جئن ليطمسن تلك المعتقدات السيئة عن المراهقةوليقلن بالفعل والعمل..لا بالقول فقط ..ليقررن بالدم.. ويؤيدن بالفكر..وليصرخن بأعلى صوتهن أن ما قالوه ليس صحيحاًجئن ليبرهنَّ على كلما قالوه واعتقدوه سيئاً عن المراهقة..جئن بكل ما يحملن من عبق التاريخ وعنفوانالتضحية وأمل الغد.. يحملن بين أيديهن أسمى معاني السمو والتقدير..سلكن دربالشهادة.. ومتن موتةً كريمةً ..إن ردهن كان اجمل وأروع الردودلأنهن أعدنالثقة بهذا الجيل الجديد بالنصر بإذن اللهوليس ذلك على الله بعزيز ..جلستإلى نفسي أتخيل وأتأمل وأتساءل؟؟ماذا لو جلسن قبل استشهادهن ليكتبن مذكراتهنوأحلامهنتُرى ماذا سيكتبن ؟؟هل سيكتبن حلمهن بفارس أحلامهن؟؟ ..أمحلمهن بقصرٍ كبيرٍ مملوء بالخدم والحشم!!لا والله!! لو كتبن!! لكتبن مذكراتهنوحلمهن الصامد في تحرير أرض الإسلام والعروبةوالأمجاد .. لكتبن حلمهن فيرفع راية الحق والنصر .. وفي خروج أجيال تسير على نهجهنومع ذلك لم يكتبن بالحبروالورقة...كتبن حلمهن بالدم والجسدفكانت كتاباتهن أروعنعم كانت أروعحكايات لبعض البطلات الشهيدات بإذن الله... وكيف كانت حياتهن قبل القيامبالعمليات البطولية التي طالما عيّر المفسدون بها الإسلام بأن المرأة مضطهدة ومبعدةعن الساحة، وأن الرجل أخذ حقوق المرأة وظلمها، ولكن في هذه الأمة ولله الحمد منيثبت عملياً بأن المرأة جزءاً من أجزاء هذه الأمة، وأنها لا تغيب حتى في ساحاتالقتال، وان كان غير عادل بموازين القوة التي نعرفها ولكن لا قوة إلا بالله عليالعظيم ولله الحمد وهذه بعض من تلك الحكايات.. وفاء إدريسنفذت عملية القدسالغربية"وفاء علي إدريس" بطلة سوف يتذكر اسمها جيداً، الإسرائيليونوالفلسطينيون أيضاً, وكل من يغار على فلسطين ويرفض سياسات شارون الدموية.فقدخطّت بجسدها الطاهر واحدة من أشرف العمليات الإستشهادية في السنوات الأخيرة, والتيأصابت العدو الإسرائيلي بالذهول لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن،ونجم عن العملية التي جرت الأحد بتاريخ 27/1/2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيلياًبالقدسالغربية. وقد جاء في البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى: "أنهاالشهيدة البطلة, ابنة الكتائب الأبية "وفاء على إدريس" البالغة من العمر 26 عاماً, ومن سكان قلعة الصمود مخيم الأمعري قضاء "رام الله" المشمولة بالحكم الذاتيالفلسطيني في الضفة الغربية.وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلالالأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, ويعدشقيقها مسعود مسؤولاً محلياً في حركة فتح بمخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين. وكانتإسرائيل قد اعتقلته في السابق. وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أنوفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوموقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخوأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملهاكالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"دارين ابو عيشةمنفذة عملية الحاجزالأمنيلم تكن دارين بالإنسانة العادية, فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلةالإسلامية بجامعة النجاح, ملتزمة بدينها وعلى خلقٍ عالٍ "بهذه الكلمات وصفت "ابتسام" شقيقتها الإستشهادية دارين محمد أبو عيشة 22 عاماً الطالبة بالسنة الرابعةبجامعة النجاح, وتسكن قرية بيت وزن قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي نفذتعملية إستشهادية مساء الأربعاء 27/2/2002 أمام حاجز عسكري صهيوني في الضفة الغربية, وهو ما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنود الاحتلال واستشهاد منفذة العملية واثنين منالفلسطينيين كانا معها.وتضيف ابتسام: "لم يكن استشهاد "وفاء إدريس" هو دافعدارين للتفكير بالشهادة, فمنذ أكثر من العام كانت تتحدث عن أمنيتها للقيام بعمليةإستشهادية, وأخذت تبحث عمن يجهزها للقيام بذلك"وتقول ابتسام: "ذات مرة توجهتدارين إلى "جمال منصور" القيادي بحركة حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني فيأغسطس 2001, وطلبت منه الانضمام إلى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس, وأعربت عن عزمها القيام بعملية إستشهادية. ولكن وجدت صدوداً من حركة حماس!! وقاللها الشهيد جمال (عندما ينتهي الرجال من عندنا سنستعين بكن للقيام بالعملياتالإستشهادية"لم يقنع هذا الكلام دارين كما تقول شقيقتها ولم ينقطع حديثها عنالشهداء والشهادة, وكانت كثيرة المشاركة في تشييع جثامين الشهداء والمشاركة فيالمسيرات.ويرجع المحللون المقربون من حماس سبب رد الشهيد جمال أنه ليس مرتبطاًبالجهاز العسكري لحماس ككل أعضاء المكتب السياسي للحركة كما أن مثل هذه الأعماليختص بها ذاك الجهاز وهو المعني بتجنيد الإستشهاديين وليس موقفاً سياسياً أو دينياًمن تجنيد إستشهاديات.