغي والعربي. * نصوص : فيها شخوص قدمت ولا زالت تقدم الكثير لمدينة تنغير. وهي نصوص فنية جرى التنظير لها والتنظيم منذ مدة أرقت الكاتب في بحث عن مستويات الخيال ودرجاته فيها، فحفر ونبش في الوجدان ،من أجل تقديم مادة معرفية تربوية للقارئ، قابلة لقراءات نقدية رصينة، من أجل كشف المنظومات الرمزية والحضارية المتداخلة فيها.
والكتاب من الحجم المتوسط ويضم ، 130 صفحة، والغلاف الخارجي يتضمن لوحة تشكيلية للفنان محمد الزياني، من مدينة تنغير ، وبذلك يحقق الغلاف هدفا آخر يتجلى في التعريف بهذا الفنان ،الذي طاله النسيان بالمدينة، كما يهدف الكاتب من خلال هذا الجمع بين الصورة والكتابة إلى إبراز التداخل بين فن الكتابة وفن الصورة ، التي تحمل جانبا تراثيا لمدينة تنغير. وهي أوراق يفتح الكاتب من خلالها طريق الاستمتاع بالكلمة والصورة والصدق والتمويه كما قال في المقدمة ، ويضعها بين يدي القارئ أمانة لِيصنع بها ما يراه نافعا لائقا . الكاتب والمؤلف ، زايد جرو مهتم بالكتابة النثرية ،مراسل صحفي لجرائد وطنية مكتوبة والكترونية ، مدرس لغة عربية تأهيلي ، بمدينة تنغير ، وأتقدم باسمي وباسم كل المهتمين بالشأن الثقافي والصحفي بمدينة الرشيدية بأحر المتمنيات له، ونقول له كل الشكر أستاذي على كل ما كتبته من مواضيع حول مدينة تنغير والجنوب الشرقي عموما، ومن المنتظر قريبا أن يتم توقيعه بمدينة تنغير بالثانوية التأهيلية سيدي محمد بن عبد الله بأفنور، وسنوافيكم بحدث التوقيع لا حقا إن شاء الله ونتمنى منه المزيد.