ثالثا: البعد الثقافي كما ذكرنا سابقا بأن الديانة الإسلامية كانت سباقة للحوار بين الحضارات، ثم تلتهادعوات أخرى من طرف الغرب حيث مر الحوار على مراحل كالتركيز على الحوار الإسلامي / المسيحي، وكانت الكنيسة الغربية هي التي وجهت الدعوة الى هذا الحوار وكان ذلك في أعقاب نشوء أزمة حضارية جديدة في العالم العربي الإسلامي نتيجة تصادم الإرادتين: الإرادة العربية الإسلامية والإرادة الغربية وبلوغ حدة الصراع بين الجانبين صيغة الحوار الأوروبي العربي وكذلك الدعوة الى الحوار بين الشمال والجنوب. وفي جميع الأحوال كان الغرب هو صاحب المبادرة الى هذا الحوار في أشكاله المتعددة سعيا الى أهداف رسمها والى غايات حددها يكتنفها قدرمن الغموض الذي لم تنفع وسيلة في إخفائه، لأننا أمام جهة تملك القوة الاقتصادية والعسكريةوالنفوذالسياسي والإعلامي والقدرة على صنع الحدث والتحكم في مساره الأمر الذي يدعو الى اتخاذ الحيطة والحذر. فتلقى المعسكر الشيوعي الدعوة للحوار بين الحضارات وبنوع من الارتياح فتبني شعارها مقابل التعايش السلمي بين الأمم والشعوب كهدف يتطلع اليه. بالرغم من موقف الغرب من الشيوعية، ذهب بعضهم الى رؤية الغرب (الولاياتالمتحدةالأمريكية بريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي) ساندالعرب والمسلمين وأيدهم في موقفهم من الشيوعية باسم الإسلام كدين، ثم مساندة أمريكا للمحاربين الأفغان في الثمانينيات من القرن الماضي واستخدمتهم سياسيا وعسكريا للتصدي للغزو الشيوعي (أيديولوجية ونظاما) فضلا عن مساندة مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو. ثم نقل الغرب الى كل شيء فانحاز لإسرائيل ضد الفلسطينيين وخطف كوادرها ونوابها في البرلمان بل حتى وزراءها وكذا شن الحرب على لبنان وكل ذلك موجه ضد العرب والمسلمين وفي مقدساتهم وتتخذ من العروبة والإسلام موقف الهجوم وتعتبرهما عدويها الاسترتيجيين حسب تعبيرها، خلال الفترة القادمة، ويقوي هذا الرأي ما يتخذه الغرب عموما وأمريكا خاصة باعتبارها تمثل الوجه الحضاري للغرب من مواقف صريحة ومعلنة اتجاه المسلمين والعرب. إن ظهور المفارقات الغربية في السياسة الدبلوماسية الغربية جاء بعد صدور كتاب صامويل هنتغتون وآخرين من انبعاث الإسلام Larésurgence de l islam فرسم مخططا للصراعات الاتنوسياسية، واصفا المسلمين بتأكيد ذاتهم بالالتزام بالدين كموجة للحياة بعد فساد المؤسسات السائدة والعودة الى دين أكثر نقاء وصفاء وصرامة والى تكريس قيم الانضباط والنظام وهو مرتبط بالتزايد الديمغرافي الكبيرفي العام الإسلامي والذي يمس بالخصوص الفئة الشابة النشيطة والقابلة للانخراط في حركات التمرد والهجرة نحو الغرب. معززا قوله بجملة من الاحصاءات حول الصراعات الإتنوسياسية التي توصل إليها حيث يقول: إن من بين 50 صراعا هناك 26 صراعا أثنو سياسيا يمس المسلمين، كما أن للمسلمين أكبر قدر من الصراعات الداخلية مقارنة بالحضارات الاخرى وذلك ب: 11 صراعا أثنو سياسيا داخليا، كما أن لهم أكبر حصة من الصراعات مع الحضارات الأخرى ب: 15 صراعا من مجموع 20 صراعا. أما موقع الإسلام من الصراعات الاثنية فإنه من بين حوالي 59 صراعا عرفها العالم هناك 