رمال عائشة موقيظ النازفة شخوص هذه المجموعة القصصية الصادرة عن دار إفريقيا الشرق بالدارالبيضاء، لهم تقريبا نفس المصير، وهو الشقاء والتيه والجنون. المؤلفة تكتب باقتصاد شديد، بمعنى أنه ليس هناك إغراق في الوصف. ولعل صاحبة الرمال النازفة تريد التأكيد على حقيقة محددة، مفادها أن السلوك هو الذي يهم. وإذا كانت ميالة أكثر إلى الكتابة الواقعية، بلغة عنيفة وحادة، فإنها في النص الأخير، الذي يحمل عنوان «الأعشاب»، أدخلتنا إلى عالم سوريالي، مغرق في القسوة. من هذا النص، نقتطف الفقرة الآنية: تقدم الآخر بالمنجل، وضعه على عنق الرجل، ثم حزه في حركة قوية، فشرشر الدم في كل اتجاه، ولكن المنجل كان قد بدأ يستعصي على يده كما في كل مرة، فأرسل إليه شتيمة، وأعاد الكرة.. هيهات للقاص المغربي محمد الشايب تضم هذه المجموعة القصصية الموسومة ب»هيهات»، عشر قصص قصيرة: ريح يوسف، هيهات، نرجس، فاكهة الممشى، الحب المشتت، شجرة التفاح، حين هطلت برشلونة، استقرار، طريق الكلام، ليلة المجنون. تتميز بتنوع فضاءاتها، وغرابة سلوكات شخوصها، كما أن هناك مسحة من الغربة المقرونة بالشقاء، نلمسها بالخصوص في نص «حين هطلت برشلونة»، ومنه نقتطف هذا المقطع: «عزيز وعائشة أيضا لاذا بهذه المدينة، هي تزوجت برجل في سن أبيها وهو يبحث عن امرأة في سن أمه يتزوجها، جاءا معا إلى برشلونة، كانا معا من ضفتين مختلفتين، هو من ضفة السياسة وهي من ضفة الشعر..». صدرت هذه المجموعة عن دارالنشر التنوخي. القصة القصيرة بين التجريب والتأويل عن منشورات جمعية الشعلة للتربية والثقافة، صدر عدد جديد من سلسلة ملتقى القصة، وهو يضم فعاليات الملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة الذي عقد بمراكش في مارس الماضي. قام بالإشراف على إنجاز هذا العدد، الأستاذان عبدالحق ميفراني ومنير الشرقي. وقد اشتمل -بالإضافة إلى النصوص القصصية- على مجموعة من الدراسات،حول أنتربولوجيا الجسد في الخطاب السردي المغربي المعاصر، بنية المحكي ومتخيله في المتن القصصي النسائي المغربي، القصة القصيرة جدا والأشكال النثرية البسيطة، في التجريبية والتجريب القصصي، إلى غير ذلك من الدراسات. اعتقال الغابة في زجاجة «اعتقال الغابة في زجاجة»: ليس فحسب مجرد عنوان للمصنف السردي الجديد الذي صدر مؤخرا للكاتب المغربي أنيس الرافعي عن «دار العين للنشر» بمصر (2011)، بل هو أيضا خلاصة للمشغل الجمالي الذي عكف عليه المؤلف خلال السنوات الأربع الماضية من -جل جعل كل من الفن السينمائي وموسيقى كناوة، بمثابة مراجع لا غنى عنها للتفاعل النصي. يقع الكتاب، الذي أشرفت على تصميم غلافه الفنانة بسمة صلاح، في 170 صفحة من القطع المتوسط، وهو يضم بين حناياه (22 قصة قصيرة) تهيمن عليها موضوعة «الموت « في قالب فانتازي يجسد أمثولة ساخرة حول لات الشرط الإنساني الأخير، أما من الناحية الفنية فيعكس طرازا من التجريب المرشد وغير الصاخب الذي يوفق بين جنوح الذائقة ومتطلبات التلقي، كما يمزج بين المحافظة على مقومات المعمار الحكائي وعناصر التجديد التي تنشد آفاقا أرحب للقول القصصي.