أضحى جزء من مقر المقاطعة الثانية التابع لبلدية الرشيدية مهدد بالانهيار في كل وقت وحين بسبب التصدعات والشقوق والثقب البارزة على جدران البناية التي مازالت تأوي مكاتب يشتغل بها موظفون, كالمكتب التقني, مكتب التصريح بالولادات ومكتب الإمضاءات الرئيسي. و يلاحظ عموم المواطنين الذين يحجون إلى المقاطعة الثانية للحصول على نسخة من عقد الازدياد أو تصحيح الإمضاءات , هذه التصدعات البارزة على الجدران وأنت داخل إليها من الجهة اليمنى, والتي باتت تهدد البناية بأكملها بالسقوط , خاصة وأن البناية التي تعود إلى البناء المعماري المغربي القديم, مبنية بالطوب, و يرجع تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية . ورغم هذه المخاطر التي استصغرها القائمون على الشأن العام, فما زال موظفون يقبعون في مكاتب ظنا منهم أنهم في مأمن من أي خطر, بعدما فطنوا في وقت سابق إلى هذه المخاطر ونقلوا مصلحة تصحيح الإمضاءات التي بات مكتبها ساقطا عندما تراءى للجميع الانهيارات البطيئة لجدرانه. وبناية المقاطعة الثانية بالرشيدية تفضح طبيعة النظرة التي مازالت عند أولي الأمور بهذه المدينة رغم الأموال التي صرفت على ترميمها أو إعادة بنائها الذي لم يغير من الواقع أي شيء . فكيف يسمح باستقبال المواطنين في فوضاءات لا تليق بهم, وهم الذين ينتظرون وثائقهم تحت الشمس والبرد و الأمطار خارج المكاتب التي لا تسع حتى لموظفيها أو بالكاد. فمكاتب المقاطعة صغيرة وضيقة ومعرضة لمختلف تغيرات المناخ, تفتقر إلى أبسط التجهيزات الحضارية. الموظفون يشتغلون بتجهيزات تقادمت و تناثرت من مكاتب وطاولات وكراسي , في وقت هم مطالبون بتلبية الطلبات المتزايد للمواطنين الخاصة بعقود الازدياد وتصحيح الإمضاءات وكل ما يتعلق بالأحوال الشخصية, مما يخلف أحيانا مشادات كلامية مع المواطنين . و واجهة المقاطعة الثانية لا تعكس ما تقوم به من خدمات للمواطنين, لأنها مجرد قناع يخفي واقعا بئيسا للإدارة البلدية بالرشيدية, وهذا الواقع يفضحه الجزء اليميني للمقاطعة الذي يظهر و كأن المواطن يلج قصرا من قصور التراث المعماري القديم الآيل للسقوط ليتمعن في الأقواس المبنية بالطوب والطين تسترجع خبايا التاريخ البعيد. هذه المقاطعة التي تتواجد بقلب المدينة , وبجوار عمالة الإقليم ومصالح أخرى , و جودها بهذا الشكل يفضح طبيعة النظرة التي مازالت هذه الإدارة تنقلها إزاء المواطنين, و مازالت تحيلهم على الحقبة الاستعمارية التي أنشأت فيه والتي كانت معروفة لدى ساكنة "قصر السوق ب بيرو عراب" Bureau Arabe في وقت يقال أن الإدارة يجب أن تتوفر على جميع المرافق اللازمة لراحة الموظف والمواطن,من كراسي ومقاعد و تجهيزات و حواسب, وحتى لايبقى المواطن واقفا تحت الشمس والبرد والمطر ينتظر الحصول على الوثائق من النافدة.