كتبتُ في مقالةٍ إخباريَّةٍ سابقةٍ (الرابط:) عن مبادرةٍ تربويَّةٍ – ثقافيَّةٍ – اجتماعيّةٍ تُعَدُّ الأولى من نوعها بمدينةِ تنغير، وهي "ملتقى الكتاب والإبداع" في دورته الأولى، الذي امتد بين 17 و24 أبريل 2011. وهي مبادرة سهِرَ على تنظيمها سبع جهات، وهي: 1. جمعية شباب حلول - تنغير 2. جمعية صوت الشباب - تنغير 3. جمعية أصدقاء اللغة الفرنسية - تنغير 4. جمعية فن، شباب بلا حدود - تنغير 5. التضامن الجامعي المغربي – المكتب الإقليمي 6. نادي القراءة - الثانوية التأهيلية صلاح الدين الأيوبي – تنغير 7. المعهد العالي للتكنولوجية التطبيقية ITA Sup.- تنغير وقد تنوَّعت فقرات برنامجه (الرابط:) بين محاضرات وندوات، ودورات تكوينية، وورشات فنية، وورشات التوجيه التربوي، فضلاً عن مسابقات في المجال الأدبي والفني. وقد حرِصَت لجنة الأنشطة الموازية على توجيه الدعوات لكل المُسْهِمين في تنشيط فقرات البرنامج. لكنني فوجئتُ -شخصيّاً- عندما اطلعتُ على مقالة للأستاذ زايد جرو نُشِرَتْ له في جريدةِ "أصداء الجنوب"، في عددها الخامس الذي نُشِرَ بتاريخ 27 أبريل 2011. كتبَ فيه ذاتُ الأستاذ: "نظَّمَ أساتذة اللغة العربية والفلسفة العاملين بالثانوية التأهيلية إبراهيم بن الأدهم بمدينة تنغير ندوة أدبية تربوية في موضوع: «التصالح مع الكتاب قراءةً وتأليفاً»، بالثانوية الإعدادية زايد أحماد، تلبية لدعوة المكتب الإقليمي للتضامن الجامعي في شخص الأستاذين سعيد الفاضل ومصطفى الجوهري". وسأقف في هذه الفقرة على مجموعة من المغالطات، أو لنقل "مجموعة من الإهانات" التي تعرَّضَ لها الملتقى، وتعرَّضت لها الجهاتُ السبع المنظِّمة، من قِبَل الأستاذ الذي يتغنى بالقيم الأخلاقيَّةِ فيما قرأته له من مقالاتٍ، وفي مقاهيه الأدبيَّة!! أولاً: الندوة التي يتحدث عنها الأستاذ، نظَّمتها سبعُ جهاتٍ في تظاهرة سمَّتْها "ملتقى الكتاب والإبداع"، ولم ينظمها "أساتذة اللغة العربية والفلسفة العاملين بالثانوية التأهيلية إبراهيم بن الأدهم"! كما ذكرَ الصحفي المُحتَرَم في جريدة "أصداء الجنوب". ثانياً: ندوة «التصالح مع الكتاب قراءةً وتأليفاً»، كانت مقررة في برنامج "ملتقى الكتاب والإبداع"، والأساتيذ الذين نشَّطوا الندوةَ (ذ. سماعيلي علوي حفيظ، ذ. زايد جرو، ذ. مصطفى عقلي، ذ. محمد مالكي) كانوا مدْعُوِّين من قِبَلِ اللجنة التنظيمية للملتقى، وليس من قِبَلِ "المكتب الإقليمي للتضامن الجامعي، في شخص الأستاذين سعيد الفاضل ومصطفى الجوهري" كما مرَّرَ صاحب المقال. إلا إذا كان الأستاذ الفاضل لا يميِّزُ بين الرسالةِ (مرسلِها ومضمونِها) وبين القناةِ (أو لنقل: ناقل الرسالة). ثالثاً: ثمَّ كتب الأستاذ بعد ذلك: "وقد جاء هذا النشاط ضمن ملتقى الكتاب والإبداع في نسخته الأولى تحت شعار: «اقرأ.. تعبِّد الطريق للإبداع» (...)"، وهو كلامٌ هدفه أمران: أولهما أن يُظهِرَ الكاتبُ أنه صحفي ناقل للخبر، وكاتبٌ موضوعيٌّ، وثانيهما تضليل القارئِ حتى لا ينتبه لما تضمَّنه المقال من إهانةٍ للملتقى، ولمنظميه الحقيقيين. وفيما يلي نسخةٌ من الدعوة[1] التي وجهتها اللجنة التنظيمية للأساتيذ أصحاب ندوة: «التصالح مع الكتاب قراءةً وتأليفاً»، من أرشيف الملتقى، وتحملُ الدعوةُ كلَّ معلومات الملتقى (الشارة -logo-، اسم الأستاذ المدعو، تاريخ الملتقى، وتاريخ الندوة، شعار الملتقى، عنوان الندوة، مكان الندوة، توقيع منسق الملتقى).
