مؤامرة على ديني، حرب أعظم من الحروب الصليبية، فهي ليست حرب قتل، إنما حرب فتنة، خلفت إرادة (إنسانة) مفككة، بين قلب وقالب، مقتنعة وعاجزة، بين غرب مبهر ونفس لوامة تأبى أن تطمئن... لكني، أرفض بشدة أن يضعني عجزي في خندق بيادق المؤامرة، فاستصعابي للحجاب لا يجعل مني أبدا ليبرالية الأصول، مهما غاليت في التقليد. مايسة الجزء 1: على هامش الصحوة بعد الاستعمار، من وسط دخان الحماية، من بوابة الاستقلال والمسيرة الخضراء، خرج جيل معتم، يعمل ولا يعلم، نساء أزال "التمدن" الحايك من على وجوههن، "حايك" كان يغطي الوجوه عادة أكثر منها عبادة، "حايك" لم يكن ينهاهن عن "السيد، والمقام"، وعبادة ما لم ينزل الله به من سلطان، ورجال ارتدوا "سموكينڭ" الجتلمان، وابتدعوا، ولم يكن لبدعهم من ينتقد أو يهجو أو يذكر بقواعد دين أو قرآن. بعد عقود من الزمن،... ولد جيل، تسربت إليه عقلية مادية وحلم أمريكي وطريقة عيش متمردة من عقد الثمانينيات من ثقافة نيويورك بعد منتصف الليل، ونشأ في فوهة من المتناقضات، على حافة الدين، على هامش الأسس، حتى كلمتي "حشومة وعيب" لم يعد لهما تأثير عليه. جيل نشأ وسط مؤامرة، يتخبط بين هوية مجسدة في شكل ولغة وتاريخ ودين جبل عليه لكنه لم يفطن إلى معنى العمل به، وبين تأثيرات تستفز شعوره وتثير رغباته وتوقظ غرائزه، جيل يتقاذف بين هويتين، يتمزق من الداخل ليختار الأصل فتبتلعه مغريات وأضواء وشهرة بلا نهاية. أنا... جيل من التناقض: بين قلب وقالب الراوي: " قدمت أمي رحمها الله، من العمل،... وكنت أنا وأخواتي جالسات نتتبع حلقة إحدى المسلسلات، فدخلت وهي تبتسم ابتسامة ذكاء، وأمرتنا أن نطفأ جهاز التلفاز، وأحضرت المسجلة، ووضعت شريطا، وأنا وأخواتي ننظر إلى بعض البعض مبتسمات، ننتظر بفارغ الصبر أن تنتهي من "شغبها" حتى نعود إلى متابعة المسلسل قبل انتهاء الحلقة، ضغطت على زر التشغيل، فإذا بصوت رجل ينطلق جاهرا بعربية فصيحة ملقمة بلهجة مصرية لم أسمعها منذ آخر مرة شاهدت فلم الرسالة، وإذا به يبدأ في الحديث عن "الحجاب"، وعن فرضيته وضرورة ارتدائه لاكتمال الدين عند المرأة، فتنفست الصعداء أنا وأخواتي، وقلت في نفسي، أنا أعرف كل هذا، ولم أشكك يوما في فرضيته، لكن، لماذا الآن، فقد كنت أشاهد مسلسلي المفضل، فقلت لأمي، سأضع الحجاب لا حقا، بعد الزواج، وإذا بالصوت يجيبني كأنه سمع تبريري، فاندهشت وضحكنا، وقالت أمي، اسمعيه إلى الآخر، فأحسست بالقهر وجلست، وأخذت أستمع إلى ذلك الصوت الذي لم يترك تبريرا من مبرراتي ولا سببا لتسويفي إلا أجاب وأفاض، فسألت أختي: "من هذا الذي جاء بكل هذه الأجوبة السحرية"، فأجابت أمي: "إنه عمرو خالد"! "في حقيقة الأمر، حقيقة مهولة، تخط في ثناياها تاريخا مؤسفا لأمة كاملة، لقرون مضت على أمة المسلمين، أنه ليس عمر خالد من أتى بكل هذا، إنما أتى به، منذ أربعة عشر قرنا، رسول الله عليه الصلاة والسلام"، فأعدت السؤال، لكن هذه المرة جهرا: "لماذا الآن؟" فغضبت أمي، وأخذت تعيد على مسامعنا كلام الداعية...الداعية؟ لم أسمع بهذا من قبل، كانت كلمة جديدة على مسامعي. ظل قلبي معلقا بكلام الرجل، وكلما أردت أن أنسى عادت أمي وذكرتني. لماذا الآن، الآن وقد أكملت سنتي العشرين، الآن وقد قررت أن يكون عقدي العشرين الأكثر مرحا وشقاوة، الآن وقد قررت أن أعيش كل ما عاشته ولطالما حكت لنا عنه بافتخار، عن السبعينيات، عن أيام الحب والضحك والسعادة. كيف لك أن تعيشي ذلك وتحرميني منه، لماذا لم تنتظري حتى أكمل الأربعين ... ماذا أفعل الآن بأحلامي، بالحلم الأمريكي؟ مافتئت أتذكر هويتي، أصلي، جذوري، ديني، من أكون. يا له من انفصام بين ما أنا عليه، وما يجب أن أكون. لكن، كيف حدث ذلك، من أين بدأ الخطأ؟ وأنا أعلم خير العلم أن "با سيدي" رحمه الله كان إمام مسجد، وكان يحفظ القرآن كاملا، وجدي كان شيخا معروفا "فالبلاد"، لا يمر وقت دون أذكاره المتتالية وتسبيحاته، وجداتي نساء ملتزمات، وإن لم يكن كذلك عبادة، فقد كنها عادة. فمتى أزيلت يا ترى العادة، حتى لم يبقى فينا أثر للإسلام؟ بدأت في التفكير والحيرة، ولو أن الإسلام وفروضه لم يكونوا يوما غريبين عن بيتنا. لكن التدين بمفهوم تطبيق الدين بحذافيره، مفهوم الامتثال، والتخلق بآية سمعنا وأطعنا، كان حديث العهد بي، أو، أنا التي كنت حديثة العهد بالاستماع، وصعبة الامتثال والطاعة. " أنا... جيل من التناقض : ذ الشُّووْ عبر ممرات ومجالس، أظهر فيها فجأة بشكل مبالغ وملامح بارزة، وأزياء لامعة وملابس ملفتة، وتبرج مبهرج وأكسيسوارات زائدة عن الحد المألوف، دائما ما ألقى استهجانا أكثر منه تفاؤلا، ونظرات استغراب أكثر منه إعجابا، ودعوات متملقة مريبة أكثر منها مجاملة، وملامح مستوحشة توحي أن ذوقي استثنائي، وماكياجي ماكياج طوارئ، وشكلي مبتذل دونما تردد أو مراعاة لما أنا عليه من إحساس بالنشوة لحالي، قد ظهر على ملامحي، ومتعة ورضا بشكلي ألمّا بجوارحي، وانتعاش وسعادة بانا في سلوكي وتصرفي. ورغم كل هذا النفور من بهرجتي الزائدة، والطمع في شكلي المغري، الذي يوحي بأكثر من نواياي الساذجة، لم تؤثر في النظرات والعبرات قط، ولم يغرني المديح وأنا على سجيتي، ولا الثناء في أوقات بساطتي ولم يحفزني إطراء الناس للطبيعة حتى أظل ولو لمرة على طبيعتي، لأكون عند حسن ظن الناس، بل لم يعنني يوما أن أكون جميلة إن كان الجمال هو أن أظهر بوجه ممل لا تعلوه طبقات ولا ألون... فأنا من هواة المغالاة، هواة المساحيق الهائلة والألوان المذهلة، والمشاهد الدراماتيكية التي تصعق العين وتوقظ الانتباه، وتلتصق بالأذهان، لا مساحيق الإيحاء بألوانها الباردة، ومستحضرات الخدع السينمائية التي توضع بتفان وإتقان مقزز من أجل الإيهام بجمال طبيعي شاحب، بل من هواة "الشوو"، بموسيقاه العالية وأنواره اللامتناهية وخشبة المسرح الملساء بوجهها المرآة الصافي والشاشة الفضية الضخمة التي تعلوه وملابس العارضين المتلألئة ورقصات الجاز السريعة، أعشق التبرج من أجل ال " ڭلامور " ، " ليكستراڤاڭونس "، من أجل تضخيم الحقيقة، وجعلها أكثر متعة، أحب الألوان واللمعان، أحب أن أخرج كأني لوحة زيتية من لوحات "پيكاسو"، كشحنة براقة، أسطع فتعزف على خيوط أشعتي نغمات موسيقية، كأني نجمة على مسارح برودو ا ي، لأجعل من