يحكى أن طفلة صغيرة إسمها سُلافة كانت تحلم بأن تصبح صحافية مرموقة وشهيرة تشير إليها الأصابع بالتنويه والتقدير، تفضح المفسدين وتكون صوت المظلومين. لم تكن لتختار هذا الحلم لولا تعلقها الكبير بأبيها حتى في تفاصيله الصغيرة، أباها الصحافي الذي كانت كلما رأته يحدث الناس من خلف الكاميرا تجري إلى حضنه وتطبع قبلة على خده، وتبدأ في تقليده. عادت سلافة ذات مرة من المدرسة فلم تجد أباها سألت عنه فكانت الصدمة فكان الإنفجار الكبير… طفلة ستنضجها معارك الحياة مبكرا، ستعلمها المسافة بين القنيطرة وسجن عكاشة بالدار البيضاء أن لا حلم في وطن يغتال سعادتها، لا حلم في وطن يسجن أبطاله، لا حلم في وطن يبتر صوت الحق، وينتصر لسطوة المفسدين، لا حلم في وطن جرف بصر جدها من أبيها بعدما لم تتحمل عيونه غزارة الدموع التي سالت على إبنه المسجون. عادت سلافة إلى المدرسة جسدا فقط، فاقدة لشهية الحياة، فسألتها المدرسة لما أنت شاردة؟ هل تفكرين بحلم آخر غير الصحافة؟ نعم حين أكبر أحلم أن أصبح مهاجرة..