28 صراعا يمس المسلمين. وأنه من بين 31صراعا إثنيا مابين كيانات حضارية مختلفة شارك المسلمون في 21 منها. ويستنتج هنتغتون بأنّ للنزاعات الواسعة وللصراعات العنيفة خاصية مرتبطة بالمسلمين دون غيرهم من الشعوب فهم دائما متورطون في أعمال العنف أكثر من شعوب الحضارات الأخرى. وقد لانستغرب صدور هذا القول من صامويل هنتغتون الذي اشتغل بصورة جلية داخل حقل مليء بمنافسين في المجال الفكري وصناعة القرار السياسي الأمريكي ومع منظرين أمثال فرنسيس فوكوياما متفاعلا مع أفكاره المتعلقة بنهاية التاريخ والنزعة العالمية والقبلية وبانحلال الدولة وتفسخها. أما بالنسبة له فقد أعلن عن المحور الأساسي والمركزي لما ستكون عليه السياسة العامة خلال السنوات المقبلة ويتابع بشكل صريح أن المصدر الأساسي والأولي للصراع في هذا العالم الجديد سوف لن يكون ايديولوجيا أو اقتصاديا بقدر ما سيكون ثقافيا وستحدث الانقسامات الكبرى بين بني البشر كمصدر لصراعاتهم أساسها ثقافي. فلذلك نرى أن الاعتبارات الثقافية هي المحدد الوحيد للتحالفات السياسية والتعاون أكثر من العوامل الاقتصادية والجغرافية. فلابد أن تتوافق الجغرافية والثقافة أما في حالة غيابها فيكون الحوار مجرد حوارالجوار الذي لايحفز على التعاون السياسي أو الاقتصادي أو العسكري . إن الاحتلال الصهيوني لفلسطين على امتداد سنوات القرن الماضي جعل العرب والمسلمين وعموما الحضارة الاسلامية يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون في الوقت نفسه يلاحظ أن الحركة الصهيونية تتجند للتشويش على مختلف العلاقات بين الدول الإسلامية وغيرها من دول المجتمع الدولي وخصوصا الدول الأكثر تقدما، ويتصور المؤلف أنه على طول الخطوط الفاصلة بين الإسلام والحضارات الأخرى تدور اصطدامات ضارية وعنيفة ولذلك يخلص الى إن للإسلام حدودا دموية. لقد شهدت عدة مناطق في العالم خلال الربع الأخير من القرن العشرين الماضي عدة تحولات ديمقراطية متفاوتة الأهمية في حين ظل الوضع على ماهو عليه في العالم العربي وظلت قضايا الحرية والحريات والثقافة والحضارات والسياسة والانفتاح الديمقراطي واحترام حقوق الانسان وحكم المؤسسات في عداد المؤجل والملغى وكذا الجو المشحون بكل عناصر الانفجار والإحباط إنها ببساطة أحد انفجارات أزمة نضجت على مهل في الشرق الأوسط والعالم العربي عنوانها غياب الديمقراطية وحقوق الانسان ودولة في خدمة مجتمعها وغياب نظام يحظى بمشروعية من يحكم خارج قوانين الإخضاع ومصادرة الإدارة. إن ما وقع في 11 شتنبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس إرهابا دينيا ولا حربا بين الحضارات ولا تناقضا بين قيم ثقافية محافظة وأخرى عنيفة جاءت من الشرق لتدمر ثقافة غربية متفتحة وعقلانية، ففرانسيس فوكوياما ذهب متمسكا بالقول بعد الحادث أن العالم يعيش نهاية التاريخ لأن النظام الثقافي الديمقراطي الغربي يستمر في الهيمنة على السياسة العالمية وأن حادث 11 شتنبر هو تعبير عن صراع بين الحداثة والتقليد. فالحداثة في نظره لاتشتغل إلا في الغرب الليبرالي وأنها تقاوم في المجموعة العربية والإسلامية لأن هناك في الدين الإسلامي مايجعل مجتمعاته ترفض هذه الحداثة