الفضاء سماء ألعاب نارية، بشمس ذهبية وأفق مرجاني وحمرة نهاية قوس قزح، كمهرجان في الطبيعة، كالحفلة الساهرة، كالمعرض، كالاستعراض، كفيلم كلاسيكي ملون بنهاية حب سعيدة. الإسلام الليبرالي... شكيزوفرينيا العقول البسيطة أجد نفس الكلام مصاغا بطرق مختلفة يعاد على أفواه كسالى الدين، الذين عجزوا عن تنفيذ فروضهم وتحمل واجباتهم ولم يكتفوا بالكسل والعجز فقط، بل تجاوزوا ذلك لحد إنكار تلك الفروض والواجبات، ليخلصوا أنفسهم من تهمة العصيان، ولقب العاصي، وليصبحوا ملقبين بالليبرالية. فتجدهم يفسرون القرآن بطريقتهم الخاصة الماكرة، ويعطون لأنفسهم حق شرح الآيات، ليخضعوها لتدينهم الرديء، رغم غياب علم راسخ بلغة القرآن العربية القرشية التي نزلت على فحول اللغة وصائغي شعر المعلقات، ورغم انعدام معرفة صحيحة بأسباب نزول الآيات والأحداث التي عاصرت ترادف السور. كما تجدهم يشككون في الحديث ادعاء باطلا أنه ضعيف رغم جهلهم بعلم الحديث وقواعد المتن والسند. وإذا تحدثت إليهم وجدتهم كارهين للدعوة رافضين للنقاش ومعرضين عن أقوال الفقهاء، يتكلمون دون صمت لإسكات صوت الحق، ويرفعون أصواتهم إذا ما ذكرت في حديثك كلمة تبدو وكأنها تحفز لديهم حساسية ما، وهي كملة "العلماء"، ليمطروا عليك وابلا من النقد والشتائم لردعك عن الاستدلال مجددا بقول عالم أو شيخ. وإذا ما ذكرتهم بدليل تحريم "حرية" من حرياتهم، انهالوا عليك بالسب بما نقص من دينك، وكأن الإسلام إن لم يكتمل في صورتك حرمت عليك الدعوة إليه، فأستغرب للوصف المطابق لهم في القرآن صوتا وصورة، لتجد صدورهم ضيقة حرجا كأنما يتصعدون في السماء، ولا تجد مجالا لإقناعهم أو دعوتهم. وتحس دائما في آخر دقائق الحديث أنك تدافع عن الدين وكأنك أمام عدو في حرب. مع أنهم يصرون على إسلامهم، إسلام ليبرالي، لم يسمع به الصحابة ولا التابعون، إسلام يماشي العصر، إسلام علماني، أو حر، أو ما شئت من المرادفات التي تمكنهم من التخلص من الفرائض التي حكم بها الله في قرآنه بآيات محكمات لا جدل ولا نقاش فيهن، ولا خيرة لهم فيها. لكن مجمل تبريراتهم تكون في إطار عدم التشبه "بالمنافقين"، حيث يأبون الصلاة في المساجد لكي لا يكونوا كالذين يذهبون إليها بغرض الإدعاء والرياء، ويرفضون الحجاب لأن كثير من المحجبات منافقات يخبئن تحت غطاء الرأس مكاره ومعاصي لا حد لها، إلى آخره من التبريرات التي تتعايش داخل الكثير من أصحاب النفوس المريضة، فيفضلون البقاء على نكرانهم خيرا من الامتثال بمن صح إسلامهم وثبت إيمانهم، وتلازم ظاهرهم مع باطنهم وأخلاقهم. وتسمع وسط مواويلهم الطويلة من السخافات ما يصعب عليك تحمله وتفويته، فمنهم من يعلل إعراضه عن الفرائض بكون الهدف منها هو سمو الأخلاق والإخلاص والخير، فإذا بلغت من المكارم ما صلح لم يبقى للفرائض من هدف، فصح تجاوزها، وهم بذلك سالكون لطرق لم ينزل بها الله من سلطان. حيث أن العبد إذا ما ترك القيام بفرائض الله وحصل على صلاح النفس بغير ذلك تدين بدين غير الإسلام، وسلك لطريقة ابتدعها من نفسه. فحتى من اتخذ من فرائض الله أمرا لا مراوغة فيه لكنه لم يحصل بها درجة الإحسان