دارين تؤكد في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون الشهيدة الثانية بعد وفاء إدريس لتنتقم لدماء الشهداء وانتهاكحرمة المسجد الأقصى"وأوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت وما زالتتحتل الصدارة في الجهاد والمقاومة, داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة دربالشهداء, وقالت: "وليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشاً منالإستشهاديين, ولن يقتصر دورها على البكاء على الابن والأخ والزوج, بل ستتحول إلىإستشهادية"وتشير والدتها إلى أنها لاحظت في الليلة السابقة لاستشهاد دارينإكثارها من قيام الليل وقراءة القرآن والصيام والقيام فإنها زادت من ذلك في الليلةالتي سبقت إستشهادها, ولقد خرجت من البيت ولم تودعني وكانت يومها صائمة.وتضيفشقيقتها قائلة: "عندما خرجت دارين من البيت قالت (أنا ذاهبة لشراء كتاب), ثم عادتبعد عدة ساعات, وبعدها خرجت, ولم نعرف إلى أين" وتضيف أنها "في الساعة العاشرة مساءالأربعاء اتصلت عبر الهاتف, وقالت: "لا تقلقوا عليّ, سأعود إن شاء الله, لا تخافواوتوكلوا على الله وفي الصباح سأكون عندكم" وكانت هذه آخر كلمات سمعتها منها, وسمعتها والدتي أيضاً.وتؤكد ابتسام أن دارين لم تكن عضوة في حركة فتح أو كتائبشهداء الأقصى, وأنها كانت من أنشط طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح.آيات الأخرسعروس بفستان الشهادةهذهالصبية الفلسطينية الحسناء طالبة في الصف الثالث الثانوي، لخصت مأساة الفلسطينيينبرسالة مفتوحة وجهتها إلى ثلاث جهات قبل أن تفجر نفسها في القدس. الجزء الأول منالرسالة وجهته إلى الحكام العرب قائلة "كفاكم تخاذلاً"، الجزء الثاني وجهته إلىالجيوش العربية الذين يجلسون في مقاعد المتفرجين ينظرون إلى بنات فلسطين وهن يدافعنعن الأقصى على حد وصفها ... وكان الجزء الثالث موجهاً إلى إسرائيل من خلال عمليتهاالبطولية التي نفذتها داخل الكيان الصهيوني بتاريخ 29/آذار/2002الشهيدة "الأخرس" من مواليد 20-2-1985, الرابعة بين أخواتها السبع وإخوانها الثلاثة, عرفتبتفوقها الدراسي, حيث حصلت على تقدير امتياز في الفصل الأول لعامها الدراسي, ورغممعرفتها بموعد استشهادها فإنها واصلت مذاكرة دروسها, وقضت طوال ساعات آخر ليلةتذاكر دروسها, وذهبت إلى مدرستها لتحضر آخر درس تعليمي لتؤكد لزميلاتها أهمية العلمالذي أوصتهم به.وحول ذلك تؤكد زميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة, والحرص علىإكمال مشوارهن التعليمي مهما ألم بهن من ظروف وأخطار. وتضيف هيفاء التي ما زالتترفض أن تصدق خبر استشهاد آيات: كانت آيات تحتفظ بكافة صور الشهداء في مقعدهاالدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء, ولكنلم يدر بخلدي أنها تنوي أن تلحق بهم, فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلعالانتفاضة, وهي أشد حرصاً على أن تحصد أعلى الدرجات في المدرسة.وفي يومالاستشهاد امتزجت الزغاريد بالبكاء فاليوم عرسها, وإن لم تلبس الفستان الأبيض وتزفإلى عريسها الذي انتظر يوم زفافه ما يزيد على عام ونصف!! وارتدت بدلاً منه بدلةالجندية والكوفية الفلسطينية, وتزينت بدمها الأحمر الحر لتحوله إلى عرس فلسطينييدخل البهجة والفرح على قلب أم كل شهيد وجريح. ففي شهر يوليو من العام 2002 كانالمتوقع أن تقيم آيات محمد الأخرس حفل زفافها كأي فتاة في العالم, ولكنها أبت إلاأن تزف ببدلة الدم التي لا يزف بها مثلها, لتصنع مجد شعبها الفلسطيني بنجاحها فيقتل وإصابة عشرات المحتلين الصهاينة في عملية بطولية ناجحة نفذتها في قلب الكيانالصهيوني.عرس لا عزاء:وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، اعتقد الجميع أن يُسمع صوت العويل والصراخ على العروس التي لم تكتملفرحتها, ولكن فوجئوا بصوت الزغاريد والغناء تطرب له الأذان على بعد أمتار منالمنزل, ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها, وتصف صباح آخر يومخرجت فيه "آيات" من المنزل, فقالت: "استيقظت آيات مبكرة على غير عادتها, وإن لم تكنعينها قد عرفت النوم في هذه الليلة, وصلت الصبح, وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتابالله, وارتدت ملابسها المدرسية لتحضر ما فاتها من دروس، فاستوقفتها, فاليوم الجمعةعطلة رسمية في جميع مدارس الوطن! ولكنها أخبرتني أنه أهم أيام حياتها, فدعوت اللهأن يوفقها ويرضى عنها"وتكمل الأم: وما كدت أكمل هذه الجملة حتى لاحظت بريقعينيها وكأني دفعت بها الأمل, ووهبتها النجاح في هذه الكلمات, فنظرت إليّبابتسامتها المشرقة, وقالت: هذا كل ما أريده منك يا أمي, وخرجت مسرعة تصاحبهاشقيقتها سماح إلى المدرسة.وداع سماح: وتستطرد والدة الأخرس بعد أن سقطتدمعة من عينها أبت إلا السقوط: وعادت شقيقتها سماح مع تمام الساعة العاشرة بدونها, فخفت وبدأت دقات قلبي تتصارع، فالأوضاع الأمنية صعبة جداً, والمخيم يمكن أن يتعرضللاقتحام في أي لحظة, وغرقت في هاجس الخوف ووابل الأسئلة التي لا تنتهي أين ذهبت؟