ويستشهد على ذلك بكون العالم الاسلامي يحتوي على اضعف رقم في الأنظمة ذات الطابع الديمقراطي وبالتالي فالإسلام في نظره يبقى النظام الثقافي الوحيد القادر على إنتاج أشخاص رافضين الديمقراطية كأسلوب حداثي في الحكم وأن ما تعيشه حاليا ليس صداما ما بين ثقافات متساوية متماثلة كما وقع بين القوى الأوروبية في القرن الماضي ولكنه صدام يستند على وجود محاولة عملية لرجوع الماضي تقودها مجتمعات تقليدية توجد الآن في مواجهة حقيقية مع الحداثة. وهناك تحليل آخر استلهم عناصره من الخطاب السياسي لبضع صناع القرار في الدوائر السياسية الغربية ومنها كتابات الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون حيث جاء في كتابه انتهاز الفرص: العالم الإسلامي يشكل واحدا من أعظم التحديات للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في القرن 21... وفي منطقة حيث يعتبر كل جار منافسا في أحسن الأحوال وعدوا في أسوئها، فإن عدم الاستقرار الكامن يشكل تهديدا رئيسيا لمصالحنا وبالنسبة لقضيتين مهمتين في مناطق النزاع: الخليج الفارسي والنزاع العربي الإسرائيلي فإن الحاجة لفعل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت ملحة بصفة خاصة. لذا فإن كتابات نيكسون وغيره والتي تعكس في الواقع تفكير قطاع عريض من الاستراتيجيين الأمريكيين تؤكد القول على أن الصراع بين العرب والمسلمين وبين الغرب وعلى رأسه أمريكا وأداته إسرائيل صراع حضاري في الأساس وإن اتخذ أشكالا متغيرة أو معاملات آنية فإن جوهره يظل صراعا بين حضارتين: الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية كما أن الدعوات الى الحروب الصليبية صراع الخير والشر صراع الحرية والخوف التي تصدر مباشرة عن هنتغتون وعن مقابلته بين الإسلام والغرب هي الثنائية التي غدت لغة الخطابات الرسمية في الأيام الأولى بعد حادث 11 شتنبر وبالنظر الى الحكم الثابت من الأقوال والأفعال المليئة بالحقد والكراهية في الصحف ومختلف أجهزة الاعلام وعبر مختلف الإجراءات القانونية المتخذة في حق العرب والمسلمين بالنظر إلى كل ذلك يمكن القول إن نموذج هنتغتون مازال مستمرا كما هو ممكن أن تبدأ سلسلة مراجعات الولاياتالمتحدة لسياستها وتحسين سلوكها اتجاه العالم العربي والإسلامي. العالم العربي والاسلامي مدعو الى الوحدة ومراجعة الذات إن الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب المؤيد لها مصران على أن يكون للإرهاب وللإرهابيين هذه المرة ملة ودين وهوية وحضارة ومنطقة جغرافية. إن الإرهاب في شكله ومضمونه ظل دائما وعبر التاريخ عملا فرديا أوتنظيميا لالون له ولادين له ولا أيديولوجية أو قيمة أخلاقية. بل من المؤسف إلحاق صفة الإرهاب بالمسلمين دولا/ تنظيمات/ وأشخاصا حيث استطاعت بإعلامها المرئي والمسموع إيهام الناس بأنَّ دين الاسلام وحضارته دين للإرهاب والبربرية والوحشية والظلام والفاشية وبذلك يدخل في اطار حرب حضارية صارت معلنة وساخنة بعد برودة وخفاء حين كان العدو شيوعيا. بعد حادث الثلاثاء الأسود الذي عرفته الولاياتالمتحدةالأمريكية وانتكاسة المتبجحين بحقوق الإنسان بجنوب افريقيا 2001 دار نقاش واسع في الغرب والشرق وأطرته