والتعالي في التعامل وطمأنينة القلب، كان عمله سطحيا ناقصا للإخلاص وبين عن ضعف الهمة وتدني الإيمان. لكنه لم يخرج بسطحيته عن الإسلام. فالدين عمل بنية، ووسيلة بهدف، وفرض بإخلاص يتلازمان مادام المسلم مؤمنا، إذا نقص الفرض نقص الإيمان، وإذا أهمل ضاع في النفس إحساسها بالعبودية والطاعة، وإذا أنكر حرف منهج الإسلام في نفوس السفهاء عن ما نزل في الكتاب والسنة. فإذا وصلت النفس بجرأتها وتعنتها إلا ترك الفرائض إنكارا بوجوبها، أعطت لنفسها الحق ليس فقط بالسقوط في المعاصي والكبائر مع الاعتراف بالخطأ وعظمة الجرم، لكن استأنست بها وداومت عليها وفرضت على مجتمع المسلمين تقبلها والتعايش معها، وهذا ما يسميه الليبراليون بالحريات الشخصية، التي لا تفتك بقواعد المجتمع فحسب، بل تقلب موازين الحق والباطل رأسا على عقب. القدوة وهناك، في جيلنا، بين شباب اليوم، من اعتدل إسلامه فاعتدلت أخلاقه، وفطر عقله على ما جبل عليه قلبه، فأذاب حب نفسه للشهوات وسط العبادات وصقل هواه على ما أمر به، وأرضخ قالبه لما رأى فيه قلبه صلاحا له في الدنيا والآخرة. وبذلك حصد نفسا مطمئنة على المنهج سائرة، تلهم الناس بشكلها ومظهرها حقيقة ما ألم به عقلها من توسط واعتدال في الدين، وتوحي لهم بشكل لباس وطريقة مشية وحسن كلام ومكارم أخلاق خير ما استقامت عليه من شرائع الإسلام. هؤلاء هم القدوة، الذين استطاعوا موازاة القلب مع القالب، وإرضاخ النفس لمبادئ العقل وأسس العقيدة، هؤلاء هم ملاذي، ملاذ الأنفس اللوامة، ملاذ من قال فيهم تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم". ليبيرالي وماشي ليبيرالي قال لصاحبو نوض تصلي هانا كالس تتولي قاليه علاش نتا متجيش؟ علاه بلا صلى تقدر تعيش؟ قاليه أسير باراكا ماتكدب الله لفوق ولإيمان فلقلب للي كايصلي غي منافق كيصلي باش يبان للناس وملي تعرفو تلقاه فاسق سير باراكا من فريع الراس قاليه علاش أسي، هانا مشفتي مني غي لمزيانا لفروض فوقتهوم ديما وماباغي غي وجه مولايا وبين الناس شان وقيمة وحاني الراس مع للي معايا قالو مابغيتش نهدر فالدين كل واحد يدير ما بغا قالو حيت مريض أمسكين النفس عصات والشيطان طغا قالو سير باراكا ملهدرة عاد قطر بيكوم السقف كنتو الشطيح والقرعة الحمرة قريتي كتيب بديتي تلقف قالو لهداية من عندو وحنا تبنا وسالينا للي بغاه الله كيشد بيدو ومشي عيب إلى عاد بدينا لعيب ولعار على للي شاب وباقي مابغا يحشم أما تللي غلط فالشباب يقدر يتوب ويبكي ويندم قاليه نتا إرهابي بغيتي تقتلني وانا مزيان غادي نسد علي بابي وعمر اللسان مايجي على اللسان عيالاتكوم دارو ليزور ويسحابليكوم غيطفروه مغطيا الراس وقيالا الدور خرجو على الدين وشوهوه قالو بعدا تقات الله وغطات راسها على عينيك واخا الدور حداك وحداه مستورة وراجل عليك وسبانك مانرد وراه ونخلليك تاربي يهديك راه الدين واحد إسلام وطريقو هي لفروض والإمان خصو الإتمام غيرتبدا وربي كايجود "الإيمان فلقلب" هادا لبدو ويلا بقا غي فلقلب يزول صلي وصوم باش تزييدو وزكي باش لعمر يطول ويلا جاوك لفروض عجب ومافهمتيش لاش لكعبة راه قلبك عليك كدب