وهل يعقل أن تكون قد نفذت ما تحلم به من الاستشهاد؟ ولكن كيف؟ وخطيبها؟ وملابسالفرح التي أعدتها؟ وأحلامها؟؟وبينما الأم في صراعات بين صوت عقلها الذي ينفي, ودقات قلبها التي تؤكد قيامها بعملية إستشهادية, وإذ بوسائل الإعلام تعلن عن تنفيذعملية إستشهادية في نتانيا, وأن منفذها فتاة, وتضيف الأم وقد اختنقت عبراتهابدموعها: فأيقنت أن آيات ذهبت ولن تعود, وأصبحت عروس فلسطين, فقد كانت مصممة على أنتنتقم لكل من "عيسى فرح" و "سائد عيد" اللذين استشهدا إثر قصف صاروخي لمنزلهماالمجاور لنا.صناعة الموت:ويشار إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أنتحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء, وخاصة الإستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبحمثلهم, ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها, فقضت أيامها شاردة الذهنغارقة في أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية إستشهاديةتنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم, وحطمت كافة القيود الأمنية, واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري, ليتم تجنيدها في كتائب شهداء الأقصى رغمرفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية.وأكدتوالدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكفالحديث عنها, وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب لهقبل أن يأتينا, وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت"أما شقيقتها سماح طالبة الصفالعاشر, وصديقتها المقربة, وحافظة سرها, فقد فقدت وعيها فور سماعها نبأ استشهادشقيقتها آيات رغم علمها المسبق بنيتها تنفيذ عمليتها البطولية, وتصف لنا لحظاتوداعها الأخير لها فتقول بصوت مخنوق بدموعها الحبيسة: رأيت النور يتلألأ في وجههاويتهلل فرحاً لم أعهده من قبل, وهي تعطيني بعض حبات الشوكولاته, وتقول لي بصوتحنون: "صلي واسألي الله لي التوفيق". وقبل أن أسألها: على ماذا؟ قالت لي: اليومستبشرين بأحلى بشارة, فاليوم أحلى أيام عمري حيث انتظرته طويلاً, هل تودين أن أسلملك على أحد؟ فرددت عليها باستهزاء: سلمي على الشهيد محمود والشهيد سائد, لأني علىيقين أنها لن تجرؤ على تنفيذ عملية بطولية, فحلم الاستشهاد يراود كل فتاة وشاب, وقليل جداً من ينجح منهم. ثم سلمت علىّ سلاماً حاراً وغادرتني بسرعة لتذهب إلىفصلها.وسكتت سماح برهة لتمسح دموعها التي أبت إلا أن تشاطرها أحزانها, وتابعتتقول: شعرت أن نظراتها غير طبيعية, وكأنها تودع كل ما حولها, لكني كنت أكذبأحاسيسي, فأي جرأة ستمتلكها لكي تنفذ عملية إستشهادية؟ ومن سيجندها, وهي ترفضالانضمام إلى منظمة الشبيبة الطلابية؟ ولكنها سرعان ما استدركت قائلة: هنيئا لهاالشهادة, فجميعنا مشروع شهادة.أما "شادي أبو لبن" زوج آيات المنتظر, فقبل ساعاتقليلة من استشهادها كانا يحلقان معاً في فضاء أحلام حياتهما الزوجية وبيت الزوجيةالذي لم ينتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة له قبل أن يضمهما معاً في شهر يوليوالقادم بعد انتهائها من تقديم امتحانات الثانوية العامة, وكاد صبرهما الذي مر عليهأكثر من عام ونصف أن ينفد, وحلما بالمولود البكر الذي اتفقا على تسميته "عدي" بعدمناقشات عديدة, وكيف سيربيانه ليصبح بطلاً يحرر الأقصى من قيد الاحتلالولكنفجأة وبدون مقدمات سقط شادي من فضاء حلمه على كابوس الإحتلال, ففتاة أحلامه زفت إلىغيره, وأصبحت عروس فلسطين, بعدما فجرت نفسها في قلب الكيان الصهيوني. وقال شاديبعبرات امتزجت بالدموع: "خططنا ان يتم الفرح بعد إنهائها امتحانات الثانوية العامةهذا العام, لكن يبدو أن اللهتعالى كتب لنا شيئاً آخراً, لعلنا نلتقي في الجنة, كماكتبت لي في رسالتها الأخيرة"وصمت شادي قليلا ليشخص بصره في "آيات" التي ما زالطيفها ماثلاً أمامه ليكمل: "كانت احب إلىّ من نفسي, عرفتها قوية الشخصية, شديدةالعزيمة, ذكية, تعشق الوطن, محبة للحياة, تحلم بالأمان لأطفالها, لذلك كان كثيراًما يقلقها العدوان الصهيوني". وأردف قائلا: "كلما حلمت بالمستقبل قطع حلمهاالاستشهاد, فتسرقني من أحلام الزوجية إلى التحليق في العمليات الإستشهادية, وصورالقتلى من العدو ودمائنا التي ستننزف بها معاً إلى الجنة, فنتواعد بتنفيذهامعاً.واستطرد شادي وقد أشرقت ابتسامة على وجهه المفعم بالحزن :لقد كانت فيزيارتي الأخيرة أكثر إلحاحاً علي بأن أبقى بجوارها, وكلما هممت بالمغادرة كانت تطلبمني أن أبقى وألا أذهب, وكأنها تودعني, أو بالأحرى تريد لعيني أن تكتحل للمرةالأخيرة بنظراتها المشبعة بالحب لتبقى أخر عهدي بها". ورغم أن شادي حاول جاهداً أنيظهر الصبر والجلد على فراق آيات, ليبوح لنا بأمنيته الغالية: "كنت أتمنى أنأرافقها بطولتها, ونستشهد معاً.. فهنيئا لها الشهادة, وأسأل الله أن يلحقني بهاقريباً..