ايديولوجيات مختلفة منها ما هو مستقل ومنها ماهو مدعوم بنظريات اثبتت شعبيتها داخل الأوساط السياسية ليصبح مهيأ لنعث الأزمة بأنها صدام حضارات بامتياز وأن ذلك الجزء من العالم الذي يلجأ الى الإرهاب مدفوع بالكراهية العميقة للقيم الغربية بحيث أن ممثليه مستعدون لمواجهة الموت وإنزال المعاناة الهائلة بالابرياء والتهديد بتدمير المجتمع الغربي لمصلحة صراع الحضارات وليست الكونفوشيوسية أو الحضارات الست المتبقية حسب تصنيف هنتغتون هي القادرة على القيام بذلك. وهو ما يقودنا الى التساؤل عن طبيعة الصورة التي رسخت أوترسخ في أذهان الغرب عن الحضارة العربية الإسلامية إبان الحادث؟ وهل حوار الحضارات هو البديل لتجاوز الصراع؟ أو أن البديل هو حوار داخلي ذاتي؟ أم هو تصحيح التوجه الثقافي الذي صار عليه مثقفونا ودولنا اتجاه حضارتنا أوتكاد؟. إن العرب هم جزءمن جماعة أكبر وهي جماعةالمسلمين والأمريكيون هم جماعة أكبر من المسيحيين والغرب، وكانت هناك ولفترة تزيد على ألف سنة: اتصالات ودية في وقتنا هذا نجد المواقف الأمريكية إزاء العرب والمسلمين سلبية على العموم وهي كذلك اكثر سلبية وأكثر عداء بالتأكيد حيال عرب معنيين وجماعات بعينها من المسلمين وينعكس هذا أيضا في تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يفرقون بين العرب والمسلمين الرادكاليين (أي السيئين) من جهة أخرى. وهنا تظهر أهمية التحرك لعكس المواجهة بين العرب والمسلمين والولاياتالمتحدة والغرب بحوار الحضارات كما دعت له منظمة الأممالمتحدة وسائر المنظمات الموازية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي...الخ. تفنيد مقولات هنتغتون وفوكوياما حول صدام الحضارات ونهاية التاريخ إن ما يسعى إليه هو الترويج من شعارات نهاية التاريخ وصدام الحضارات يدفع الى تأجيج الصراع وإيجاد عدو جديد حتى لو كان وهميا بعد نهاية الحرب الباردة لإخفاء أزمة نظام عالمي يمر في نقطة حرجة من التأزم ومن الضيق الخانق الذي لايجد متنفسا له إلا في التعبير عن الانفعال والعنف والصراع بين الجماعات الثقافية والإثنية والسياسية وبين الدول ومجتمعاتها والأسرة وأفرادها. فرصد سلوك القيادات السياسية الغربية بعدعمليات 11 سبتمبر بين كيف انها سارعت مباشرة بعد الحادث الى مهاجمة الاسلام والدول الإسلامية إلى درجة الحديث عن الحرب الصليبية لتعيد النظر في خطاباتها الموجهة الى الخارج بشروعها في تقديم شرخ للإسلام يميز بين صحيحه وبدعيه، الرسمي منه وغير الرسمي، والخطير في الأمر أن هذه القيادات استطاعت في ظرف وجيز قراءة الاسلام دون احترام المنطق الزمني للتاريخ الديني والتراثي والتحول مباشرة الى مجموعة من الدعاة والمجتهدين والمفسرين يقدمون الإسلام الصحيح للمسلمين ومواكبة لهذا السلوك تحكم السلطات السياسية في الدول الغربية مراقبتها على الأقليات الإسلامية وأخضعتها للتحقيق الى حد يذكرنا بمحاكم التفتيش التي كانت تعرفها أوروبا المسيحية في القرون الوسطى ولشرح أسباب الحادث للرأي لعام الداخلي تجد القادة السياسيين الغربيين يتمسكون بالقول إن العمليات الإرهابية هدفها هو العداء للحضارة الغربية ومقومات الحرية والديمقراطية والاختلاف الموجود