وهنا تراودني أسئلةٌ كثيرةٌ، لكنني أكتفي بطرح بعضِها، وأترك بقيَّتَها لردودٍ أخرى سيأتي وقتُها: * لماذا تجَرَّأ الأستاذ زايد جرو على الملتقى بهذا الأسلوبِ المُهين للملتقى ذاتِهِ، وللجهات التي نظمته؟ * ما هدفُه من وراء تركيزه على "التضامن الجامعي"، واحتقاره للجهات الستِّ الأُخَرِ؟ وما محلُّ الأستاذين اللذين ذكر اسمهما في مقاله (في شخص الأستاذين سعيد الفاضل ومصطفى الجوهري) من الإعراب؟ * هل نحن أمام مقال صحفي لصحفي يحترم أخلاقيات المهنة، أم أننا في مصحةٍ "لمرضى حُبِّ الظهور"؟ * هل الغرض من مقال الأستاذ هو الإخبار أم التعريفُ بنفسِه، وبأصحابه؟ واعذرني أيها الأستاذ على جرأتي الزائدةِ، وعلى تجاوزي للأصباغ التي عهدتَها، وتحب أن يطليَكَ بها قرَّاؤُكَ، فقد أحسستُ بأنَّ ملتقى الكتاب والإبداع أهين بمقالكَ! إنها إهانةٌ حقيقيَّةٌ أن تكِدَّ جهاتٌ وفُرُقُها في عمل جبّارٍ، وتسهر عليه الليالي في اجتماعات تحضيريَّةٍ مكثَّفةٍ، وتصبر تحت حرِّ الشمسِ، وتصبِرَ على الريحِ العجاج (العواصف الرمليَّة) التي عرفتها المنطقة طيلة أيام الملتقى (وقد وقفتُ شخصيّاً على عدد كبير من فُرُقِ العمل من التلاميذ الذين أصيبوا بالحُمَّى نتيجةَ هذه الظروف القاسية) – إنها إهانةٌ حقيقيَّةٌ أن ينسُبَ الأستاذ الفاضل، والصحفي المحترَم، كلَّ هذه الجهود لنفسِه ولشخصين من أصدقائه باسم جهةٍ واحدة من الجهات السبع المنظِّمةِ. ومن هذا المنبر: ألتمس من الأستاذ الكريم أن يقدِّمَ اعتذارَاً مكتوباً في ذات الجريدةِ لملتقى الكتاب والإبداع، وللجهات السبع المنظِّمةِ. ملاحظة: ردي هذا جاء بصفتي: تنغيريّاً متتبِّعاً لكل تفاصيل الملتقى من جهةٍ، وبصفتي كنتُ مُنسِّقَه من جهةٍ ثانيّةٍ. بقلم: سليمان محمود تنغير، يوم الجمعة 29 أبريل 2011 ------------------------------------------------------------------------ [1]. ملاحظة: في الأرشيف نسخ موجهة لكل المدعوين الذين نشطوا محاضرات وندوات الملتقى طيلة الأسبوع الممتد بين 17 و24 أبريل 2011.