قريباً!! وستبقى عروس فلسطين آيات الأخرس مثلا وقدوة لكل فتاة وشابفلسطيني ينقب عن الأمن بين ركام مذابح المجرم شارون ويدفع دمه ومستقبله ثمناً لهذاالأمن.عندليب طقاطقةخُطّابيهنؤونيقالتها الشهيدة "عندليب خليل طقاطقة" إلى والدتها قبل أن تغادر منزلهالتنفذ عمليتها الفدائية في القدسالغربية الجمعة 12-4-2002 والتي أسفرت عن مقتل 6إسرائيليين وإصابة 85. قالت شقيقتها "عبير" 23 عاما: "استيقظت عندليب في الصباحالباكر كعادتها, وصلّت الصبح, ثم ألقت نظرة الوداع, نعم نظرة الوداع على إخوتها وهمنيام, الواحد تلو الآخر, والابتسامة تنير وجهها".أكملت عبير بعد ان أوقفهاالبكاء: "صنعت عندليب الشاي لوالدتي, أخبرتها أن أناساً سيأتون لخطبتها الجمعة, وأوصتها بأن تحسن استقبالهم"وردت عندليب عندما سألتها والدتها عن عائلة هذاالخطيب قائلة: "عندما سيأتون ستعرفيهم وتفرحين بهم, لأنهم سيحققونأمنيتي"وتستطرد عبير قائلة بعد أن أخذت نفساً عميقاً بحجم جراحها: "خرجت عندليبإلى حديقة المنزل قائلة: سأنزل إلى حديقة المنزل لأرّوح عن نفسي قليلاً فلا تقلقييا أمي"لم تنتظر عندليب حتى يوم الأحد 14/4/2002 لتحتفل بعيد ميلادهاالعشرين, لأنها آثرت أن تحتفل به في مكان آخر, وبشكل آخر, واستعجلت, وأطفأت ناررغبتها في الانتقام من اليهود, بدلاً من إطفاء شمعتها العشرين في منزل والدهاالمتواضع جداً في قرية "بيت فجار" قضاء مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وتكمل شقيقتها عبير: "الزواج حلم كل فتاة في سن عندليب, ولكنها كانت تحلم بأكبرمن الزواج والإنجاب..تحلم بالانتقام من جيش الاحتلال لجرائمه في جنين ونابلس،ولدماء الشهداء التي كانت تسيل"أما والدتها "أم محمد" 48 عاماً فما زالت تعيشهول الخبر, وترفض أن تصدق خبر استشهاد ابنتها عندليب, وتذرف دموعها على أمل أن تعودإليها اليوم أو غداً, بعد أن انتظرن ساعات نهار الجمعة 14/4/2002 قدوم من يخطبونابنتها ولكن دون جدوى, حيث اقتحم منزلهم العشرات من جنود الاحتلال بعد منتصف الليلللتأكد من هويتها وشخصيتها, مصطحبين معهم شقيقها "علي" 18 عاما, وابن عمها "معاذ" 20 عاما.ً"لم يسبق لها أن تحدثت عن السياسة أو تنظيمات المقاومة الفلسطينية, ولكنها كانت تكره الاحتلال وجرائمه"بهذه الجملة الممزوجة بالحزن والأسى بدأشقيقها "محمد" 26 عاماً حديثه "قضت معظم ساعات الليلة التي سبقت استشهادها معنا, وتبادلنا أطراف الحديث والابتسامة تعلو شفتيها, ولم نشعر للحظة واحدة أنهاستفارقها"وأكمل محمد قائلاً: "بل كانت تتحدث عن آمالها وطموحاتها في أن يتحسنوضعنا الاقتصادي, ونبني بيتاً كبيراً يتسع لجمعينا". مؤكدا أن "كثرة مشاهدتهالجرائم الاحتلال والدماء التي كانت تراق أنبتت فيها روح الانتقام للشهداء والجرحى, وبعثت عبر أشلاء جسدها المتفجر الذي لا يزيد عن 40 كجم رسالة إلى قادة الأمةالعربية ليتحركوا لنجدة شعبنا الفلسطيني, وتؤكد لهم أن حجمها النحيل قادر على أنيفعل ما عجزت عنه الجيوش العربية"عوناً لأسرتها: وكانت عندليب تعمل في مصنعللنسيج في بيت لحم منذ ما يقرب من عامين, بعد أن تركت مقاعد الدراسة وهي في الصفالسابع لتشارك في إعالة أسرتها المكونة من 8 أخوة وأخوات, حيث يعاني أكبر الذكور منمرض مزمن في عموده الفقري, بينما تعاني شقيقتها الوسطى من مرض القلب .وتعتبر "عندليب" رابع امرأة فلسطينية تفجر نفسها في قلب مناطق الاحتلال الصهيوني، انتقاماًلأرواح الشهداء والفلسطينيين الذين قتلوا بيد قوات الاحتلال الإسرائيليهبة دراغمةودعت أسرتها في طريقها لللشهادةالجامعية فحصلت على شهادةٍ خير منها وحققت حلم أخيهافشل الأخ في تحقيق حلمالشهادة، لكن الأخت استطاعت فعل هذا، بهذه الكلمات علقت "ميساء الطوباسي" جارةالاستشهادية "هبة عازم أبو خضير دراغمة"، على العملية الاستشهادية التي نفذتها هبةعصر الإثنين 19-5-2003 في العفولة شمال إسرائيل وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، وجرح 70 آخرين بينهم 13 في حالة خطرة.وأوضحت ميساء أن قوات الاحتلال اعتقلت "بكر" شقيق الاستشهادية هبة قبل عام ونصف تقريباً خلال محاولته القيام بعملية استشهاديةفي إسرائيل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يحكم على بكر بالمؤبد.وتصف ميساء حالةأهالي قرية طوباس بالضفة الغربية بعد وصول نبأ قيام هبة بعملية استشهادية إليهم،قائلة: "الذهول والاستغراب خيم على القرية بأكملها عندما علموا بنبأ قيام هبةبعملية استشهادية، فلم يكن أحد من أهل القرية يتوقع أن تنفذ هبة التي عرفهاالمقربون منها بالوداعة والهدوء، عملية استشهادية".كما تشير إلى أن أفراد أسرةهبة لم يصدقوا نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة؛ لأنهم كانوا يعتقدونأن هبة غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحقبقسم اللغة الإنجليزية.