داخل نظمها. لقد افترض هنتغتون ان العالم الاسلامي وحدة متجانسة وكتل واحدة وهو مخالف للصواب، فالمجتمعات الإسلامية تتفاوت في ثقافاتها وخياراتها السياسية وتطورها الاقتصادي ومصالحها الوطنية وهو يقابل بين الغرب كمنظومة ثقافية وقوة عسكرية لها خياراتها المشتركة وبين العالم الاسلامي كعالم متعدد مفكك تنخره الانقسامات والحروب. وهذا التحليل تراوده عقدة الخوف من الفراغ الذي جعله يحاول إضفاء صبغة إمبراطورية الشر الجديدة على الاسلام معتبرا إياه عدوا جديدا للغرب ولا يهم إذا كان قد منحه انسجاما ووحدة وقوة لايتوافر عليها وضخم من حجم خطورته وتهديده بشكل لايرتبط بالواقع والحقيقة. فأطروحة هنتغتون تهدف الى ملأ الفراغ الاستراتيجي والفكري قصد توجيه صانعي السياسة الأمريكية والغرب بصفة عامة الى منح نوع من التماسك والانسجام للسياسة الخارجية الأمريكية للهيمنة على العالم وتدعيم استغلال المؤسسات الدولية وإذا كانت أحكام هنتغتون الافتراضية والغير الموضوعية الخطيرة على العالم الاسلامي كالتخويف والتحرش ضد المسلمين وتقديم صورة غير حقيقية وسلبية عنهم لدى الرأي العام الغربي بأن بؤر التوتر والأزمات الحاصلة في مناطق العالم نتيجة إرادة وخطة مبيتة من جانب المسلمين، فهل ما حدث في 11 سبتمبر قد دعم اطروحة صدام الحضارات، مسألة الأممية الإسلامية الهائلة؟ ومسألة وجود المؤامرة؟ أم أن واقع المجتمع الاسلامي في تفاوت خياراته السياسية والاقتصادية وانقسامه يؤكد على ان أحداث 11 سبتمبر ليست بالضرورة شكلا من أشكال الصراع الحضاري؟ وإنما هي شكل إرهابي بعيد عن المرجعيات الحضارية الثقافية والدينية؟. خاتمة: ماوقع ويقع له أكثر من خلفيات وتداعيات وأسباب ترفض أمريكا وبريطانيا البحث فيها وهما يعالجان القضية الإرهابية بصفة عامة، بقوة جيوشها ومعسكرها الأطلسي وأسلحتها ونفوذها وهيبتها في الأرض فهي لاتزيد من كونها رد فعل قوي ضد ما تمارسه في العديد من دول العالم بشكل مباشر أوعن طريق عملائها من الأشخاص والدول أو بواسطة سياسات عدوانية بهدف السيطرة. كما أن الغرب وأمزيكا يعانيان الإرهاب بمختلف مصادره ( وليس العنف الإسلامي الذي مصدره احتلال إسرائيل لفلسطين) وذلك لمدة عدة عقود من الزمن ولاعلاقة له بدين أودون أو أيديولوجية، فإنه يستمر في التفكير والتحرك وفق فلسفة التفوق والاستعلاء والهيمنة واحتقار الشعوب والحضارات الأخرى وهو ما من شأنه أن يغذي شهية التطرف والإرهاب والعصبية التي أفرزت منذ بداية هذا القرن ظواهر وأحداثا وتصادمات سوف لن تكون الحرب ضد أفغانستان واحتلال العراق آخر حلقاتها. إن الأحداث الجارية اليوم على الساحة الدولية من جراء حرب امريكا ضد ما تسميه بالإرهاب في تجلياتها وتشابكها وتعقيداتها لاتروم فقط فرض نمط الغرب في الحياة وفي الاختيارات والتوجهات وربما في العقائد والسلوكيات ايضا. بل تروم تكريس التبعية الثقافية والحضارية والاقتصادية للمستضعفين في الأرض وهو ما ينذر بالدخول في دوامة من الصراعات قد تمت لأزمنة بعيدة وقد تشرع الأبواب أمام مسلسل إرهابي طويل المدى قد لاينتهي بتقسيم العالم على طائفتين متحاربتين ولكنه قد ينتهي بتدمير هذا العالم على رؤوس أطرافه المتصارعة.