وتصف ميساء حال والد هبة بعد وصول نبأ قيام ابنته بعمليةاستشهادية، قائلة: "عندما سمع والد هبة من الناس في الشارع عن تنفيذ ابنته لعمليةاستشهادية، ذهب مسرعاً لمنزله، فلم يجدها هناك، وبعدها ذهب لمنازل شقيقاتها الثلاثالمتزوجات، فلم تكن هناك أيضاً، فأيقن صحة الأنباء التي يتناقلها أهاليالقرية".وتبلغ هبة عازم أبو خضير دراغمة من العمر 19 عاماً، وهي طالبة بالمستوىالأول جامعة القدس المفتوحة، قسم اللغة الإنجليزية، بقريتها طوباس، التابعة إدارياًلمدينة جنين.وإلى جانب الشقيقات الثلاث للاستشهادية فإن لديها 4 أشقاء أكبرهمبكر -19 عاما- وهو طالب في الثانوية الصناعية بنابلس ومعتقل حالياً في سجونالاحتلال بتهمة التخطيط لشن هجوم استشهادي في إسرائيل. وقال أقارب الشهيدة هبة: إنها ارتدت النقاب منذ فترة. ويؤكد أقارب الشهيدة هبة أنها تنتمي إلى حركة فتحوترتدي الحجاب والنقاب منذ فترة.وداهمت قوات الاحتلال فجر اليوم الثاني للعمليةمنزل الاستشهادية هبة، واعتقلت والدها "عازم أبو خضير دراغمة" -50 عاماً- ووالدتهاوأشقاءها ونقلتهم إلى جهة مجهولة، كما قامت بتفتيش المنزل بصورة دقيقة ومصادرة بعضالحاجيات المتعلقة بالشهيدة.وكانت هبة قد فجرت نفسها عصر الإثنين على المدخلالشرقي لمجمع "همعكيم" التجاري في مدينة العفولة شمال جنين.وحسب المصادرالأمنية الإسرائيلية فقد اشتبه حارس المجمع بالفتاة ومنعها من الدخول إلى السوق،لكن هبة قامت بتفجير نفسها محدثة دوياً هائلًا، وتبين أنها كانت تحمل عبوة وزنها 5كيلوجرامات.وقد تبنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وسرايا القدسالجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية وكشفت عن اسم منفذة العملية.هنادي جراداتالمحاميةدافعت عن حقها بطريقتها الخاصةلم ترغب أن تكون كباقيالمحامين في الدفاع عن حقها في ساحة المحكمة التي تنعدم فيها الديمقراطية بل لجأتإلى أسلوب آخر يرغم الجميع على سماع صوتها ومعرفة ما تريده، هذه هي المحامية هناديتيسير جرادات (29 عاماً) منفذة العملية الفدائية في مدينة حيفا المحتلة عام 48والتي أوقعت 19 قتيلاً وما يزيد عن 60 جريحاً بجروح مختلفة فقدمت هذه المرةالمرافعة الخاصة بها وبحق شعبها بطريقة نقلتها كل وسائل الإعلام ليعلم بها القاصيوالداني. ولدت هنادي في الحي الشرقي لمدينة جنين، لعائلة مكونة من 12 فرداً،ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهد قبل أرعة أشهر من تنفيذهاللعملية، وثائر 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارس المدينة.أكملت هنادي دراستهاالجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرج منها عام 1999، وحصلت على شهادةالبكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعمل في ميدان المحاماة للدفاع عنالمظلومين من أبناء شعبها، واستمرت في هذا المجال حتى أيامها الأخيرة وكانت نيتهاتتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة. تقول ميسون بنت عمها: "كانالجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها، فقد كانت متدينة بصورة فاقت إخوانها،كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاة والعبادة انتقاماً لأخيها وأبناءعمها."وتضيف ميسون مرت ساعات صعبة على العائلة يوم 14/6/2003عندما أقدمت القواتالإسرائيلية الخاصة باقتحام المنزل الذي تسكن به العائلة ومحاصرته والدخول عليه حيثقامت بتصفية كل من أخوها فادي وأبن عمها صالح جرادات 30 عاماً قائد عسكري للجهادالإسلامي بدم بارد أمام أعين أفراد العائلة، حيث كان يجلس فادي إلى جانب أحدشقيقاته عندما أطلق عليه الجنود النار مما أدى إلى استشهاده. هذه اللحظات وكماتصفها ابنة عم الشهيدة تركت "بصماتها الواضحة في نفسية كل من كان موجود في تلكاللحظة الصعبة"، وتضيف "وكان يمكن أن يشكل دافع لمحاولة الانتقام للوحشية التياستخدمت بحقهم بينما استشهد ابن عمها الثاني عبد الرحيم جرادات عام 1996 على حاجزالجلمة شمال مدينة جنين عندما كان يسافر هو وصديقاً له في زيارة حيث أوقفت القواتالإسرائيلية وقتها السيارة التي كانوا يقودونها وقامت بتصفية الشهداء الثلاثة عبدالرحيم وطارق منصور وعلاء أبو عرة. في حين استشهد أبن عمها الثالث محمد جراداتأخ الشهيد عبد الرحمن خلال الانتفاضة الأولى عام 87 . أخت الشهيدة هنادي وصفتشقيقتها أنها كانت منذ أسبوعين قبل الاستشهاد في صيام متواصل حتى أيام الجمعة،وخرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنها كانت كثيرة قراءة القرآنوتقوم الليل كثيراً، "عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصلي وهذا الأمر كان يتكررباستمرار وكثرة أما عائلتها البسيطة فهي تعيش في جو إيماني ويحاول توفير كل ماتستطيعه العائلة، فالأب الذي يعاني من مرض تليف الكبد استقبل نبأ استشهاد ابنتهبالحمد والثناء على النعمة التي قدمها الله له، وقال " أنا لا استقبل المعزيين بلاستقبل مهنئين باستشهاد بنتي وقالت والدة الاستشهادية هنادي غادرت المنزل وهي صائمةدون أن تظهر عليها أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي. وأعربت "عن فخرها واعتزازها بابنتها الاستشهادية وبما قامت به انتقاماً لشهداءفلسطين" وتعتبر هنادي الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتي ينفذن عملياتتفجيرية ضد أهداف إسرائيلية حيث كانت الأولى وفاء إدريس من مخيم الأمعري جنوبمدينةرام الله والتي نفذت العملية الفدائية بالقدس، في حين كانت دارين أبو عيشة صاحبةالعملية الثانية عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسهابينهم، تلتها الاستشهادية آيات الأخرس في متجر بالقدسالغربية، ثم عندليب طقاطقة منبيت فجار قضاء بيت لحم فقتلت ستة صهاينة وجرحت العشرات، وكانت الاستشهادية هبةدراغمة من الجهاد الإسلامي الخامسة فقتلت ثلاثة وجرحت نحو 70 آخرين، لتأتي هناديوتقتل 20 منهم وتجرح العشرات في حيفا.ريم الرياشيأمومتي دعمت إيمانيبقضيتيبصوتها الخجول المنخفض، رددت الاستشهادية الفلسطينية السابعة "ريمالرياشي" كلمات تقطر رغبةً وشوقاً للقاء ربها.. تلتها في شريط تصوير خاص، وطبقتهاعلى أرض الواقع.هناك في معبر بيت حانون الذي حولته إلى ساحة حرب حقيقية، حيثكان صدرها الميدان، وكانت أشلاؤها النيران وكانت الاستشهادية "ريم" العضوة في كتائبالقسام قد نفذت عملية فدائية بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح 14-1-2004 في معبر بيت حانون شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين، حينما قامت بتفجير حزام ناسف كانت ترتديه في مجموعة من خبراء المتفجراتالإسرائيليين نجحت في خداعهم، لتكون بذلك أول استشهادية فلسطينية من قطاع غزة، وأولاستشهادية من حركة حماسكل من يعرف "ريم" يقول: إنها كانت تتمتع بجرأة عالية،وليس أدل على ذلك من كونها متزوجة وأما لطفلين.. وقالت إحدى بنات عمومتها للصحفيين: "إن خبر تنفيذ ريم للعملية كان مفاجأة كبيرة وغير متوقعة بالنسبة للعائلة، لقدزارتنا قبل أسبوع فيما يشبه زيارة الوداع دون أن يظهر عليها شيء؛ لأنها كانت كتومةجداً ولم تتحدث عن مشروعها الاستشهادي لأي أحد.نشأت ريم في بيت مسلم متدين،لعائلة ميسورة الحال، حيث كان والدها يعمل تاجراً، ووكيلًا لأحد أنواع بطارياتالسيارات الألمانية، وأتمت "ريم" الثانوية العامة القسم العلمي بتفوق، حيث كانتتحلم بدراسة الهندسة، إلا أن زواجها حال دون ذلك.وفي وصيتها مضت "ريم" البالغةمن العمر 22 عاماً والأم لطفلين تقول: "أيها الناس: أتحبون أن تعلموا ما للشهيد عندربه؟ له سبع خصال، أولها: تغفر ذنوبه عند أول دفقة من دمه الطاهر، وثانيها: يجار منعذاب القبر، وثالثها: يؤمن من العذاب الأكبر يوم القيامة، ورابعها: يزوج من الحورالعين، وخامسها: يلبس تاج الكرامة، وسادسها: يلبس تاج الوقار اللؤلؤة فيه خير منالدنيا وما فيها، أما سابعها فيرى مقعده من الجنة، وبإصرار تؤكد "ريم" أنها تمنت أنتكون أشلاء جسدها شظايا تمزق "بني صهيون"، ومضت تقول مخاطبة دولة الاحتلال: واللهلو كسرتم عظامي ولو جزأتم جسدي، ولو قطعتموني فلن تستطيعوا أن تبدلوا ديني وتغيروارايتي، هذا هو لسان حالي، وكم قلت لنفسي: أيتها النفس، كنّي للصهاينة أعداء ديني كلالحقد، واجعلي من دمائي طريقاً سيري فيه إلى الجنة.موقف زوجهاويعبر "زيادعواد" -25 عاما- عن فخره واعتزازه بالعمل الذي قامت به زوجته "ريم الرياشي"، وقتلتخلاله 4 إسرائيليين وأصابت 10 آخرين ويضيف "عواد" الذي يعمل في بلدية غزة كمنقذ علىشاطىء البحر: ما قامت به زوجتي هو عمل يشرفنا ويشرف الأمة الإسلامية ويرفع رؤوسناورؤوس الدول العربية والمسلمة.. الحمد لله رب العالمين هذه كرامة من الله عز جلوالحمد لله على هذه العملية البطولية. مؤكدا تأييده المطلق لما قامت به زوجته،تطبيقاً لسنة الجهاد التي أصبحت فرض عين على كل مسلمة ومسلم في فلسطين وينفي "زياد" بشدة علمه بنية زوجته القيام بهذه العملية، مؤكداً أنه لم يعرف، ولم يشعر بأي شيءينم عن نية زوجته القيام بمثل هذا العمل، ويقول: "لم تقل لي أي شيء.. كل ما أستطيعقوله إنها في آخر فترة لاحظت أنها أكثرت من الطاعة، فكانت تقوم الليل، وتصوم النهارويوضح "زياد" أن "الفدائية ريم "طلبت منه في آخر لقاء جمع بينهما أن يسامحها، إذاما قصرت في حقه يوماً أو إذا كانت قد (غلبته) أو ضايقته، وهذا ما أثار الحيرة فينفسه، فلما سألها عن سبب هذا الطلب، قالت: "أنا أريد أن تسامحني فقط"، فقال لها: "الله يسامح الكل، وأنا أسامحك وعن الدافع الرئيسي وراء تنفيذ ريم لعمليتهاالاستشهادية، يجيب الزوج "زياد عواد" بلهجته الفلسطينية العامية: "كانت لما تشاهدفي التلفاز أبناءها وإخوانها يقتلون ويحاصرون ويذبحون تبكي وتقول: أين الأمةالإسلامية أين الدول العربية؟؟ فكنت أخفف عليها بالقول ربنا إن شاء الله ينصرالمسلمين وعن علاقته بزوجته الشهيدة يقول زياد: "الحمد لله كانت حياتنا في البيتطيبة وهنيئة، كانت تقول لي: أحلى الأيام عشتها معك، فكنت أجيبها بالقول: "على هوىنيتك ربنا أعطاك" زهرتا الربيعطفلان في عمر الزهور تركتهما ريم وراءها،هما: ضحى -عامان ونصف- ومحمد -عام و3 أشهر- كانت تحبهما حباً لا يعلمه إلا الله،كما قالت في وصيتها، إلا أن حبها لله كان أعظم، لم تخف حينما تركتهما؛ لأنها تعلمأنها تركتهما في رعاية الله وحفظه، وأن الله لن يضيعهما تقول ريم في وصيتها: "أنفذعمليتي برغم أمومتي لطفلين، أعتبرهما هبة من الله تعالى أحببتهما حباً شديداً لايعلمه إلا الله، لكن حبي للقاء الله كان أقوى وأشد، فها هما طفلاي أودعتهما أمانةعند بارئهما، وكلّي اطمئنان بأنه عند الله لا تضيع الأمانات، وأعلم أن عنايتي بهماستعوض بعناية إلهية.ويبدو أن عاطفة الأمومة قد دغدغت مشاعرها، فلم تنس أن تخاطبإخوانها المسلمين أن يستوصوا خيراً بولديها، فتردف قائلة: "إخواني في الله، إنأكرمني الله وتحققت أمنيتي، فأرجوكم، أرجوكم، أن تقدموا طفلَي لأهل الذكر والطاعة،حتى تغرسوا في نفسيهما الدين والإيمان، وألحقوهما بمراكز تحفيظ القرآن، والمدارسالإسلامية، وأنشئوهما نشأة إسلامية، واعلموا أنهما أمانة في أعناقكم سوف تُسألونعنهما يوم القيامة.ومن غير الواضح كيف التحقت "ريم" بالجناح العسكري لحركةحماس، إلا أنها في وصيتها تميط اللثام قليلًا عن رحلتها، حيث تقول: "بدأت أسعىوأبذل قصارى جهدي منذ كنت في الصف الثاني الإعدادي، وبحثت بشكل يومي وبشكل متواصلعلّي أجد أحدا يدلني أو يستجيب لي، أو يساعدني لأي شيء وتكمل: "والله إن بحثي طاللمدة سنوات، لكني لم أملّ للحظة واحدة، أو تراجعت في فكري، فكان من الصعب عليّ أنأجد أناساً يلبون لي طلبي، وهو نيل الشهادة، وكم حلمت وكم تمنيت، بتنفيذ عمليةاستشهادية داخل إسرائيل فلم أنجح، وكم تمنيت أن أهب نفسي لله سبحانه وتعالى وأضافت: "والله لقد تمنيت أن أكون أول فتاة تنفذ عملية استشهادية، فهذه كانت أسمى أمنياتيالتي طلبتها من الله سبحانه وتعالى، وبإلحاح شديد، وبفضل الله تحققت أمنيتي،وبالشكل الذي أريده ويظهر في الشريط بوضوح الخلفية الدينية للشهيدة والتي أكدتمصادر مقربة من أهلها أنها كانت في دراستها الثانوية عضوة في الكتلة الإسلاميةالذراع الطلابية لحركة حماس، حيث تقول: "الله.. إني توسلت إليه، حتى أقف يوم الحشر،فخورة، أقول يا رب: هذا جسدي، قدمته في سبيلك، ابتغاء مرضاتك، وبفضل الله تعرفت علىمجموعة من أهل الذكر والإيمان، في الثانوية العامة، وكنت مؤمنة أن الله لن يضيعني،ومؤمنة حق الإيمان أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأمر الله، ما دمت أحملإيمانا بأعماق قلبي، فبإذن الله تعالى سيكتب لي التوفيق وفي نهاية وصيتها أوصت "ريمالرياشي" أهلها بتقوى الله، وبتلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ أحمد العجمي أثناءفترة العزاء، وكذلك بتقليل مصاريف العزاء قدر المستطاع؛ لأن "القوى الإسلامية بحاجةماسة لكل دينار وتوصي أيضاً بأن يصلى عليها في المسجد العمري الكبير بغزة، وأن تدفنفي مقبرة الشيخ عجلين، وأن يكون قبرها بجوار قبور الشهداء والصالحين قدر المستطاع،وألا يتم إعلاء القبر عن الأرض وتعد ريم الرياشي الاستشهادية السابعة في انتفاضةالأقصى الحالية التي انطلقت نهاية سبتمبر 2000ميرفت مسعود..النجمة السابعة من الاستشهاديات الفلسطينيات بعد "ريم الرياشي.. هنادي جرادات..هبة ضراغمة..وفاء إدريس..دراين أبو عيشة..وآيات الأخرس" وفدائيات الحصار..الاستشهادية مرفت أمين مسعود (19 عاماً) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أقدمت مساء الاثنين، 6-11-2006 على تنفيذ عملية استشهادية في دورية راجلة من القوات الخاصة الإسرائيلية، في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وأوقعت فيهم قتلى وجرحى.شهود عيان قالوا "إن الاستشهادية مسعود، تقدمت من دورية لجنود قوة خاصة إسرائيلية، في شارع غزة ببيت حانون، وهي ترتدي جلباب وفوقه سترة سوداء والحجاب على رأسها، وعندما طلب منها جنود الدورية التوقف رفضت وواصلت المسير نحو الجنود ومن ثم فجرت نفسها". هذه العملية التي نفذتها الاستشهادية مسعود وتبنتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي جاءت امتداداً لصور كثيرة قدمتها المرأة الفلسطينية المجاهدة في تصديها للعدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني.يذكر أن الاستشهادية مسعود هي ابنة عم الاستشهادي نبيل مسعود من كتائب الأقصى وهو أحد منفذي عملية ميناء سدود في 14-3-2004 بالاشتراك مع كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.فك الحصاروقد استطاعت الجمعة الماضية، مئات من النساء الفلسطينيات، اقتحام تجمع للقوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون عندما كانت تحاصر عشرات من المقاومين الفلسطينيين الذين كانون يتصدون للعدوان الإسرائيلي، وقد تمكنت تلك النساء بمشاركة المقاومين من تحرير المحاصرين في عملية نوعية أضيفت لسجل المرأة الفلسطينية المضحية، سقطت خلالها شهيدتين وعدة اصابات.فاطمة النجار.. شهيدة الأمومة والفقر .. فاطمة النجار استشهادية مميزة وفريدة من نوعها.فاطمة النجار ليست فتاة بعمر الورد أو شابة في مقتبل العمر كما هو حال جميع الاستشهاديات الفلسطينيات اللواتي سبقنها نحو الانتقام من أعداء الأرض والإنسان. إنها امرأة ناضجة ، أم لبنات وأبناء ، كذلك جدة لأحفاد وأطفال قتل وجرح وشوه وأعاق بعضهم الاحتلال ، عبر سياسته الدموية العنصرية الاستعلائية المقيتة، سياسة حرق الأرض وقتل البشر وهدم البيوت على رؤوس سكانها سواء كانوا من الصغار أم الكبار أو من النساء والعجزة والأطفال.قبل ان تمضي فاطمة إلى الشهادة المحتمة والموت الأكيد في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها وعودتها لأهلها، كانت ...قبل ان تمضي فاطمة إلى الشهادة المحتمة والموت الأكيد في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها وعودتها لأهلها، كانت تبصر أمامها وخلفها ومن حولها أحفادها الصغار الذين حرمتهم آلة الموت الوحشية الإسرائيلية الأمريكية ان يحيوا ويعيشوا ككل أطفال الدنيا بحب وسلام وسعادة. كانت تقف أمامها بصمت وجلل قامة حفيدها الشهيد ، وكذلك كانت ترى حفيدها الآخر الذي أعاقته صواريخ الاحتلال وبترت ساقه وحولته إلى معوق وهو طفل صغير لم ير الحياة ولم يشبع من طفولته بعد. كانت تراه مع ملائكة الله في صلاتها الأخيرة... فتبدأ بالحديث معه عن الأجداد وكروم التين والزيتون وبيارات البرتقال في حيفا ويافا وعكا وعسقلان .. بيارات شعب فلسطين التي استولت عليها عصابات الصهاينة القادمة من أمريكا وأوروبا ودول العالم الأخرى.فاطمة الأم ، فاطمة الجدة ، فاطمة فلسطين كل فلسطين حدثتهم عن مقاومة الآباء والأجداد وعن الشيخ العربي السوري الفلسطيني المقاوم عز الدين القسام قائد الثورة الفلسطينية ضد الإرهابيين المستعمرين من البريطانيين وعصاباتهم الصهيونية الحليفة. وحدثتهم أيضاً عن الشهداء الثلاثة أبطال سجن عكا ، وهم محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي الذين لم يهبوا الموت والشهادة في سبيل الوطن والأرض والشعب والقضية. ثم تلت على أرواحهم الفاتحة وأخذت بعد ذلك تنشد لأحفادها نشيد العزة والكرامة والإباء : " من سجن عكا وطلعت جنازة .. محمد جمجوم مع عطا الزير وفؤاد حجازي .. جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعو عموما.." حدثتهم ايضاً عن شهداء آخرين مثل عبد القادر ياسين والشيخ احمد ياسين وآلاف الشهداء الفلسطينيين. وقامت بعد ذلك وأخذت تصلي على أرواحهم وتقيم صلاة الشهادة والوداع قبل ان تنقض بحزامها الناسف على جنود الأعداء. فتصيب منهم من أصيب فيما تناثرت أشلاءها هنا وهناك وسال دمها ليروي تراب الوطن الشهيد ..رحلت فاطمة النجار البالغة من العمر 57 عاما لكنها باقية في عيني حفيدها الذي بتر الاحتلال ساقه، وعلى شاهد قبر حفيدها الآخر مثل وردة فلسطينية عابقة بأريج الشهادة والحب والعنفوان ، بروح المحبة لله والوطن والشعب والقضية..رحلت الجدة لكنها أوصتهم بان لا يتخلوا عن وطنهم وان لا يتخلوا عن حق العودة إلى ديارهم وأن لا يسامحوا العملاء وان لا يغفروا للخونة والجبناء الذين ينسقون أعمالهم مع الاحتلال ويتحكمون بحياة شعب لازال يرزح تحت الاحتلال وفي الحصار. رحلت الأم الفاطمة لكن وبعد تنفيذها عمليتها قالت ابنتها أزهار أن أمها ومنذ مذبحة بيت حانون ، وتدمير وهدم منزل العائلة ، وقتل الحفيد وجرح الحفيد الثاني وبتر ساقه أصرت الأم على تنفيذ عملية استشهادية.. وعملت بكل ما لديها من إمكانيات وعلاقات على تنفيذ العملية ضد قطعان الوحوش الصهيونية الضالة. ووصل الأمر عند الشهيدة حد أنها أبلغت جميع أولادها بأنها عازمة على الرحيل إلى حفيدها الشهيد عبر تنفيذ عملية استشهادية تعاقب فيها الوحوش الصهاينة وتموت خلالها شهيدة كما ريم الرياشي ودلال المغربي ووفاء إدريس وهنادي جرادات ومريفت مسعود وغيرهن من شهيدات فلسطين ومقاومتها التي تواجه كافة أصناف الأعداء من اليهود والعرب والمتفلسطنين.مضت فاطمة وأصبحت شهيدة فماذا عسانا نقول لجدة فضلت الشهادة على الحياة، نقول لها إلى جنة الخلد أيتها الأم الكبيرة والجدة الأكبر .. فحفيدك الذي يسير بساق واحدة كما ملائكة الرحمة في زمن العذاب و الخراب سوف لن يسامحهم لأنهم سرقوا منه شقيقه الشهيد وبتروا ساقه وكانوا السبب في استشهاد جدته وفي هدم بيته وتشريد عائلته وشعبه.نامي هانئة يا فاطمة .. نامي ساكنة فأحفادك لن يدعوا أعين العملاء في فلسطين تنم .. ولن يدعوا الاحتلال ينم لأن المشوار طويل والليل أطول من أي ليل .. فلا صباح بعد غيابك غير صباح الحرية والتحرير وطرد الاحتلال من فلسطين.عطاف عليانالاستشهادية السجينةأول فلسطينية تحاول في يوليو 1987 تنفيذ عملية استشهادية بسيارة ملغومة في القدس ...... إلا أن العملية لم تنجح، فاعتقلت وما زالت حتى اليوم في سجون الاحتلال[email protected]